أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
توجه عضوا فريق التفاوض الحكومي السوداني الفريق شمس الدين الكباشي ومحمد حسن التعايشي إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، أمس، على رأس وفد ضم وزير الدفاع الفريق أول جمال عمر وعدد من الخبراء لمواصلة المفاوضات مع الحركات المسلحة، بعد توقفها لفترة قصيرة، أجرى خلالها الوفد الحكومي مشاورات حول القضايا التي شهدت تبايناً في الرؤى مع الحركات المسلحة خلال الجولة السابقة.
من ناحية أخرى، لقيت قرارات لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال التي اتخذتها مساء أمس الأول، ترحيباً واسعاً في الشارع السوداني، حيث أصدرت اللجنة قراراً قضى بتكوين لجان إزالة التمكين ومحاربة الفساد في الولايات، كما أصدرت اللجنة قراراً قضى باسترداد الموجودات والممتلكات في منظمة معارج للسلام والتنمية، ومجمع النور، والتي تضم 28 قطعة أرض بحي كافوري بالخرطوم بحري و12 سيارة، كما قضى القرار بعزل ناظر الوقف علي أحمد البشير، شقيق الرئيس المعزول عمر البشير.
كما أصدرت اللجنة في إطار تعزيز العمل المصرفي وتنقيته من رموز النظام البائد قراراً بحل مجالس إدارات 12 بنكاً.
وقال محمد الفكي سليمان، عضو مجلس السيادة والناطق الرسمي باسمه، إن هذه القرارات تساهم في تحقيق مطالب الثورة السودانية، وتعد دفعة قوية في إنهاء ملامح العهد البائد جميعاً.
وقالت مصادر سودانية لـ«الاتحاد» إنه من المتوقع أن تحسم اللجنة في الأيام المقبلة عدداً من الملفات المهمة التي ستساهم في تعزيز واستقرار الأوضاع الاقتصادية والمعاملات المالية، وتضم تلك الملفات أيضاً قضايا مرتبطة بالخدمة المدنية والقطاع العام. ووصف الكاتب الصحفي السوداني عبد المنعم سليمان قرارات لجنة إزالة التمكين بأنها قوية ومهمة.
وقال سليمان إن منظمة معارج ومجمع النور تابعان لأسرة البشير، وإنها خطوة لاسترداد أموال الشعب السوداني، فيما اعتبرها حسين إسماعيل نابري، رئيس التجمع السوداني في باريس، بداية موفقة للعمل الكبير الذي تقوم به اللجنة في محاربة الفساد واسترداد الأموال.
وعلى صعيد آخر، رحب إعلاميون سودانيون بتعيين الإعلامي المعروف لقمان أحمد، رئيساً للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، واعتبروها إضافة كبيرة.
ومن جانبه، قال لقمان أحمد إنه يتشرف بتلبية نداء الوطن وتولي المنصب، وقال: «إن ثورة الاتصال في العالم تضع الإعلام الحكومي في الدول النامية أمام خيارين، إما التطور والارتقاء لبلوغ مرحلة الاستقلال والحرية الكاملة أو البقاء بوقاً دعائياً للسلطة قابلاً للتلاشي بسبب إعراض المتلقي».
وأضاف أنه في هذه المرحلة المهمة التي يجتهد فيها السودانيون في تأسيس مفاهيم بناء وطني وتأسيس دولة وصولاً إلى عهد ديمقراطي مستقر يلبي كل التطلعات والأماني، يتحتم علينا هيكلة الإعلام السوداني كهيئة حرة مستقلة مملوكة للشعب، عمادها العلم والخبرة، وأن تحقيق ذلك يتطلب ثورة مفاهيمية تخلق مؤسسات رشيقة وهيئات فاعلة.
يأتي ذلك في وقت شارك فيه العشرات في مظاهرات عدة بالعاصمة السودانية الخرطوم رفضاً للتطبيع مع إسرائيل، وأكد المشاركون رفضهم للتطبيع، على خلفية لقاء رئيس المجلس السيادي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا يوم الاثنين الماضي، والذي أثار جدلاً وخلافات واسعة في السودان.