25 أغسطس 2011 01:29
بيشاور (رويترز)- الذين يزورون منطقة قصة خواني التاريخية في مدينة بيشاور الباكستانية خلال شهر رمضان للمرة الأولى يدهشون غالباً عندما يستمعون إلى أصوات تشبه إطلاق النار بعد موعد الإفطار. لكن السكان الذين تزدحم بهم المنطقة بعد الإفطار في رمضان يعرفون أن هذا الصوت يؤذن بقرب انتهاء متاعب الهضم. ويعتقد أن أنواع المياه الغازية التي تشتهر بها بيشاور والتي يمتزج فيها الليمون بأنواع من الأملاح والأعشاب بنكهات مختلفة هي أفضل علاج للمشكلات الناجمة عن الإفراط في الطعام بعد الانقطاع عنه طوال النهار في رمضان.
وقال رجل من سكان بيشاور يدعى محمد فاروق، بينما كان ينتظر الحصول على كوب من المياه الغازية الباردة “الناس هنا يأكلون كثيراً في إفطار رمضان، ولذلك يأتون إلى هنا ليشربوا المياه الغازية. هذه المشروبات تقدم حتى موعد السحور”. ويقول الشيوخ “إن حكمة الصيام هي التقشف وشعور الغني بالفقير الجائع. لكن الناس في باكستان وغيرها من البلاد الإسلامية يفرطون في الطعام في وجبة الإفطار على نحو يخالف روح الشهر. باعة الأطعمة الخفيفة والحلوى التي يقبل الناس عليها في رمضان يشهدون رواجاً خلال الشهر. وينفق كثير من العائلات على الطعام في رمضان أكثر مما تنفقه في أي شهر آخر”.
وقال عدنان خان من سكان بيشاور، بينما يتدافع الناس من حوله لشراء أطعمة خفيفة في سوق قصة خواني “في رمضان يرزق الله الغني والفقير كل أنواع الأطعمة الشهية.. يرزقنا الله كل شيء طيب”. وقال خان محمد الذي يبيع المشروبات الغازية المحلية في قصة هواني في بيشاور منذ 15 عاماً “هذا مفيد جداً للهضم لذلك يحضر كثيرون إلى هنا ليشربوه. نحن نعمل كثيراً في شهر رمضان. نقف هنا حتى السحور”. وربما تكون للمياه الغازية التي يبيعها محمد فوائد عديدة لكن المسؤولين في بيشاور يقولون إن انتشار المعامل التي تنتج مشروبات غير مطابقة للمعايير القياسية وفي ظروف غير صحية تشكل خطراً على الصحة العامة.
ويقول مسؤولو الصحة إن معظم معامل المياه الغازية المحلية يشترون زجاجات مستعملة تغسل يدوياً ويعاد ملئها. ولا توجد في معظم تلك المعامل وحدات لتنقية المياه وكثيراً ما تستخدم مياه ملوثة في تحضير المشروبات. ويتجاهل محمد إبراهيم أحد المواظبين على تناول المشروبات المحلية هذه التحذيرات قائلاً”هذه المشروبات الغازية من قصة خواني مشهورة جداً. يمزجزن أملاحاً وأعشاباً مختلفة مع الليمون ولذلك تبيع أكثر من بيبسي وسفن آب وكوكاكولا”. ورغم رواج المياه الغازية المحلية الصنع في باكستان خلال شهر رمضان أطلقت الحكومة حملات لمنع إنتاج تلك المشروبات.