حوار: بسام عبد السميع
أكد الدكتور المهندس علي الخوري مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، تقديم مجلس الوحدة الاقتصادية لدراسة تمثل الرؤية الاستراتيجية العربية للاقتصاد الرقمي إلى قمّة القادة العرب المقرر عقدها في تونس مارس المقبل لاعتمادها، لافتاً إلى أن المؤتمر الأول للاقتصاد الرقمي العربي ينطلق في أبوظبي غداً، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقال في حوار خاص مع «الاتحاد» أمس قبيل انطلاق المؤتمر، إن المؤتمر سيشهد إطلاق هذه الاستراتيجية واستعراض الرؤية العربية المشتركة للقطاع، وإطلاق مبادرات وآليات تحويل المنطقة إلى اقتصاد رقمي فاعل يعزز جهود التنمية المستدامة والتنمية الاقتصادية.
وأضاف: «نعمل على توظيف التكنولوجيا في الاقتصاد الرقمي لتحقيق التنمية الاقتصادية»، منوهاً بأن هناك قناعة كاملة لدى مجلس الوحدة الاقتصادية بالجامعة العربية أن دولة الإمارات هي النموذج الاقتصادي الرقمي الذي يجب الاقتداء به، حيث إنها تمثل أفضل النتائج العربية التي تحققت في مجال مؤشرات التنافسية العالمية، وهي أفضل مركز لإطلاق الاستراتيجية العربية نحو الرقمنة».
وتابع الخوري: «إن التحول الرقمي في اقتصادات المنطقة يلقى اهتماماً ورعاية من قادة الإمارات ومن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان راعي المبادرة»، معرباً عن أمله أن يعزز المؤتمر آليات العمل العربي المشترك، لافتاًَ إلى وجود بعض المعطيات التي تحفز المنطقة العربية على تحقيق الأهداف في التحول الرقمي للاقتصاد العربي نتيجة لتوفر عدد السكان ما بين 400 - 450 مليون نسمة يشكلون قاعدة ضخمة تمثل سوقاً كبيراً للقطاعات الاقتصادية والحياتية.
وأوضح الخوري أن التحول الرقمي أو الرقمنة يمكن استخدامها في مجالات التعليم والصحة والزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، كما أنه توجد فرص استثمارية هائلة وضخمة في المنطقة العربية كنتيجة للتحول الرقمي، مشيراً إلى أن المؤتمر سيكشف عن حجم هذه الفرص ونوعياتها وتوظيفها لدعم الجوانب التنموية للمنطقة كافة. وأفاد بأن الدول العربية تمتلك ممكنات وحوافز يمكن أن تحقق آثاراً إيجابية كبيرة في حال التناغم التشريعي بين بلدان المنطقة، وإنجاز خطة للاستثمار في البنى التحتية والتجارة البينية العربية والإنتاج ترسيخا لمبدأ التكامل العربي والذي قامت على أساسه جامعة الدول العربية، لافتاً إلى أن الاستراتيجية العربية للاقتصاد الرقمي، تتطلب توافر كوادر أو موارد بشرية تمتلك مهارات معرفية جديدة، يتطلبها التطور والتكنولوجيا المتسارعة في العالم حالياً.
ويعقد المؤتمر بنسخته الأولى في فندق قصر الإمارات في أبوظبي يومي 16-17 ديسمبر 2018، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويهدف المؤتمر لتفعيل وتعزيز التعاون العربي المشترك ووضع حجر الأساس لإنعاش وإحياء الوحدة الاقتصادية بين الدول العربية المبنية على المعرفة الرقمية وتطوير البنى التحتية التكنولوجية والتشريعية ودعم خطط التحول الرقمي والتطور التكنولوجي في الدول العربية.
وقال: تعمل هذه الاستراتيجية على دعم التنمية المستدامة والاستثمار في المشاريع التكنولوجية والبنى التحتية في الوطن العربي في مجالات التحول الرقمي وبناء المدن الذكية والتعليم والرعاية الصحية والزراعة والتصنيع والإنتاج.
ويتناول المؤتمر محاور الاستراتيجية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي، وستنبثق عن الاستراتيجية مبادرات ومشاريع تنموية من شأنها تسليط الضوء على الفرص الاقتصادية المتاحة للدول الأعضاء في الجامعة العربية في مجالات التحول الرقمي في ظل تكامل عربي متكامل غير متنافس لضمان استفادة الدول العربية من الفرص المتاحة.
وتابع: «تتضمن أهداف الاتحاد دعم الخطط الحكومية العربية نحو الشمول الرقمي، وتعزيز تطوير البنية التحتية المعرفية والتشريعية والتكنولوجية على الترتيب، وتفعيل منظومات الأعمال العامة والخاصة من أجل التحول الإلكتروني».
ويضم المؤتمر متحدثين من جميع أنحاء العالم يلقون الضوء على آخر مشاريع التكنولوجيا في العالم، حيث يركز اليوم الأول على «رؤية عربية مشتركة للاقتصاد الرقمي بمنظور عالمي»، فيما يتناول اليوم الثاني «مستوى الاستعداد للابتكار والتغيير الحتمي».