رضا سليم (دبي)
المكسيك.. حكايات وروايات رائعة، وإنجازات من «رحم المستحيل»، فهي ليست مشهداً من مسلسلات الإجرام والمخدرات، أو الصورة التي تنقلها الأفلام الأجنبية عن القتال في الشوارع والمسدسات، بل مختلفة تماماً، فهي ليست كذلك، وليست ما نقوله دائماً «مسلسل مكسيكي» يمتد إلى 1000 حلقة.
مشاهد القتل والدمار في أفلام «الأكشن» ليست موجودة على الإطلاق.. شعب يعشق الحياة إلى درجة الأمان في كل مكان، المكسيك أو كما يطلق عليها «مسيو أميركان» واحدة من أكثر الوجهات السياحية التي تلقى شعبية في قضاء العطلات حول العالم، وتجذب سنوياً ما يقرب من 20 مليون سائح.
المكسيك بلد تعشق هوس كرة القدم وجنون «الساحرة المستديرة»، حالها مثل حال جماهير الكرة في أميركا اللاتينية، ودائماً ما تخطف مباريات المنتخب أو الأندية داخلياً وخارجياً الأضواء وتتحول مكسيكو سيتي العاصمة، إلى هدوء تام وقت المباريات، ثم تتحول إلى صخب كبير في الشوارع.
عندما حضر جوادالاخارا المكسيكي بطل أميركا الشمالية والوسطى إلى الإمارات، للمشاركة في بطولة العالم، تسلطت عليه الأضواء، ليس فقط لأنها المشاركة الأولى له، بل أيضاً لأن أنصار الفريق ينتظرون أن يحقق المفاجأة، ويذهب بعيداً في المونديال، وينقل صورة حقيقية عن كرة القدم المكسيكية، بل يمثل واجهة دعائية سياحية مجانية لبلاده، خاصة أنه يمثل مدينة جوادالاجارا، وهي واحدة من أكبر المدن المكسيكية السياحية، وتتمتع بعدد كبير من المتاحف والحدائق، ومن المدينة نشأت فكرة الفرق الموسيقية المتجولة التي تسمى «مارياشي»، وهي قريبة من تشابالا، أكبر بحيرات المكسيك.
هوس المكسيكيين بـ «الساحرة المستديرة» لم يأت من فراغ، بل نتيجة الإنجازات التي حققها المنتخب، أو كما يطلقون عليه «رفاق تشيتشاريتو»، بعد مسيرة طويلة مع «المونديال» منذ الظهور الأول بالنسخة الافتتاحية في أوروجواي 1930، وسجلت «كتيبة الأزتيكا» حضورها في 16 نسخة لكأس العالم حتى «مونديال روسيا 2018».
ويعتبر منتخب المكسيك الأفضل في قارة أميركا الشمالية والوسطى، حيث نجح في التتويج بكأس القارات عام 1999، والكأس الذهبية «كأس أميركا الشمالية» 11 مرة، إضافة إلى أنه شارك أيضاً في كوبا أميركا من قبل في 10 مرات، وأفضل نتائجه تتمثل في الوصول إلى نهائي نسختي 1993، و2001، والثالث 1997، و1999، و2007.
من يتابع الكرة المكسيكية يجد أن اتحادها تأسس عام 1927 وانضم للاتحاد الدولي عام 1929، وشارك في العام التالي مباشرة في أول نسخة للمونديال. وإذا كان اسم المكسيك ارتبط بالزلازل، وما يتكبده الشعب من خسائر في المنشآت والأرواح في كل مرة، إلا أن الجماهير حولت هذا الرعب إلى نقطة إيجابية، تؤكد التعاطي مع الزلازل مهما كانت قوتها، ولعل ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب إحراز لوزانو مهاجم المكسيك هدف الفوز في شباك المنتخب الألماني، خلال مباراة الجولة الأول لكأس العالم 2018، عن حدوث زلزال اصطناعي ضرب مكسيكو سيتي نتيجة قفزات الناس وضرب أقدامهم بالأرض خلال الاحتفالات الكبيرة في العاصمة مما تسبب في الزلزال!
واستمر الهوس المونديالي من خلال تسجيل رقم قياسي في ساحة زوكالو وسط مدينة مكسيكو، خلال مشاركة 1083 شخصاً في ممارسة لعبة «طاولة كرة القدم» في وقت واحد، بعد فوز المنتخب على ألمانيا وكوريا الجنوبية خلال الدور الأول للمونديال الأخير.
ويتصدر هرم تشيتشن، «هرم الكاستيلو» المشهد السياحي، ويقع الهرم في مدينة تشيتشن إبتزا جنوبي المكسيك، ويرتفع الهرم 54 متراً فوق سطح الأرض، ويعتبر المرصد الفلكي قديماً لدى المكسيكيين، كما يعتبر معبد المحاربين الذي يروي قصة اجتياح «يوكاتان» من مجموعات التولتك التي أتت من وسط المكسيك.