23 نوفمبر 2010 21:24
اختار المنتدى الاقتصادي العالمي دولة الإمارات مقراً دائماً لاستضافة أعمال قمة مجالس الأجندة العالمية التي تعد الحلقة الأساسية في صياغة الأجندة الرئيسية لأعمال منتدى دافوس بسويسرا، وفقاً لشريف الديواني مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي.
وقال الديواني إن المنتدى الاقتصادي العالمي وقع اتفاقية شراكة طويلة المدى مع حكومة الإمارات تمتد لعشر سنوات متجددة لاستضافة أعمال القمة التي يشارك فيها ما يتراوح بين 700 و1000 من أصحاب الخبرات العالمية في شتى الميادين.
وأوضح الديواني في حوار مع “الاتحاد” أن المواطنة العالمية والاستدامة والبنية التحتية التنافسية، عوامل رئيسية أهلت الإمارات لاختيارها لتمثل أحد أضلاع مثلث الاجتماعات العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يتشكل من المقر الرئيسي في دافوس بسويسرا والصين والإمارات.
وأكد أن استضافة الإمارات لهذا الحدث سنوياً من شأنها أن تؤسس لدور إقليمي فاعل في صياغة الأجندة العالمية ورسم التوجهات المستقبلية للقضايا العالمية، الأمر الذي يؤهل الإمارات لأن تصبح ممثلاً لصوت البلدان خارج مجموعة العشرين.
وأشار إلى أن فسلفة المنتدى الاقتصادي العالمي في اختيار البلدان التي تشكل مثلث اجتماعاته الرئيسية ترتكز على معايير محددة تتصدرها الاستدامة والاستقرار والمواطنة العالمية والبنية التحتية، مؤكداً أن الإمارات تتمتع بريادة وسجل مشرف في ممارسة دورها المسؤول كمواطن عالمي، الأمر الذي حفز المنتدى لاختيارها مقراً لاستضافة قمة مجالس الأجندة العالمية التي ستعقد الأسبوع المقبل في دبي خلال الفترة من 28 نوفمبر وحتى الأول من ديسمبر، ومن ثم في أبوظبي العام المقبل، مع إمكانية استضافتها في أي من إمارات الدولة خلال الأعوام المقبلة.
وأكد الديواني أن ما حدث في الإمارات خلال السنوات الماضية، وتحديداً في أبوظبي ودبي، وقدرتها على الوصول لمعدلات نمو اقتصادي قوية وتنويع اقتصادها بشكل سريع، بعيداً عن الاعتماد على النفط، جعل منها نموذجاً يحتذى في بلدان المنطقة، بالإضافة إلى أن الانفتاح الواسع على العالم مكنها من لعب دور ريادي مهم على الخريطة العالمية والمساهمة في رسم المستقبل.
ولفت إلى أن المشروعات الفريدة التي دشنتها إمارة أبوظبي مثل مشروع مصدر ومشاريع الطاقة النظيفة، إلى جانب البعد الإنساني والتنمية البشرية مثلت نقاطاً أساسية في سهولة اختيار الإمارات لبناء هذه الشراكة طويلة المدى مع المنتدى الاقتصادي العالمي.
وأوضح الديواني أن قمة أجندة مجالس الأعمال هذا العام ستتناول ستة محاور رئيسية تتنوع بين السياسة والاقتصاد والبيئة والمخاطر والاستقرار العالمي، حيث ستتم مناقشة هذه المحاور من خلال 70 مجلساً، تضم نخبة من أفضل العقول والخبرات العالمية من أكاديميين ومفكرين وخبراء ورجال أعمال ومسؤولين في الحكومات المختلفة يزيد عددهم على 700 شخص.
وأشار إلى أن قمة مجالس الأجندة العالمية تهدف إلى الوصول إلى أفضل السيناريوهات التي تتضمنها أجندة المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث تتسع خلاله حلقة المشاركين لتضم عشرات من رؤساء الدول والحكومات والوزراء ومئات من رجال الأعمال والخبراء والأكاديميين وقيادات المجتمع المدني.
أما عن الضلع الثالث من مثلث الاجتماعات العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي، فتمثله الصين من خلال استضافتها للاجتماع السنوي الإقليمي الدولي للمنتدى، وذلك نظراً لما تمثله الصين من أهمية عالمية في هذه المرحلة، ويتم خلاله تناول قضايا تتعلق بمنطقة آسيا، لا سيما أن النسبة الأكبر للاستثمارات الصينية تتركز في البلدان الآسيوية.
التحضير للأجندة
وحول خطوات الإعداد للمواضيع المطروحة للنقاش في الأجندة العالمية، قال الديواني إنه يتم رسمها من خلال استبيانات ترسل إلى الأعضاء في مجالس الأعمال، الذين يصل عددهم إلى أكثر من 1000 عضو، وتهدف إلى تحديد أهم القضايا والتحديات التي تواجه العالم وتؤثر على مستقبله في السنوات المقبلة، والتي بناء عليها يتم صياغة العناوين العريضة للأجندة.
وأوضح الديواني أن أهم هذه العناوين التي ستناقشها قمة مجالس الأجندة العالمية هذا العام في دبي تتمثل في التغيير الحاصل في ميزان القوى وأمن الموارد الطبيعية واختلال الاقتصاد العالمي وآليات تحقيق نمو اقتصادي عالمي عادل وشامل والصراعات في البلدان الضعيفة وإدارة المخاطر العالمية.
وأشار إلى أن نتائج النقاشات والتوصيات التي سيتم التوصل إليها بعد انتهاء أعمال قمة مجالس الأجندة في الإمارات ستشكل القاعدة الأساسية لأجندة منتدى دافوس المقبل في العام 2011، لافتا إلى وجود ترابط مباشر بين المحاور الستة للأجندة هذا العام، فمحور التحول في موازين القوى مرتبط بمحور عدم الاستقرار السياسي وندرة الموارد الطبيعية والصراعات في البلدان الفقيرة، وكذلك بالمحاور الاقتصادية المتعقلة بالنمو الاقتصادي العادل والتباين في الموارد.
وأفاد الديواني بأنه سيتم التطرق خلال المناقشات إلى مواضيع الساعة المتعلقة بحرب العملات والأزمة العالمية، وذلك في إطار المحاور ذات الصلة، مشيراً إلى أنه لا يمكن إغفال الدور المتصاعد للصين وقوتها في إملاء إرادتها فيما يتعلق بإدارة العملة، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية الدور الذي تمثله هذه الأجندة حالياً في تحديد التحديات التي تواجه العالم.
استفادة قوية للمنطقة
وحول انعكاسات اختيار الإمارات كمقر دائم لاستضافة أعمال قمة أجندة المجالس العالمية على المنطقة، أشار الديواني إلى ثلاثة أبعاد أساسية في هذا الجانب، حيث يتمثل البعد الأول في تعزيز مشاركة العقول الإبداعية العربية في القمة، مشيداً في هذا الصدد بموقف حكومة دولة الإمارات في اختيار قائمة الأفراد المشاركين في الأجندة، التي لم تقتصر فقط على أشخاص من داخل الدولة، بل امتدت لتشمل خبراء من الأردن ومصر والسعودية وبلدان مختلفة من المنطقة يزيد عددهم على 50 خبيراً يشاركون في أكثر من 19 مجلساً.
وأوضح أن مثل هذا الأمر يعكس حرص الإمارات على تعميم استفادة كافة بلدان المنطقة من هذا الحدث ورغبتها في تأسيس دور إقليمي فاعل في صياغة التوجهات المستقبلية للعالم.
أما البعد الثاني فيتمثل في الإعداد لخلق صوت موحد للدول خارج مجموعة العشرين التي تحتكر صياغة مستقبل العالم وتحديد توجهاتها بناء على رؤيتها هي فقط وما يمكن أن تحققه هذه الرؤية من مكاسب لدول المجموعة دون النظر لتأثيراتها على البلدان خارج المجموعة والتي يزيد عددها على 160 دولة، مؤكداً أن أي حلول تتوصل لها قمم مجموعة العشرين ستظل في النهاية حلولاً هشة طالماً افتقرت إلى قوة الحل المرتبطة بشكل أساسي بقوة التعاون بين بلدان العالم.
وأشار إلى أن الإمارات باستضافتها السنوية لأعمال الأجندة العالمية لمجالس الأعمال يمكنها من أن تمثل صوت الدول خارج مجموعة العشرين والتي تضم 19 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي.
أما البعد الثالث فيتمثل في تعزيز موقع الإمارات عالمياً من خلال القضايا العالمية التي تتناولها القمة والتي يثريها الخبراء المشاركون في المجالس التي تضم أقوى العقول في العالم في مختلف التخصصات، مشيراً إلى أنه بخلاف ما يتناوله الإعلام من تغطيات للمواضيع المطروحة، فإن وجود هذا العدد من الخبراء والذي يتجاوز 700 خبير يمثل فرصة للتواصل مع القطاعات المحلية في الإمارات من خلال إجراء حوارات وزيارات مباشرة إلى المؤسسات في مختلف المجالات من عقارات وطاقة وبنوك، ما يفتح آفاقاً جديدة بين المجتمع المحلي في الإمارات والخبرات العالمية المتنوعة.
منتديات مفتوحة لأول مرة
وبالإضافة إلى ذلك، يلفت الديواني إلى خطوة أبعد هي الأولى من نوعها في تاريخ قمة مجالس الأجندة العالمية تتمثل في إقامة منتديات مفتوحة مجاناً للجمهور تقام على هامش أعمال الأجندة، حيث سيتمكن الجمهور للمرة الأولى من المشاركة في هذه المنتديات، التي ستتشهد مشاركة رفيعة لنخبة من القيادات والمفكرين العرب والأجانب، يتناوبون على طرح عدة قضايا عالمية حساسة متصلة بمستقبل البشرية وتستحوذ على اهتمام الرأي العام.
وتفسح القمة هذا العام المجال أمام أوسع مشاركة جماهيرية عبر تنظيم أربع ندوات مفتوحة تتناول كل منها عنواناً استراتيجياً ذا صلة بما يمكن تصوره للمستقبل من تحديات وعقبات وفرص للازدهار والنمو.
المصدر: دبي