10 فبراير 2010 19:27
احتفاء بتجربته الشعرية منذ بدايتها صدرت مؤخراً مجموعة شعرية مختارة من قصائد الدكتور الشاعر غازي القصيبي، تحت عنوان: “قصائد أعجبتنا”، وهو عنوان يشير إلى مختارات شعرية كان قد أصدرها الشاعر تحت عنوان “قصائد أعجبتني” وشملت مجموعة من القصائد التي اختارها الشاعر لشعراء آخرين.
“قصائد أعجبتنا” مختارات شملت الكثير من قصائد القصيبي ومن عدة مجموعات شعرية، خصوصاً أن القصيبي كتب خلال مشواره مع الشعر عدداً كبيراً من القصائد.
في أولى صفحات الكتاب مقتبس من حكاية غازي القصيبي مع الشعر ورحلته مع القصيدة يقول: لقد بدأت قراءاتي الشعرية في حوالي الثانية عشرة بشاعرين مفضلين هما شوقي وحافظ وأتصور الآن أن مرجع هذا الإعجاب هو تأثير الأساتذة المصريين الذين كانوا يدرسوننا اللغة العربية وآدابها بالإضافة إلى قطع المحفوظات الكثيرة التي تضمنتها المناهج لهذين الشاعرين”. وفي مقطع آخر يصف علاقته مع الشعرية العربية ويقول “لقد فكرت طويلاً في ظاهرة عزوفي عن الشعر الأجنبي ولم أصل إلى تفسير لذلك سوى إيماني بأن الموسيقى عنصر أساسي رئيسي من عناصر الشعر وأعني هنا الموسيقى التي تعودت عليها الأذن العربية من خلال العروض والقوافي”. يتحدث القصيبي عن معرفته بالشعر والشعراء في كل سنوات عمره فهو يتعرف إلى شعر الجواهري ويحبه ومن ثم عمر أبي ريشة ونزار قباني وبعدها أبي القاسم الشابي والأخطل الصغير ولايخفي إعجابه الكبير بإبراهيم ناجي وإيليا أبي ماضي و إبراهيم العريض وصلاح عبدالصبور وغيرهم، كما يعرج على الشعراء القدامى ويذكر افتتانه بالمتنبي خاصة، ويقول عن شعرية المتنبي “إنني اليوم أشد إعجاباً بالمتنبي مني يوم أن قرأت ديوانه أول مرة بل لعلني اليوم أكثر تأثراً به مني في البداية ولا أدري كيف أفسر هذه الظاهرة، وهل تدل على أن شعر المتنبي لايمكن أن يتذوقه بكل أبعاده إلا من بلغ قدراً من النضوج والتجربة أم تدل على أن المرء يجنح إلى العودة إلى جذوره الأولى كلما تقدمت به السن أم أن الأمر مزيج من هذا وذاك”.
ويتحدث القصيبي عن شعراء لم يستطع أن يعجب بهم ولم يكن يحب قصائدهم: مثل عبدالوهاب البياتي وأدونيس وأبي تمام والبحتري ولزوميات المعري دون غيرها من دواوينه الشعرية، ويذكر القصيبي شيئاً عن علاقته بالشعر الأجنبي الغربي فهو معجب بشكسبير أولاً وبيرون وشيلي وجريفز من الإنجليز ومتفرقات في بقية اللغات كان يقرأها مترجمة. ويتذكر أول قصيدة له في السابعة عشرة من عمره، وكان اسمها نداء الربيع، ثم يذكر آراءه عن الشعر ومفهومه وواقعه في بلداننا العربية والشعر والسياسة ودور الشعر اليوم. وعن الغموض في الشعر يقول: إنني أعتقد أنه لابد من وجود حد أدنى من الألفة النفسية والفكرية واللغوية بين الشاعر والقارئ ليستطيع الثاني أن يتذوق شعر الأول. إن الغموض قد لايكون عيباً في القصيدة أو عيباً في القارئ ولكنه نتيجة لانعدام الحد الأدنى. إن عجزي عن فهم اثنين يتحدثان بالفرنسية ليس طعناً في الفرنسية ولا في قدراتي العقلية ولكنه نتيجة طبيعية لعدم إلمامي بالفرنسية”