محمد عبد السميع (الشارقة)
استضاف نادي القصة في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، أمس الأول، في قاعة أحمد راشد ثاني بمقر الاتحاد في الشارقة، الدكتورة مانيا سويد في محاضرة حول أدب الراحل حنا مينه، أدارها القاص محسن سليمان، وحضرها الدكتور محمد بن جرش الرئيس التنفيذي للسعادة باتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وناصر العبودي عضو الاتحاد، ومجموعة من المثقفين والإعلاميين.
أشار سليمان إلى أنّ حنا مينه من الكتّاب الذين يعدّون في إطار المدرسة الواقعية. فرض نفسه بصفته كاتباً موهوباً غزير الإنتاج، وهو يميز عن الروائيين الآخرين في أنّه استمدّ رؤيته الروائية من المعاناة الفعلية على أرض الواقع. استخدم الرمز والتقنيات العصرية في روايته، وجمع بين السياسة والثقافة، فهو القائل: «أنا كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين، فالكفاح له فرحه، له لذّته القصوى، عندما تعرف أنك تمنح حياتك فداء لحيوات الآخرين».
وقالت مانيا: «الحديث عن حنا مينه حديث عن العطاء من أجل إسعاد البشر، بدأ من نقطة الصفر، مكافحاً مغامراً شجاعاً، انطلق محلقاً في سماء الأدب، يرفرف بجناحين، أحدهما يحمل رواياته، والآخر يحمل قصصه وأقصوصاته.
«مينه» المبدع الذي عشق الأدب فعشقه، أحب الكلمة فأحبته وانسابت من محبرته طائعة ملبية. وهو الروائي الذي عرف كيف يقرأ الواقع قراءة صحيحة فعبر عنه تعبيراً صادقاً، فدخل قلوب الناس مرتاحاً ونادت السينما أعماله، وأتاه التلفزيون، وتهافتت عليه الأوساط الأدبية تنهل من إبداعاته». وأضافت مانيا: «كانت فلسفة «مينه» التي ظل محافظاً عليها في مسيرته الأدبية الطويلة، أن يكون إبداعه من أجل إسعاد الآخر ومحاربة الجهل ونصرة المعرفة والسلام لخلق حياة أفضل للإنسان، مؤكداً أن الكفاح مفتاح سعادة المبدع».
وقرأت مانيا بعض المقاطع من أعمال «مينه» الروائية (القطاف، حكاية بحارة، شرف قاطع طريق) موضحة أنها تميزت ببساطة اللغة وجمال المرادفات وأبعاد ودلالات ورموز، يستطيع المتلقي أن يؤولها وفق فهمه ورؤيته وثقافته. مشيرة إلى أن تجربة مينه الروائية تشكل مساراً متكامل الحلقات، وذخيرته كبيرة، وذاكرته قوية، وذكريات طفولته البعيدة هي الأكثر مثولاً وتأثيراً في رواياته، والموضوعات التي طرحها قريبة إلى حياتنا المعاصرة ومستشرفة المستقبل. وأضافت: «ينتقل هذا التفوّق إلى الشكل، والشكل عند مينه هو أسلوبه، المتمثل في لغته الشاعرية، البسيطة والغنية بالكثافة والإيحاء والملحمية، والتي تعكس صدق الواقع ونقاء الفكر».