إعادة نظر

اليوم تفتتح دورة كأس الخليج لكرة القدم في نسختها العشرين، وكل الاهتمام منصب على الجانب الأمني؛ كونه أبرز الأحداث التي فرضت نفسها على الساحة بسبب التوترات الحاصلة في اليمن الشقيق. وفي الحقيقة، إن هاجساً كهذا لن ينتهي في يوم الافتتاح، إذ ربما يطول به المسير إلى حيث تنتهي البطولة ويعود الأشقاء إلى بلدانهم سالمين، لذلك على المنتخبات الخليجية ألا تشغل نفسها كثيراً بالتفكير في هذا الجانب لتؤدي دورها بالشكل المطلوب، فالوضع الأمني أصبح من اختصاص البلد المضيف، ولن يكون مقبولا اعتباره تبريراً لتراجع المستوى الفني طالما ارتضت المنتخبات المشاركة في الدورة وسط كل ما يلفها من قلق ومخاوف. نقول ذلك ونحن نعلم صعوبة المهمة، ولكن ما يتوجب علينا فعله الآن، هو العمل على إنقاذ البطولة من الفشل المحدق بها، حيث إن الدورة التي انطلقت عام 1970 لها من الخصوصية ما يجعلها واحدة من أكثر المسابقات إثارة، وذلك ناتج من طبيعة التنافس بين الأشقاء الخليجيين الطامحين دوما في إثبات قدراتهم في هذا الاستحقاق الراسخ عميقا في وجدانهم. إذن... اليوم تنطلق الدورة الغالية رغم كل التحديات، وهذا وحده أمر كاف ليؤكد قوتها وبقاءها إرثاً لا تفريط فيه... غير أننا نطالب مجدداً بتقييم الدورة بعد ختامها في السادس من ديسمبر المقبل، فالجدل القائم حول هذه النسخة بالتحديد يفتح باب النقاش على مصراعيه؛ نظراً لوجود ثغرات واضحة في عملية اختيار البلد المضيف، إذ لا يعقل بعد هذه النسخة أن يتم إعطاء حق التنظيم حسب مبدأ المداورة المعمول به منذ 40 عاماً، فالوضع تغير كثيرا عن السابق، ويكفي ما أثير حول عدم جاهزية اليمن، ليؤكد لنا أن هذا المبدأ لم يعد صالحاً للمرحلة القادمة. ما نتمناه فعلاً ونحن نعيش أجواء الدورة الخليجية في نسختها العشرين، أن تشهد النسخ المقبلة تطوراً جذرياً ينعشها من جديد، ويجعلها نقطة انطلاق للمنتخبات المشاركة وليس عبئاً عليها كما يحدث الآن، وهي تستحق ذلك بعد أن بلغت عامها الأربعين.. تستحق أن نضخ الدماء فيها من جديد وأن نطورها أكثر وأكثر... فبالله عليكم وبعيداً عن العاطفة، هل تعتقدون أن دورة ليس معترفاً بها من قبل “الفيفا” أو الاتحاد القاري ستحظى باهتمام أكبر من المسابقات المعتمدة رسمياً؟! الإجابة دون شك تجدونها في قوائم المنتخبات الخليجية المشاركة في البطولة القارية، حيث اعتبر أغلبهم أن كأس الخليج ما هي إلا محطة إعداد لكأس آسيا!!! a7med.karim@gmail.com