يقترب المندوبون المجتمعون باسم حوالى مئتي بلد منذ أسبوعين تقريباً في مدينة كاتوفيتسه البولندية في مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين حول المناخ، من صيغة توافقية حول آلية تطبيق اتفاق باريس، بحسب ما أفاد رؤساء المجموعات المفاوضة.
جاء ذلك بعد ليلة إضافية من المفاوضات الشاقة.
وحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش جانباً من النقاشات.
وصرّح الإثيوبي جبرو جمبر إنداليو، الذي يرأس مجموعة الدول الأقل تقدماً صباح اليوم السبت، "لم أطلع بعد على كل المعلومات من المنسقين، لكن في الإجمال أظن أننا توصلنا إلى أرضية خصبة للتوافق".
وأوضح "لكن هذا لا يعني أن أولوياتنا أخذت كلها في الاعتبار، فللمجموعات الأخرى أولوياتها أيضاً".
وتقضي مهمة المندوبين المجتمعين في كاتوفيتسه بالتوصل إلى آلية لتطبيق اتفاق باريس الذي يرمي إلى حصر الاحترار بدرجتين مئويتين، أو 1,5 درجة إن أمكن، بالمقارنة مع العصر ما قبل الصناعي.
اقرأ أيضاً... محادثات المناخ تضع مسودة اتفاق نهائي قبيل اختتامها
وليست آلية التطبيق نقطة الخلاف الوحيدة في المفاوضات، إذ لا يزال ينبغي على المندوبين التوفيق بين الآراء المتباينة بشأن طريقة ذكر التقرير الأخير الصادر عن هيئة المناخ. وتصرّ غالبية الوفود على ذكر "التجاوب" مع هذا التقرير، في حين أن الولايات المتحدة وروسيا وبعض الدول الأخرى تريد الاكتفاء ب"أخذ العلم به".
فقد شهد المؤتمر أسبوعين من التوترات والنقاشات المحمومة في ظلّ سياق جيوسياسي غير مؤات للقضية المناخية طغى عليها الجدل بشأن تقرير الهيئة المناخية الدولية المعنية بتغير المناخ، فضلاً عن بروز الانقسامات بين دول الشمال والجنوب، كما هو الحال عادة خلال المفاوضات بشأن المناخ.
ومن المسائل الأخرى المطروحة على طاولة النقاش، كيفية دفع البلدان إلى تعزيز الالتزامات التي اتخذتها سنة 2015 لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، لا سيما عندما تكون هذه التعهدات غير كافية، ودفعها إلى اعتماد خطط معززة بحلول 2020.
وفي حال استمرّت الالتزامات على هذا المنوال، فإن الحرارة سترتفع ثلاث درجات مئوية بالمقارنة مع العصر ما قبل الصناعي، وقد سبق لها أن ارتفعت درجة مئوية واحدة.
وقد أرجئ مشروع القرار، الذي كان مرتقباً مساء الجمعة، مرات عدة في الليل. ووزّع على المندوبين في نهاية المطاف صباح السبت.