العين (الاتحاد)
يدشن فريقا كاشيما انتلرز الياباني وجوادالاخارا المكسيكي، منافسات الدور ربع النهائي اليوم، بمواجهة قوية وصعبة تجمع بين فريقين، أحدهما من الشرق الأقصى وهو كاشيما، والآخر مما كان يطلق عليها إسبانيا الجديدة وهو شيفاز جوادلاخارا، في مباراة يحتضنها استاد هزاع بن زايد بمدينة العين في الخامسة مساء.
وستكون مواجهة الليلة هي الثالثة، التي تجمع الأندية اليابانية مع أبطال قارة الكونكاكاف على مدار تاريخ هذه البطولة، ونجحت الفرق اليابانية في فرض تفوقها في اللقاءين السابقين، وهو ما يأمله كاشيما بطل دوري أبطال آسيا، في تكراره خلال هذه المواجهة الجديدة، فيما يسعى الغريم المكسيكي أن تكون مشاركته الأولى في كأس العالم للأندية نقطة فصل، في كسر الاحتكار الياباني، ويشارك كاشيما انتلرز في مونديال الأندية للمرة الثانية، بعد أن شارك المرة الأولى في 2016، فيما يشارك جوادلاخارا للمرة الأولى.
وكان اللقاء الأول الذي جمع بين الأندية اليابانية وبطل قارة الكونكاكاف في عام 2008، حيث واجه جامبا أوساكا وباتشوكا المكسيكي في مباراة تحديد المركز الثالث، وانتهت لصالح الفريق الياباني بهدف وحيد، بينما كانت المواجهة الثانية في 2011 بين كاشيوا ريسول ومونتيري المكسيكي في ربع النهائي، وانتهت لمصلحة كاشيوا بركلات الترجيح.
ويسعى كلا الفريقين إلى تخطي عقبة منافسة الليلة على أمل مواجهة ريال مدريد «فارس البطولة» حامل لقب البطولة في آخر نسختين وبطل أوروبا، في نصف النهائي المقرر له يوم الأربعاء المقبل، وهي المواجهة التي تحظى باهتمام إعلامي عالمي، وتضع الفريق في بؤرة الاهتمام، وتجعل لاعبيه في دائرة الشهرة لأيام عدة، وهو الأمر الذي يدركه لاعبو كاشيما، الذين سبق لهم مواجهة الريال في نهائي نسخة 2016.
ويحمل الفريق المكسيكي على عاتقه الكثير من المسؤوليات، أهمها صناعة تاريخ جديد لفرق بلاده، فعلاوة على طموحه في كسر التفوق الياباني، فهو يتطلع إلى أن يكون أول فريق مكسيكي يصل إلى نهائي بطولة كأس العالم للأندية، حيث لم يصل أي فريق مكسيكي شارك في النسخ الماضية إلى المباراة النهائية، في الوقت الذي حققت هذا الإنجاز بقية الفرق الآسيوية والأفريقية.
ويشترك الفريقان في تراجع النتائج والمستوى الفني قبل البطولة، حيث قدم جوادلاخارا عروضًا متوسطة، ونتائج متواضعة في المرحلة الافتتاحية بالدوري المكسيكي هذا الموسم، ليحتل المركز الـ11، في الوقت الذي أنهى كاشيما الدوري الياباني في المركز الثالث، وخرج من بطولتي كأس الإمبراطور وكأس المحترفين، ولم يحقق سوى لقب بطولة دوري أبطال آسيا، وهو ما يزيد من أهمية المباراة بالنسبة للفريقين، حيث يرغب كلاهما أن تكون بمثابة شارة النجاح لموسمهما، حيث بدآ الاستعداد لمونديال الأندية قبل أيام، وأظهر جميع اللاعبين مستويات جيدة خلال فترة الإعداد، وإن بدت صفوف جوادلاخارا مكتملة، يعاني كاشيما من غياب 3 عناصر مؤثرة في صفوفه، يتقدمها أفضل مهاجميه وهو يوما سوزوكي أفضل لاعب في دوري أبطال آسيا، ويدير اللقاء الحكم الإثيوبي باملاك تيسما.
76% من أهداف كاشيما عبر الأجنحة.. و79% جماعية تشيفاز
يمتلك كاشيما انتلرز الياباني أفكاراً فنية مختلفة، مكنته من تقديم مزيج كروي ممتع وقوى، خلال منافسات دوري أبطال آسيا الماضية، وتظهر جماعية الفريق من خلال تسجيل 68% من الأهداف عبر اللعب الجماعي والتمرير الحاسم، والمثير في الأمر أن أغلبها جاء عبر التمريرات العرضية، بنسبة تتجاوز الثلثين، مقابل هدفين تم تسجيلهما عبر لعبة ثنائية «هات وخد»، وأحرز الفريق مرتين من تمريرات بينية قصيرة في عمق دفاعات المنافسين، ولم يكن غريباً أن تتفوق أجنحة «الغزلان» في تنفيذ الشق الهجومي من تكتيكه السريع، حيث أهدت الفريق 76% من إجمالي أهدافه القارية، بتوازن واضح واعتماد تام على الطرفين، بواقع 9 أهداف من الجبهة اليمنى و10 من الجانب الأيسر، ومع تعدد الحلول الهجومية للفريق الياباني، برزت ألعاب الهواء بقوة، بعد ما نجح في هز الشباك بنسبة 28% عبر التسديدات الرأسية.
على الجانب الآخر، يلعب ديبورتيفو جوادالاخارا المكسيكي بتكتيك جماعي أكثر خطورة، إذ بلغت نسبة الأهداف الجماعية خلال المنافسات القارية 79%، وهي نسبة كبيرة توضح امتلاك الفريق للعديد من الأوراق الهجومية المؤثرة، ويتميز لا تشيفاز بالتمرير القصير السريع المهاري، حيث حصل على ما يقارب ثلثي الأهداف من التمرير البيني، الذي ضرب خطوط دفاع الخصوم، صحيح أنه سجل رُبع أهدافه من الكرات العرضية، إلا أنها لا تمثل عنصر القوة الأبرز لدى محاربي المكسيك، ولهذا يُعد عمقه الهجومي هو الأكثر خطورة بعدما أهدى الفريق 57% من إجمالي الأهداف، إلا أن نجاحه في بلوغ شباك المنافسين بنسبة 43% عبر الأطراف، يؤكد أنه فريق يلعب كرة هجومية شاملة، ومن المنتظر أن تخرج هذه المباراة بصورة هجومية سريعة جداً من جانب الفريقين.
أويوا: نخطط لفرض أسلوبنا
أكد جو أويوا، المدير الفني لفريق كاشيما الياباني، أن الفريق يشارك ممثلاً لقارة آسيا وليس للكرة اليابانية فقط، باعتباره بطلاً لدوري أبطال آسيا، وهو ما يشكل حافزاً للفريق على تقديم أفضل ما لديه، ربما يفوق ما قدمه في مشاركته السابقة عام 2016، عندما شارك للمرة الأولى باعتباره ممثلاً للدولة المنظمة، ووصل إلى المباراة النهائية.
ووضح أويوا في المؤتمر الصحفي التقديمي أنه درس منافسه فريق جوادلاخارا المكسيكي جيداً، ووقف على مستوى لاعبيه، وقال: «المنافس يتمتع بقدرات فنية وبدنية عالية»، مشيراً إلى أنه خطط لفرض أسلوبه على اللقاء، وأن يكون هجومه هو الأكثر فاعلية، سعياً لتحقيق الفوز، متمنياً أن ينجح لاعبوه في تنفيذ ما تم التخطيط له بالمستوى المطلوب.
واعترف مدرب كاشيما أن فريقه أصبح أكثر من خبرة عما كان عليه في مشاركته السابق، في ظل وجود 10 لاعبين شاركوا في النسخة السابقة، وهو ما يحفزه لتقديم الأفضل في ثاني مشاركة له، مشيراً إلى أن مواجهة أقوى فريق في العالم وقتها كان بمثابة اختبار صعب للاعبين، ومع هذا بذلوا قصارى جهدهم، مؤكداً أن تخطيطه في النسخة الحالية قائم على إعادة سيناريو السابق، والتأهل لمواجهة ريال مدريد في المباراة المقبلة، ولكنها ستكون بنصف النهائي. وكشف أويوا عن أن اللاعبين الموجودين معه قادرون على تعويض غياب لاعبين مهمين مثل سوزوكي وكاشيدا اللذين تخلفا بسبب الإصابة، معترفاً بأنهما لاعبان مؤثران وغيابهما صعب، لكن الواقع يحتم التعامل مع الموقف بمنطقية.
كاردوزو: نمتلك سحراً هجومياً
أكد خوسيه كاردوزو مدرب فريق تشيفاز جوادالاخار، أن فريقه متحمس للمباراة الافتتاحية في مونديال الأندية، خاصة بعد التوقف عن المباريات لثلاثة أسابيع، تولى خلالها الجهاز الفني تحليل أداء الفريق والأخطاء التي ارتكبها في المرحلة الماضية، إلى جانب دراسة المنافس، وتحليل أداء كل لاعب.
وأضاف: فريقي جاهز للفوز وتأكيد إمكاناته وقدرته على تمثيل بلاده بالشكل الجيد، خاصة وأنه أكبر الأندية المكسيكية. وعن خبرة الفريق الياباني في المنافسات بمونديال الأندية، حيث سبق له مواجهة ريال مدريد بالنهائي سابقاً، أكد كاردوزو أنه درس كاشيما بشكل جيد، لأن فريقه مطالب بمعرفة الفريق الذي يواجهه في الملعب، معترفاً بأن كاشيما يتمتع بالديناميكية وشاهد مبارياته محلياً وخارجياً خلال مسابقة دوري أبطال آسيا، ويدرك جيداً أن المواجهة لن تكون سهلة، وتتطلب تركيزاً عالياً. وبخصوص وصول كاشيما إلى نهائي مونديال الأندية من قبل، قال: لا أهتم بتجارب الفرق المنافسة، وواثق من مستوى لاعبينا وقدرات فريقه، حيث نركز على الواجبات التي سيتم تطبيقها خلال المباراة للفوز في مباراة اليوم. وأكد كاردوزو على ثقته في تحمل لاعبيه المسؤولية الكبيرة والتنافس بجدية في هذه البطولة العالمية، وأن يقدموا كرة قدم متطورة، وأداءً هجومياً يحافظ به على طريقة لعبه، وشدد أيضا على أن فريقه يملك سحره الخاص، بفضل خط الهجوم القوي والذي سيكون حاسماً في الفوز على كاشيما وانتزاع بطاقة التأهل إلى الدور المقبل.أشار المدير الفني إلى أن لاعبي جوادالاخار مستعدون لضربة البداية ولا يخشى أي منافس في هذه البطولة، وأن فريقه مكتمل الصفوف، وفيما يتعلق بالفرق المكسيكية التي شاركت في الدورات السابقة لمونديال الأندية ولم تحقق نجاحات تذكر، رد سريعاً: الإجابة عن حظوظ تشيفاز ستكون بعد مباراة الافتتاح.