السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موزة المزروعي: البحر مدرسة تعلم فيها الأجداد الإصرار والتحدي

موزة المزروعي: البحر مدرسة تعلم فيها الأجداد الإصرار والتحدي
15 أغسطس 2012
ارتبطت الممثلة المسرحية موزة المزروعي، بالبحر وعشقت هواءه، وتعودت على امتداد مياهه داخل البيت، فتبلورت حياتها على الشاطىء، وتعلمت منه التحدي وركوب المغامرة والإصرار، وإليه رجعت وقت ضيقها ليغسل همومها ويقوي عزيمتها. وتعد موزة المزروعي الملقبة بأم المسرح التي تعمل حالياً بالمجلس الوطني للإعلام، من أوائل الممثلات على خشبة المسرح، ومثلت أول دور نسائي إلى جانب مجموعة من الرجال الذين كانوا يضعون البراقع، أمام إحجام النساء وقتها عن التمثيل، لكن اليوم أحيلت إلى التقاعد من التمثيل بفعل الزمن رغم قدرتها على العطاء واستعدادها لتقديم المزيد من الأعمال. ترجع الممثلة المسرحية موزة المزروعي بذاكرتها لأيام الطفولة في رمضان وتقول إن تلك الأيام كان لها طعم ونكهة خاصة، حيث كانت تقضي جانباً منها على شاطئ البحر، لاهية مع بنات الفريج. وتضيف، كنا ننتظر الأذان خارج منزلنا، ونلعب في الفريج، بمنطقة في دبي، حيث كان بيتنا على شاطئ البحر، وعندما يهيج الماء ينسحب إلى الداخل، وكنا نجمع الحلزون ونصيد السمك، إذ كنا نأخذ العلب الفارغة ونثقبها من جانب واحد، ونضع فيها قطعة قماش، لتدخل فيه الأسماك الصغيرة، ثم نلعب بها، كما كنا نصطاد سمك السردين الصغير، ونضعه في صنارة ونتبثه في حجر كبير ونختفي لنصطاد به طيور النورس، كنا نقضي أغلب وقتنا في البحر نسبح ونصيد ونلعب ونتعلم، ونستمر في ذلك ساعات طوال إلى أن يتم تخويفنا وتهديدنا بالضرب. خيمة العريش وتشير المزروعي إلى أن القيظ في الصيف كان يتم في دبا الحصن، حيث كانت العائلة تسافر إلى هذه المنطقة عن طريق البحر، وتخصص لهم إحدى العوائل مصيفاً بالإيجار، مقابل بعض المؤن، فيتم تخصيص خيمة من العريش، عبارة عن مكان من سعف النخيل ننام عليه في الليل، وتخصص الزوية للاستحمام، وكنا نقضي يوم ونصف في البحر للوصول للمنطقة، وعند العودة من هناك إلى دبي كان والدي يجلب معه المواشي والدجاج، كما كان والدي يأخذ معه للمصيف في دبا راديو يعمل ببطارية كبيرة تصغر بقليل من حجم بطارية السيارة، وكان يتجمع الناس للاستماع لهذه الآلة العجيبة في نظرهم، بحيث كانوا يقولون عنها«قطعة حديدة تتكلم» . وتضيف المزروعي أن شهر رمضان الكريم كانت تسبقه فرحة كبيرة يتم الإعلان عنها باحتفال نصف شعبان، إذ كانت الأمهات تخيط لأولادها كيس من القماش يوضع حول العنق، ثم يلف الصغار البيوت، قبل حلول الشهر الكريم. وتضيف: كنا نحن أطفال الفريج نجتمع ونعمل مع الصيادين يوم الجمعة، ونساعد الصيادين، ويعطوننا مقابل ذلك بعض الأسماك، كما كنا نتشارك نحن البنات ونجلس على البحر ونوقد النار ونجهز طعامنا، وكل واحدة تجلب معها شيئاً معيناً، مثل الأرز أو الفحم أو الخضار أو الوعاء، وغير ذلك من احتياجات المأدبة، مشيرة إلى أنه في رمضان فإن الوضع كان لا يختلف كثيراً عن الحياة العادية بين الصغار في لعبهم ولهوهم. خشبة المسرح وتوضح المزروعي التي وقفت على خشبة المسرح سنة 1972 أن طقوس رمضان في السابق لا تختلف عنها اليوم، إلا بعض التفاصيل التي أدخلتها المدنية، بقولها، كنا نستيقظ على صوت المسحراتي، وكان من أهل المنطقة أو المناطق المجاورة، ويطلق عليه«أبو طبيلة»، حيث يستعمل طبلة، وينقر عليها بخشبة رفيعة، يطوف بين البيوت ليوقظ الناس قبيل أذان الفجر، من أجل تناول السحور، حتى يتمكنوا من صيام نهار اليوم التالي، وكان يأتي هذا المسحراتي في نصف رمضان قبل أذان المغرب، على راحلته، ويضع على رأسه قبعة بها ريش، ليلفت انتباه الناس، حيث كانت تكرمه وتعطيه ما جادت به أياديهم. وذكرت أنه في الأيام الأخرى من رمضان كان يتجول قبل أذان الفجر بفترة كافية، حتى يتمكن من إيقاظ كل الفريج، ويقول أثناء تجوله«يا نايم الليل قوم أتسحر، قوم يا نايم قوم، قومك أحسن من نومك»، أما بالنسبة لكفية تجمع العائلات والجيران فتشير المزروعي إلى أن الجيران لم تكن تفصل بينهم حواجز اجتماعية، بل هناك أبواب مفتوحة توصل البعض بالبعض الآخر، وكان الكل يجتمع على مائدة موحدة، منها ما يخصص للرجال خارج البيت، ومنها ما يخصص للنساء داخله، ويتناول الجميع إفطارهم ويقصدون المسجد لصلاة المغرب، ثم يعودون ثم يذهبون لصلاة التراويح، وبعد ذلك تتسامر العائلات والجيران إلى أن يقترب موعد صلاة الفجر ليتناول الجميع وجبة السحور والجميع يصلى ثم ينام. وأوضحت أن مأدبة الفطور كانت تتكون من الهريس والثريد والقيمات، وخبز خمير وخبز محلى وغيرها مما لذ وطاب، ويتم وضع كل ذلك على حصير«السرود»، ويغسل بعد الأكل في البحر بينما تقدم فضلات الأكل للمواشي، أما بالنسبة للماء فتقول: أذكر أن البيوت في هذه الفترة كانت من العريش، وأجهزة التكييف كان عبارة عن براجيل لها أربع فتحات يدخل الهواء من كل اتجاه، أما الماء فكان يوضع في«الحب»، وهو إناء من الفخار، يوضع فيه الماء وله خاصية الحفاظ على الماء بارداً، كما كنا نبخر هذا الإناء بالمستكة وأنواع من اللبان لنحصل على ماء بنكهة طيبة، ويضوع هذا الإناء من الفخار على علو وعادة ما يغرس تحته ليمون ليستفيد من قطرات الماء النازل منه. أهل الفريج وفي سياق آخر توضح المزروعي أن أهل الفريج كانوا يحتفلون بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث كانوا يحتلفون وينشدون الأناشيد الدينية، كما يودعون رمضان بالطقوس نفسها، أما بالنسبة للصغار، فإنهم كانوا يقرأون القرآن عند المطوعة، ومن استطاع ختمه حفظا وقراءة كان يقام لها حفلا كبيرا، بحيث يتم لبس الذهب وأفضل الملابس ويدور الفريج مزهواً بما حقق. وتتحدث المزروعي عن رمضان حاليا وتقول إنها تفضل عدم العمل خلال هذا الشهر الكريم، وتحاول قدر الإمكان قضاءه في البيت، والتفرغ للصلاة وصلة الرحم، حيث تعتبر شهر رمضان الكريم إجازة بالنسبة لها، إذ كانت سابقا تجتمع عند الوالدة، لكن بعد وفاتها رحمها الله أصبح التجمع في بيت أخيها، ولازالت الأسرة مستمرة على هذا العادات والتقاليد، فكل يجلب معه بعض لوازم الإفطار ونجهز بعض المأكولات، ونبدأ بتناول طعاماً خفيفاً، ثم نصلي المغرب ومن بعده العشاء والتراويح ونجلس نتسامر ونتحدث، والصغار يلعبون، حتى الساعة الثالثة صباحا، لننتقل إلى بيتنا نتناول السحور الأرز والزبادي أو اللبن، وهكذا نقضي الشهر الكريم، حتى ليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل، وبعدها لا نجتمع إلى يوم العيد، حيث ينشغل كل في ترتيب بيته وتجهيز ما يلزم لمناسبة العيد التي نقضيها أيضا في بيت الكبير من العائلة، وبعد صلاة العيد، نقدم للصغار العيدية، وتعم الفرحة الكبير والصغير، نزور الكبير والأقرب ونتبادل الزيارات 3 أيام بعد العيد. صعوبات وفي سياق آخر، تقول المزروعي إن السفر من دبي إلى أبوظبي كان يشكل صعوبة كبيرة بالنسبة للبعض، موضحة أن الطرق كانت غير معبدة، وكنا نقضي وقتا طويلا في الطريق، كما كنا نقف في سيح شعيب، وبعد إعلان اتحاد دولة الإمارات أصبح بلدنا ينعم في الخيرات والراحة والأمان، وتسارعت خطوات النمو والحمد لله، كما أن القيادة الرشيدة ساعدت المرأة وأعطتها فرصة خوض تجارب النجاح الثقافية والسياسية والاجتماعية، فيما أثبتت هي قدرتها في كل المحافل، وكان ذلك نتاج سياسة أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ويسير على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. وتوضح المزروعي أن أول دور جسدته في مسرحية«فرح راشد»، وأنها كانت تلاقي معارضة شديدة من قبل أهل والدها، الذين هددوها بالقتل أكثر من مرة، وتذكر أنها شاركت في رأس الخيمة في أوبريت في أول عيد للاتحاد عام 1972، وكان الأوبريت يشمل الشعر والفنون الشعبية والموسيٍقى والتمثيل. وتشير المزروعي إلى أنها مستعدة لأداء أدوار أخرى تناسب عمرها، موضحة أن آخر عمل شاركت فيه كان قبل 3 سنوات واسمه «الخروفة»، ولفتت إلى أن شركات الإنتاج لا تنصف الفنان، وطالبت برجوع الإنتاج للتلفزيون الذي تعتبره منصفا للفنان ومقدرا له، وتتمنى أن تكرم، إذ تذكر أنها وقفت على خشبة المسرح يوم كان بعض الرجال يلبسون ملابس النساء ويتزينون بالمساحيق من أجل القيام بهذه الأدوار المحرمة على النساء. إضاءة تقول موزة المزروعي التي تعمل في المجلس الوطني للإعلام إنها سعيدة بما تقدمه وفخورة جدا بوظيفتها المتمثلة في مرافقة الوفود الدبلوماسية والإعلامية التي تأتي إلى الإمارات وترافقها في جولات، كما تتمثل في مرافقة بعض القنوات في التصوير برا وجوا وبحرا،خاصة وهي ترى علامات الإعجاب يرتسم على وجوه كل من ترافقهم في هذه الجولات لإنبهارهم بما وصلت إليه الدولة من تقدم وازدهار وما تنعم به من آمان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©