محمد حسن (دبي)
شهدت اللحظات الختامية لسباق كأس جميرا للقدرة صراعاً ثنائياً مثيراً لم يحدث له مثيل في سباقات القدرة، ولم يتم فض الاشتباك بين البطل عبدالله غانم المري والوصيف سهيل علي راشد الغيلاني، إلا بعد اللجوء الى الشرائح الإلكترونية الموجودة على خيليهما.
ومنذ الانطلاقة كان واضحاً أن السباق لن يكون عادياً، حيث جاءت المشاركة الكبيرة والنوعية من الإسطبلات، لأن السباق الأول من فئة النجمتين في مدينة دبي الدولية للقدرة، كما يعتبر معبراً للمشاركة في سباق كأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للقدرة لمسافة 160 كلم، مطلع يناير من العام المقبل.
هذه المعطيات منحت السباق الذي شارك فيه 399 فارساً وفارسة، زخماً إضافياً، لذلك جاء قوياً في جميع مراحله، واتبع البطل تكتيكاً محكماً التزم به بصرامة في جميع المراحل، ويتمثل في التحكم في السرعة وعدم مجاراة خيول الصدارة. وبالفعل نجح في ذلك بدرجة كبيرة، فقد كان دائما خلف المتصدرين ليبدأ في المرحلة الثالثة في التقدم قليلاً، حيث حل فيها سابعاً.
ثم جاءت مرحلة الحسم، وعلى الرغم من انطلاقته متأخرا بأكثر من 3 دقائق، إلا أنه استطاع أن يفرض أسلوبه بإطلاق العنان لخيله، ويتخطى المتصدرين واحداً تلو الآخر، الأمر الذي أربك حساباتهم وكان لابد لهم من مجاراته، لأن السباق دخل مراحله النهائية ولا يستحمل أي تكتيكات أخرى.
وحاول الجميع اللحاق بالبطل لكنهم فشلوا ما عدا الفارس سهيل الغيلاني، صاحب الأداء المتوازن منذ الانطلاقة، لينفردا بالصدارة، ويمنحا عشاق سباقات القدرة لحظات لا تتكرر من التشويق والمتعة.
وشهدت الأمتار الأخيرة صراعاً رهيباً أشبه بسباقات خيول السرعة، ولم يتم تحديد بطل السباق، في هذه اللحظات التي حبست الأنفاس إلا بالرجوع لأجهزة الاستشعار التي توجد على الخيول، ليعلن فوز المري بواحد من أقوى سباقات القدرة وأكثرها إثارة حتى الآن.
وقطع بطل السباق المسافة الكلية على صهوة الجواد «راحل» لإسطبلات (F3)، بزمن قدره 4:22:45 ساعة، بمعدل سرعة بلغ 35.01 كلم/ساعة.
واحتل الفارس سهيل الغيلاني المركز الثاني بفارق جزء من الثانية، على صهوة «بليكريدج» من إسطبلات (M7)، فيما جاء في المركز الثالث الفارس شاهين يحيى شاهين خلفان على صهوة «بيتشكومبر» من إسطبلات (F3) أيضاً.
وأبدى الفارس عبدالله غانم المري سعادته بتحقيق لقب السباق الذي وصفه بالقوي والمثير، وقال إن الجواد «راحل» أكد قوته وجدارته، حيث هذا أول سباق يشارك فيه مع إسطبلات (F3) لمسافة 120 كلم.
وأضاف: السباق لم يكن سهلا خاصة المرحلة الأخيرة التي وجد فيها منافسة قوية من الفارس الغيلاني، مشيرا إلى أن الجواد «راحل» تميز بطاقة وقوة كبيرة لكنه كان يخشى عليه من زيادة نبض القلب التي دائما ما تتسبب في خروج الخيول من المنافسة، خاصة وأن «راحل» واجهته مشكلة زيادة النبض إذا كان متوتراً لذلك كانت قيادته له هادئة خاصة في المراحل الأولى.
وقام عقب ختام السباق الدكتور غانم الهاجري الأمين العام لاتحاد الفروسية، ومحمد عيسى العضب المدير العام لنادي دبي للفروسية، بتتويج أصحاب المراكز الثلاثة الأولى، حيث نال الأول الكأس الذهبي، والثاني الكأس الفضي، فيما تسلم الثالث الكأس البرونزي، وفضلاً عن هذه الكؤوس ينالون سيارة لكل منهم، فيما ينال أصحاب المراكز من الرابع الى العاشر مبالغ مالية مغرية.
وقال محمد عيسى العضب المدير العام لنادي دبي للفروسية، إن سباق كأس جميرا شهد تنافساً قوياً ومثيراً ونال رضا الجميع من حيث الأداء القوي والتنظيم الجيد من اللجان الفنية.
وأضاف: السباق شهد مشاركة تعتبر الأكبر لغاية الآن في الموسم، وقال ان هذا الإقبال جاء بسبب حرص الملاك على تأهيل خيولهم الجديدة للمشاركة في كأس صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم للقدرة.
وأكد العضب أن ألأنظمة الحديثة في مدينة دبي الدولية للقدرة مكنت اللجنة المنظمة من حسم بطل السباق بعد اللجوء للشرائح الإلكترونية التي توضع على الخيول.
واختتم حديثه بأن مدينة دبي الدولية للقدرة أكملت جاهزيتها لاستقبال فعاليات مهرجان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للقدرة التي ستبدأ في نهاية ديسمبر الحالي.
إنذار شديد اللهجة
على الرغم من أن خيول إسطبلات «أم آر أم» لم تكن ضمن الأبطال الثلاثة الأوائل، فإنها كانت حاضرة بقوة ضمن العشرة الأوائل في السباق، بعد أن نالت خمسة مراكز، بعد حصول فرسانها على المراكز من الرابع حتى التاسع.
ويعد هذا الحضور القوي لإسطبلات «أم آر أم» مؤشراً لعودتها كقوة ضاربة في سباقات القدرة، وإنذاراً شديد اللهجة بأنها قادمة بخطى ثابتة، خاصة أن البطولات الكبرى على الأبواب، وهي التي تملك نصيب الأسد من هذه الألقاب في الفترة الماضية، حيث نالت لقب سباق كأس صاحب السمو رئيس الدولة 3 مرات، وكأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للقدرة 4 مرات.
كما يحمل فارس إسطبلات «أم آر أم» سعيد محمد المهيري الزمن القياسي في مسافة الـ 160 كلم، عندما توج بلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة في 2015 على صهوة الجواد «مرعب» بزمن قدره 5:55:40 ساعة.