إيهاب الملاح (القاهرة)
على هامش فعاليات الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، صدر كتاب «إحسان عبد القدوس بين الأدب والسينما» للباحث السينمائي سامح فتحي.
عن الكتاب الذي يقع في 216 صفحة من القطع المتوسط، ويستعرض أعمال إحسان عبدالقدوس الروائية والقصصية في صورتيها النصية والمرئية، يقول المؤلف: «يعد الكاتب والأديب إحسان عبد القدوس (1919 - 1990) من أبرز الروائيين الذين حققت رواياتهم أعلى نسبة توزيع في تاريخ الأدب العربي المعاصر، وقد ارتبطت بتلك الروايات أجيال وأجيال من الشباب العربي، بما يؤكد معنى كونه أديباً للشباب بالدرجة الأولى. وهو من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب بأنماطه المختلفة». ويضيف فتحي «يمثل أدب إحسان عبدالقدوس نقلة نوعية متميزة في تاريخ الأدب العربي وفي الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية وترجمت معظم رواياته وأعماله السردية إلى لغات أجنبية متعددة، ونستطيع أن نقول بجلاء إن إحسان عبدالقدوس قد شكل نقلة نوعية كبيرة في الأدب الروائي والقصصي، وكذلك في تاريخ السينما العربية».
يقدم الكتاب حصراً مستقصيّاً لأعمال إحسان في الرواية والقصة، مُعرفاً بها، ومتتبعاً تواريخ صدورها الأولى، ومقدماً بين يديها «بتلخيص محتواها وعرض حكايتها أو موجز الحدوتة الرئيسة التي تدور حولها»، ثم ينتقل إلى دائرة إنتاج هذه القصص والروايات إلى أفلام روائية على شاشة السينما. وفضلاً على المعلومات البيوجرافية والببليوجرافية الغزيرة التي يشتمل عليها الكتاب، يتتبع المؤلف العلاقة المباشرة لعبد القدوس بنصوصه السردية التي تحوّلت إلى أفلام سينما، فيوضح أن الروائي نفسه كان يشارك بشكل مباشر في صياغة سيناريو هذه الأعمال، فقد كتب، مثلًا، كامل الحوار في فيلم «لا تطفئ الشمس» من إخراج صلاح أبوسيف، وفعل الأمر ذاته في «إمبراطورية ميم» (1972) من إخراج حسين كمال، وبطولة فاتن حمامة، وهو مأخوذ عن قصة قصيرة كتبها في مجموعة «بنت السلطان»، كما أخرج حسين كمال أيضاً فيلماً آخر مأخوذاً عن عمل لعبد القدوس، وهو «بعيداً عن الأرض»، الذي كتب حواره إحسان نفسه بالتعاون مع رفيق الصبان.
ويكشف مؤلف الكتاب أن حسين كمال أحد أكثر المخرجين الذي تعاونوا مع إحسان عبدالقدوس، ومن أشهر الأعمال التي اشترك فيها الاثنان «أبي فوق الشجرة» (1969) الذي كانت بطولته للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وكتب الحوار صاحب «في بيتنا رجل» بالتعاون مع سعد الدين وهبة، ويوسف فرنسيس، وكذلك فيلم «أيام في الحلال» (1985).
كما تعاون إحسان عبدالقدوس مع مخرج الواقعية الكبير الراحل صلاح أبوسيف، في ستة أفلام من أشهرها «الوسادة الخالية» (1957)، و«سقطت في بحر العسل» (1960)، وكثيراً ما صرح عبدالقدوس بأن «أبوسيف» هو أكثر مخرج اقترب من أفكاره وجوهرها. ومن أكثر الأفلام شهرة التي قدمتها السينما المصرية، بحسب الكتاب، وأخذت عن أعمال إحسان عبدالقدوس وشارك في تحويلها إلى السينما «الرصاصة لا تزال في جيبي» (1974)، و«يا عزيزي كلنا لصوص» (1989) و«الراقصة والسياسي» (1990)، و«حتى لا يطير الدخان» (1984). ومن المخرجين الذين استندوا على أدب عبدالقدوس في عديد من الأعمال التي دخلت ذاكرة السينما العربية، حسام الدين مصطفى، وهنري بركات، وغيرهما كثيرون.