10 فبراير 2010 00:08
ناشد الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي المعارضة المسلحة في البلدين لوضع السلاح وتحكيم صوت العقل والانخراط في مسار السلام. وبعد أن أكدا، أمس أمام حشد جماهيري سوداني وتشادي حاشد بقاعة الصداقة بالخرطوم على تجاوز خلافاتهما، طي صفحة الخلافات بين البلدين “نهائيا”، تعاهد الرئيسان على العودة بالعلاقات الثنائية إلى سابق عهدها، مع الالتزام بتطبيق الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين والسعي لتحقيق السلام في البلدين، خاصة في دارفور وتأمين الحدود المشتركة والتعاون في كافة المجالات. كما اتفقا على إقامة مشروع اقتصادي تنموي في المناطق الحدودية بين البلدين لتعويض المتضررين من الحرب والدمار التي شهدتها في السنوات السابقة.
وقال الرئيس ديبي إنه جاء إلى الخرطوم لوضع حل عاجل لخلافات البلدين. وأضاف: “نحن نعمل جادين في البلدين بشجاعة وقيم أصيلة لإعادة العلاقات إلى طبيعتها ..وسأعمل مع الرئيس البشير لتهيئة الظروف المناسبة لإشاعة الأمن والسلام على جانبي الحدود المشتركة”. ودعا ديبي المعارضة التشادية والسودانية بتلبية نداء السلام والعودة إلى الأوطان للمساهمة في تنميتها واستقرارها، مؤكدا التزامه بتوفير كافة الضمانات الأمنية للمعارضة التشادية شريطة احترامها للمؤسسية والقانون.
ومن جانبه، أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن البلدين لم يعتريهما اليأس طوال فترة الخلافات من عودة العلاقات لوضعها الطبيعي، وقال “لا خلافات استراتيجية بين البلدين ولا توجد أطماع، كما لم يسبق أن كان هناك قتال مباشر بينهما”. وقال البشير في اللقاء الجماهيري إن البلدين لم يكونا في حاجة للوساطة لتجاوز خلافاتهما، لذا قررا أن يكون التعاون مباشرا، مؤكدا أن زيارة الرئيس التشادي “قد وضعت مسؤولية كبيرة على عاتق قيادة البلدين وصفحة الخلافات بينهما طويت تماما”.
وأكد المشير عمر البشير نية الحكومة السودانية الصادقة لتحقيق السلام في دارفور والاستعداد التام لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع تشاد، وقال إن العلاقات السودانية التشادية “علاقات أزلية ضاربة في جذور التاريخ ولا يمكن أن تتأثر بالخلافات التي كانت سحابة عابرة”. وقال البشير إن مشكلة دارفور تم تدويلها بقوى أجنبية معادية للسودان، مؤكدا قدرة الدولة على دحض تلك المخططات. وأشار إلى أن عودة العلاقات مع تشاد تسهم في بسط الأمن على الحدود بين البلدين، مؤكدا جدية الحكومة في تحقيق السلام في دار فور عبر مفاوضات الدوحة، طالبا الدعم من نظيره التشادي التعاون حتى يتحقق السلام المنشود. وأبدى البشير تفاؤلا بالمرحلة المقبلة في العلاقات بين الدولتين الجارتين، وقال إن المعركة القادمة ستكون من أجل السلام والأمن والتنمية ورفاهية الشعبين الشقيقين، مؤكداً استعداد السودان لتعزيز العلاقات مع تشاد عبر تنفيذ كافة الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين.
واجرى البشير وديبي اتصالين مع خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود و اعربا عن شكرهما لخادم الحرمين الشريفين على ما أثمرت عنه جهوده من تقارب بين السودان وتشاد على ضوء المباحثات التي تمت بين الرئيسين في الرياض وأكملت في مكة المكرمة. وعبر خادم الحرمين عن تمنياته بأن يسود الأمن والاستقرار بين البلدين. كما الرئيسان قد أجريا اتصالاً هاتفياً بالزعيم الليبي معمر القذافي وأكدا خلال الاتصال أن لقاءهما في الخرطوم هو تتويج لمبادرته خلال عام 2008 التي أثمرت عن عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين الجارين . وجدد الرئيسان التزامهما بتعهداتهما في اتفاقيتي “طرابلس” و “سرت” للسلام التي وقع البلدان عليهما برعاية العقيد القذافي عامي 2006 و 2007. وكانت العلاقات بين السودان وتشاد متوترة منذ 5 سنوات ويتهم كل من البلدين الآخر بدعم المتمردين المناهضين لنظامه. ووقع السودان مع تشاد اتفاقية “لتطبيع العلاقات” في منتصف يناير الماضي وتتضمن هذه الاتفاقية ملحقا أطلق عليه “بروتوكول تأمين الحدود” يقضي بنشر قوات مشتركة في المنطقة الحدودية.
الموفد الأميركي : التطبيع يخدم أمن دارفور
الخرطوم (ا ف ب) - اعتبر الموفد الأميركي الى السودان سكوت جريشن أن تطبيع العلاقات بين تشاد والسودان يمكن ان يضع حداً «لانعدام الأمن في دارفور». وأكد جريشن أن التطبيع الجاري بين تشاد والسودان «يمكن» أن يعطي دفعاً جديداً لعملية السلام في الدوحة حيث ستبدأ حركات تمرد مفاوضات مباشرة خلال أسابيع مع الحكومة السودانية.
غير أن الدبلوماسي الأميركي رأى انه اضافة الى تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد فإن انهاء النزاع في دارفور ما زال يتطلب «تطوراً نحو توحيد المتمردين ثم التصدي لمسألة تقاسم السلطة السياسية».
وأكد جريشن أن الولايات المتحدة «تدعم أي عملية يمكنها ان تجعل المتمردين التشاديين خارج المعادلة وتساهم في سلام دائم في دارفور وأحد الخيارات المطروحة هو تفكيك «المعارضة التشادية».
المصدر: الخرطوم