هالة الخياط (أبوظبي)
شهدت محمية الوثبة للأراضي الرطبة خلال العام الحالي ميلاد 601 فرخ من طيور الفلامنجو الكبير، وهو أعلى رقم مسجل على الإطلاق في محمية الوثبة، ويعد رقماً قياسياً لمواليد هذا النوع من الطيور، وهو ما يمثل نجاحاً جديداً لتكاثر الفلامنجو في المحمية التي تعد الموقع الوحيد في الدولة التي يتكاثر فيها هذا الطائر.
وتعتبر محمية الوثبة أكبر مستعمرة للتكاثر يتم تسجيلها لطيور الفلامنجو على الإطلاق، نتيجة لجهود هيئة البيئة في أبوظبي المتواصلة لتحسين حالة الموائل في المحمية وإدارتها بشكل فعال، حيث عزز هذا الاكتشاف من مكانة محمية الوثبة كأحد المواقع الرئيسة المهمة لتكاثر الطيور.
ونفذت هيئة البيئة في أبوظبي خلال الأعوام الماضية عملية تحسين وتطوير، تضمنت توسعة المحمية، مما وفر مساحة أكبر لطيور الفلامنجو للتكاثر. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت مراقبة جودة المياه المتواصلة في ضمان توافر مصادر الغذاء الطبيعية ومستويات مناسبة من المياه لهذه الطيور خلال فصلي الصيف والشتاء.
ويذكر أن أول عملية تكاثر ناجحة لطيور الفلامنجو في محمية الوثبة للأراضي الرطبة قد سجلت في عام 1998، وبعد النجاح تم إعلان المحمية التي تبعد نحو 45 دقيقة بالسيارة عن مدينة أبوظبي، باعتبارها محمية طبيعية بتوجيه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتوفر المحمية ملجأ آمناً لكثير من الأنواع الأخرى من الزواحف والثدييات الصغيرة والحشرات.
ومن الإنجازات التي ظفرت بها المحمية مؤخراً، أنه تم إدراجها من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة على قائمته الخضراء للمناطق المحمية، وفي عام 2013، أصبحت الوثبة أول محمية في أبوظبي تُضم لقائمة رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية لدورها في الحفاظ على التنوع البيولوجي الطبيعي للإمارة والعديد من الأنواع المهددة بالانقراض.
وتعد محمية الوثبة للأراضي الرطبة موطناً لأكثر من 4000 طائر من طيور الفنتير «الفلامنجو الكبير» و260 نوعاً آخر من الطيور المقيمة والمهاجرة، و320 نوعاً من اللافقاريات، و35 نوعاً من النباتات، و16 نوعاً من الزواحف، و10 أنواع من الثدييات. كما أن المحمية هي الموقع الوحيد في دولة الإمارات العربية المتحدة والخليج العربي الذي تتكاثر فيه طيور الفلامنجو بانتظام.
ومنذ افتتاح المحمية للجمهور في أكتوبر 2014، استقطبت الوثبة ما يقرب من 20 زائراً من هواة الحياة البرية ومشاهدة الطيور، وممارسة المشي للتعرف إلى الأنواع المهمة التي تأويها المحمية. ويشار إلى أنه تم إعادة فتح محمية الوثبة لموسم 2018-2019 في الأول من نوفمبر الماضي، وتستقبل المحمية زوارها يومي الخميس والسبت من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 4 مساءً (آخر دخول الساعة 2 مساءً) حتى أبريل من العام المقبل. ويوجد بالمحمية مراقبون لمساعدة الزوار لتخطيط رحلتهم داخل محمية الوثبة، ليتمتعوا بتجربة لا تنسى. ويمكن تنظيم جولات برفقة مرشدين للطلاب والمجموعات الكبيرة الأخرى بناءً على طلب مسبق.
وتدير هيئة البيئة في أبوظبي برنامجاًَ ناجحاً لتعقب طيور الفلامنجو بوساطة الأقمار الاصطناعية، ومن خلال رصد وتتبع هذا النوع استطاعت الهيئة أن تجمع بيانات قيمة عن تحركات وأعداد طيور الفلامنجو التي تزور شواطئ الإمارة، فضلاً عن مسار هجرتها. كما تقوم بشكل دوري برصد نوعية المياه وروبيان الملح «الأرتيميا»، وهو الغذاء الأساسي والوحيد القابل للعيش والتكاثر في مياه البحيرة لطيور الفلامنجو، للمساهمة في ضمان توفير بيئة مناسبة لطيور الفلامنجو لتتكاثر على مدار العام.
ويمتد نطاق انتشار طيور الفنتير الكبيرة من غرب حوض البحر الأبيض المتوسط إلى سريلانكا وجنوب أفريقيا، ويمكن مشاهدة هذه الطيور أيضاً على سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة طوال العام، خاصة في بحيرات المياه العذبة والأراضي الرطبة المالحة، كما يمكن العثور عليها بالقرب من الطرق السريعة والضواحي والمناطق الصناعية والسبخات.