25 أغسطس 2011 23:22
من أهم فوائد الصيام أنه يؤثر بشكل إيجابي على الصحة، حيث لأنه ينظم العديد من التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل الجسم باستهلاك المواد الغذائية المخزنة خلال الأشهر الماضية، وهذا التأثير له فوائد جيدة على الإسهام في تحريك وخلخلة البروتين المكون لأعضاء الجسم المختلفة وأول هذه الأعضاء هو الكبد والعضلات، ما يسهم في جعل هذه البروتينات أكثر قابلية للتجديد واستعادة شبابها وحيويتها.
هضم وبناء
يتضح أن بعض فوائد الصيام هو تجديد وتنشيط أنسجة الجسم، وخاصة أنسجة الغدد التي تسيطر وتتحكم في العمليات المختلفة داخل الجسم مثل النمو والحركة والنشاط، والتي بدورها تتحكم في عمليات الهضم والبناء، وهذا يساعد في ظاهرة النشاط والقوة، والتي يستفيد منها الجسم بعد صيام شهر رمضان.
إلى ذلك، يضيف أخصائي التغذية الدكتور محمود أحمد “من أهم فوائد الصيام على صحة الصائم أنه يعمل على تجديد وتنشيط قدرة الجسم على الاستجابة للتغيرات الفسيولوجية المختلفة خلال هذا الشهر الكريم، كما أن فترة الصيام يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن الزائد إذا راعى الشخص الصائم خلالها اتباع عادات غذائية صحيحة والابتعاد عن العادات السيئة التي تكون السبب الرئيسي في سمنة غالبية الشرقيين، خاصة في رمضان، لذلك لصيام ناجح لابد من إتباع أهم العادات الغذائية الصحيحة التي يمكن أن تحافظ على رشاقة الجسم ولياقته أو على الأقل ضبطه دون زيادة أو نقصان”.
من أهم تلك العادات، بحسب أحمد “تناول الطعام بهدوء ومضغه جيداً، وعدم الإسراع فيه، حيث إن عملية تبليغ الدماغ أن المعدة امتلأت تستغرق 20 دقيقة، فإذا تناولت الطعام بسرعة ستشعر بالتخمة والكسل بعد الانتهاء من الإفطار”. ويضيف أن تسهيل عملية الهضم من العادات الجيدة التي يجب أن يحرص عليها الكثيرون في شهر رمضان. فمضغ الطعام جيداً يعد وسيلة من وسائل التغذية الصحيحة التي يمكن بها إنقاص الوزن الزائد دون الحاجة لنظم الريجيم القاسية، بل وتقسيم وجبتي الإفطار والسحور إلى أربع وجبات، حتى يتم الهضم الجيد للطعام، وضمان عدم تركيزه في شكل شحوم زائدة للجسم.
وينصح أحمد الصائم بعدم تناول طعام الإفطار بشكل متواصل فبعد تناول التمرات وكوب الماء يتوقف، حتى يتسنى للسكر الموجود في التمر الوصول للدماغ، وإعطائه الإشارة المناسبة، وعند الجلوس للمائدة مرة أخرى يفضل تناول طبق الشوربة الدافئ أولًا لأنها تعمل على تنبيه أعصاب المعدة، واختيار أنواع الطعام بشكل صحي، وبعد ذلك يمكن تناول طبق آخر. وبذلك تكون المعدة قد امتلأت تقريباً فيكتفي الصائم بكمية محدودة وقليلة من باقي أنواع الطعام، ويكون قد حصل على إفطار صحي متكامل.
إرشادات صحية
يقول أحمد “يجب أن يكون الطبق الرئيسي خالياً من الدهون أو يحتوي على كمية قليلة جداً منها. كما أنه من الأفضل تناول الفاكهة ما بين الإفطار والسحور، بالإضافة إلى شرب كأسين من الحليب قليل الدسم، وينصح أيضا بشرب كميات كافية من الماء ما بين الإفطار والسحور لإمداد الجسم بالسوائل أثناء النهار. ويمكن أخذ قليل من الحلويات ولكن بعد مضي 4 ساعات على تناول الإفطار”.
بالنسبة لوجبة السحور، تعتبر من الوجبات الرئيسية في شهر رمضان المبارك، بل إنها أهم من وجبة الإفطار، حيث تعين المرء على تحمل مشاق الصيام. يؤكد أحمد “لهذه الوجبة فوائد صحية، منها أن تناولها يمنع حدوث الإعياء والصداع أثناء النهار، ويساعد الإنسان على التخفيف من الإحساس بالجوع والعطش الشديدين، ويمنع الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، وأيضا يمنع فقد الخلايا الأساسية للجسم، وتناول السحور ينشط الجهاز الهضمي، ويحافظ على مستوى السكر في الدم فترة الصيام”.
ويضيف “من المستحسن أن تحتوي وجبة السحور على الخضراوات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الخس والخيار، الأمر الذي يجعل الجسم يحتفظ بالماء لفترة طويلة، ويقلل من الإحساس بالعطش أو الجفاف، إلى جانب أنها مصدر جيد للفيتامينات والأملاح. ويفضل أيضا أن تكون وجبة السحور من الأطعمة ذات السرعة المتوسطة في الهضم مثل الفول المدمس بزيت الزيتون أو الجبن والبيض، فهذه الوجبة تستطيع أن تصمد في المعدة من 7 إلى 9 ساعات، فتساعد على تلافي الإحساس بالجوع طيلة فترة الصيام تقريباً كما تمده بحاجته من الطاقة”. وينصح أحمد ألا يحتوي السحور على كمية كبيرة من السكر أو الملح، لأن السكر يبعث على الجوع، والملح يبعث على العطش، ويجب تأخير موعده قبل أذان الفجر بأقل من ساعة.
المصدر: أبوظبي