15 أغسطس 2012
أكد معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن الدعم اللامحدود الذي يحظى به المجال الثقافي من القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، ينعكس إيجابيا على كافة المجالات الثقافية، ووضع الإمارات في المكانة التي تليق بها عربيا ودوليا.
جاء ذلك خلال حفل افتتاح فعاليات الدورة الرابعة من ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدبي، مساء أمس الأول بفندق “جراند حياة” في دبي، والذي يختتم غدا الخميس، بمشاركة ثلاثين خطاطاً يقوم كل خطاط بخط جزء من أجزاء المصحف الثلاثين.
وتضمن الحفل كلمات للجهة المنظمة والخطاطين المشاركين، وكانت الانطلاقة بكتابة البسملة بخط عضو لجنة التحكيم الخطاط أبو عبيدة البنكي، وحرصت اللجنة المنظمة على وجود عدد من شاشات العرض مخصصة لجمهور الملتقى لمتابعة عمل جميع الخطاطين المشاركين.
وتشارك سوريا والعراق بما يقارب نصف الخطاطين المشاركين، حيث تشارك كل منهما بسبعة خطاطين، وتأتي مشاركة تركيا في المرتبة الثالثة بأربعة خطاطين من بينهم خطاطة واحدة، تليها فلسطين بثلاثة خطاطين، والجزائر بخطاطين اثنين، وخطاط واحد من كل من الإمارات والأردن والسعودية ومصر وبريطانيا وإيران وألمانيا.
وقال معالي الوزير في كلمته الافتتاحية، إن الزخم الذي صاحب الدورة الرابعة لهذا الملتقى يدل على مستوى النجاح الذي حققه الملتقى في دوراته الثلاث السابقة، حيث بات واحداً من أهم الملتقيات الثقافية المتخصصة على الأجندة الدولية في مجال الخط العربي والفنون المتعلقة به، مؤكداً أن الهدف الاستراتيجي من تنظيم الملتقى هو دعم فن الخط العربي ليس على المستوى المحلي وحسب وإنما عالمياً أيضا. وأكد معاليه أن ما تزخر به الإمارات من فعاليات تهتم بالثقافة العربية وفنونها، وعلى رأسها الخط العربي، تعد مؤشراً واضحاً على تبوؤ الدولة لمكانة بارزة في هذا المجال بهدف تحفيز التواصل الإسلامي والعربي ونبذ التشدد والتشتت، مشدداً على نجاح الدولة في هذا الدور، حيث يلتقي على أرضها كافة المبدعين من شتى أصقاع الارض، معتبراً أن الملتقى الرابع لخط القرآن سيمثل نقلة نوعية للخطاطين والمتابعين وجمهور الخط العربي بالدولة من جانب العلاقة المباشرة بين المبدع والجمهور بما يعزز ثقافة الخط العربي.
وأوضح معاليه أن ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم، والمسابقات المتعلقة بالخط العربي، ومنها مسابقة البردة التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أسهمت في دفع الإمارات إلى مقدمة الدول المهتمة بالخط العربي خلال الأعوام السابقة، لافتاً إلى أن اقتران الخط العربي بالقرآن الكريم أعطى بعداً دينياً روحياً زاد من أهمية الملتقى ودوره في لفت الأنظار إلى الخط العربي وجماليات اللغة العربية بصفة عامة.
وأعرب العويس عن سعادته بالإقبال الكبير من جانب الفنانين والخطاطين الإماراتيين والجمهور المحب للخط العربي على فعاليات الملتقى، مشيراً إلى أهمية المعرض المقام على هامش الملتقى، وما يتضمنه من أعمال تمثل أفضل ما أنتجه الخطاط العربي من فنون وزخرفة. وأوضح أن وزارة الثقافة سعت لتنفيذ فكرة ملتقى رمضان للخط العربي وعملت على دعمه وإنجاحه بكل السبل، وهو ما تميزت به الإمارات عن غيرها من الدول التي سبق لها طرح أفكار مماثلة لم تحظ بالدعم الكافي والاستمرارية.
وعن مصير النسخ التي تم إنجازها خلال الدورات الثلاث الماضية، أعلن العويس أن وزارة الثقافة تدرس حاليا زخرفتها وطباعتها باعتبارها من أهم ما تملكه الوزارة من المقتنيات الثقافية.
من جانبه أكد حكم الهاشمي وكيل الوزارة المساعد لشؤون التنمية المجتمعية رئيس اللجنة المنظمة للملتقى، حرص وزارة الثقافة على تسخير جميع الإمكانات المتاحة لكي ينجح الملتقى وتتحقق جميع أهدافه. وقال إن التطور الكبير الذي تشهده الدورة الحالية يشير إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح، مرحباً بمشاركة فناني وخطاطي الإمارات في الملتقى الذي يوفر فرصة مناسبة للاحتكاك مع مجموعة من أبرع خطاطي العالم. وقال الهاشمي إن وجود 30 من أبرع الخطاطين على المستوى العالمي في خط النسخ من 12 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، تحت سقف واحد وفي رحاب دولة الإمارات العربية، يتشرفون جميعاً بخط آيات كتاب الله، يمثل رسالة رمزية بعالمية الخط العربي وعبقريته الجمالية، ويعطي مزيداً من الزخم للنسخة الرابعة التي تقدمها وزارة الثقافة والشاب وتنمية المجتمع للأجيال القادمة.
وأضاف الهاشمي أن المعرض المقام على هامش الملتقى جذب إليه العديد من ضيوف الملتقى والجمهور العادي للقيمة المتميزة ولما يضمه من لوحات تمثل نماذج لما تم إنجازه خلال فعاليات الوزارة المختلفة مؤكداً أن المعرض سيكون متاحاً أمام الجمهور خلال أيام الملتقى. وأوضح أن اللجنة المنظمة ستعمل على توفير فترات زمنية يلتقي فيها الجمهور من محبي الخط مع الخطاطين المشاركين في نسخ آيات كتاب الله في ندوات مصغرة، ليجيب فيها المشاركون على أسئلة الجمهور بما لا يخل وتركيزهم في إنجاز عملهم.
وقالت اللجنة المنظمة للملتقى إنها تحرص على تنوع المدارس المشاركة فيه، والتي يمثل كل منها اتجاها فنيا في الخط له جمالياته وإبداعه، حيث يشارك في الملتقى خطاطون من اثنتي عشرة دولة وهو العدد الأكبر من الدول التي تشارك في الملتقى حتى الآن. كما تحرص الوزارة على دعم إسهام المرأة المسلمة في خط هذه النسخ من كتاب الله وقدراتهن الإبداعية والفنية والتي لا تقل عن قدرات نظرائهن من الخطاطين الذكور.
المصدر: دبي