جلسوا على قبره يرقصون، فقال أحدهم: «والله لو تنفس صاحب هذا القبر ما ترك فينا واحداً على قيد الحياة ولا استقر بنا قرار !!..».
إنه ليس صلاح الدين الأيوبي، ولكنه شخصية عظيمة يجهلها الكثيرون!!.
إنه الحاجب المنصور هل سمعتم عنه!!
يتحدث عنه التاريخ فيقول: حين مات القائد الحاجب المنصور، فرح بخبر موته كل أوروبا وبلاد الفرنج، حتى جاء القائد الفونسو إلى قبره ونصب عليه خيمة كبيرة، فيها سرير من الذهب، ونام عليه هو وزوجته.
وقال الفونسو «أما ترونني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب»!! وجلست على قبر أكبر قادتهم.
فقال أحد الموجودين: «والله لو تنفس صاحب هذا القبر ما ترك فينا واحداً على قيد الحياة، ولا استقر بنا قرار».
فغضب الفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث حتى أمسكت زوجته بذراعه، وقالت: «صدق المتحدث، أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره!! والله إن هذا ليزيده شرفاً، حتى بموته لا نستطيع هزيمته، والتاريخ يسجل انتصاراً له وهو ميت، قبحاً بما صنعنا وهنيئاً له النوم تحت عرش الملوك».
الحاجب المنصور، محمد بن أبي عامر العامري، ولد سنه 326 هجرية جنوب الأندلس، دخل متطوعاً في جيش المسلمين، وأصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته، ثم أصبح مستشار حكام الأندلس لفطنته، ثم أميراً للأندلس وقائداً للجيوش.
خاض بالجيوش الإسلامية أكثر من 50 معركة، انتصر فيها جميعاً، ولم تسقط ولم تهزم له راية، وطئت قدماه أراضي لم تطأها أقدام مسلم قط.
أكبر انتصاراته غزوة «ليون»، حيث تجمعت القوات الأوروبية مع جيوش ليون، فقُتل معظم قادة هذه الدول، وأُسرت جيوشهم، وأمر برفع الأذان للصلاة في هذه المدينة.
كان ينزل من صهوة الجواد ويمتطي جواداً آخر للكرامة، كان يدعو الله أن يموت مجاهداً لا بين غرف القصور، وقد مات كما يتمنى، إذا وافته المنية وهو في مسيرة لغزو حدود فرنسا.
كان عمره حين مات 60 سنة، قضى منها أكثر من 25 سنة في الجهاد والفتوحات.
ذهب المنصور إلى لقاء ربه، وسيبقى اسمه خالداً مع أسماء الأبطال في تاريخ المسلمين.
رونق جمعة - أبوظبي