هالة الخياط (أبوظبي)
ينتج مشروع «لولو أبوظبي» من 80 ألفاً إلى 100 ألف من المحار الملقح سنوياً، بما يجعل من المشروع فرصة متميزة للنمو كمشروع يسهم في إحياء العادات والتقاليد القائمة على استخراج اللؤلؤ بممارسات مستدامة.
وتتميز لآلئ مشروع «لولو أبوظبي» بأنها تنتج بشكل طبيعي، وتأتي في أشكال وألوان مختلفة حسب المحار والبيئة التي نشأت فيها، ولا تتعرض هذه اللآلئ أبدا لأي نوع من المعالجة بعد الحصاد، كما يحدث في عمليات استزراع اللؤلؤ المشابهة حول العالم.
وقالت الدكتورة شيخة الظاهري، مدير قطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة بأبوظبي في تصريح لـ «الاتحاد»، إن «لولو أبوظبي» يعتبر من أجود الأنواع، حيث تم فحصة في المختبرات العالمية المتخصصة في الأحجار الكريمة، ويتم إنتاجه ضمن محمية مروح للمحيط الحيوي المدرجة في منظمة اليونسكو.
وأشارت الظاهري إلى أنه قبل عصر اللؤلؤ المستزرع واكتشاف النفط، كان الخليج العربي مركزاً مهماً لتجارة اللؤلؤ، ومصدراً لأكثر أنواع اللؤلؤ المرغوب عالمياً، ولقد كان الغوص لاستخراج اللؤلؤ أمراً شاقاً وينطوي على الكثير من المخاطر، ولكنه في المقابل كان يوفر للرجال وظائف موسمية، وفرصة لتحقيق الثروة والرفاهية.
وبينت أن الغوص لم يكن مجرد تجارة أو وسيلة لكسب العيش فقط، بل كان نظاماً اجتماعياً متكاملاً خلف وراءه تراثاً ثرياً من العادات والتقاليد، وكان يتم التضحية بالآلاف من المحار بحثاً عن هذه الجواهر، وهو ما دفع هيئة البيئة في أبوظبي لإيجاد وسيلة تسهم في إحياء استخراج اللؤلؤ في الإمارة من خلال ممارسات أكثر استدامة.
وأوضحت الظاهري أن مشروع «لولو أبوظبي» تأسس كدراسة تجريبية لتقييم جدوى إنتاج لؤلؤ بجودة عالية بطريقة مستدامة في مياه إمارة أبوظبي، حيث تدير الهيئة بدعم فني من شركة تطوير النفط اليابانية المحدودة مشروع استزراع اللؤلؤ المستدام في محمية مروح بمنطقة الظفرة بإمارة أبوظبي منذ عام 2007 باستخدام النوع المحلي من محار اللؤلؤ.
وتضع هيئة البيئة جامعات صغار المحار في البحر، وهي عبارة عن حبال عائمة تستخدم لجمع بيض المحار المخصب، الذي لولاها لن يجد سطحاً مناسباً يستقر عليه. وتترك جامعات المحار في البحر لمدة عام وبعد ذلك يتم جمع صغار المحار ونقلها إلى موقع الاستزراع لتستمر في النمو، ويتم إنماء صغار المحار في أنواع مختلفة من الشباك لمدة عام آخر حتى تبلغ الحجم المناسب لعملية التلقيح.
وببلوغ المحار عامين يصبح جاهزاً لعملية التلقيح، حيث يتم إدخال نواة مصنعة من صدفة مياه عذبة في المحار الحي، وبعد ذلك يتم إعادة المحار الملقح إلى موقع الاستزراع ليواصل النمو بشكل طبيعي في المياه النقية لمدة عامين لإنتاج لآلئ زاهية، وخلال تلك الفترة يتم تنظيف المحار والاعتناء به في البحر من قبل الفنيين العاملين في مشروع لولو أبوظبي لضمان نموه بشكل صحي. وبعد عامين، يتم حصاد اللؤلؤ وتنظيفه بشكل بسيط باستخدام الملح الطبيعي ليصبح أكثر بريقاً.