عدد اليوم
غالية خوجة (دبي)
بمناسبة اليوم الوطني، وتزامناً مع عام زايد، وفي إطار اهتمام جائزة الشيخ زايد للكتاب للارتقاء بأدب الطفل والناشئة، نظمت أول من أمس، في مكتبة كينوكونيا بدبي مول، فعالية خاصة بالأطفال، تضمنت قراءة سلسلة «ثلاثية الشيخ زايد» للكاتبة والأستاذة الجامعية الدكتورة فاطمة حمد المزروعي التي روت سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من خلال (نجم السعد)، وهو الجزء الأول من الثلاثية، ويحكي عن حياة الشيخ زايد لغاية عام 1946، و(الغزالة الأولى)، وهو الجزء الثاني الذي يسرد سيرة الشيخ زايد بين 1946 و1966، و(جنة الأحلام)، وهو الجزء الثالث الذي يتحدث عن الفترة الممتدة بين 1966 و2004، متوقفة عند أبرز نقاط حياته وقيمه، ومنها أنه قائد حازم، أب حنون عطوف، فارس وشاعر، يشجع المرأة، مناصر للمجتهد والدؤوب، وهو نجمة مضيئة في السماء، محب للوطن، يهتم بالأطفال، وله معهم حكايات، منها تشجيعه لطفلة طالبة على إنشاد قصيدتها بعدما أكد لها أن الفتيات أخوة الشباب، ويساند بعضهم بعضاً، وكيف أجاب عن سؤال أحد الطلبة: لا أعرف ماذا أعمل بعد الدراسة؟ قائلاً: من المهم أن يعمل الإنسان في المجال الذي يحبه.
ثم قرأت المزروعي بأسلوبها الصوتي التعبيري قصصها، مانحة المشهد والحدث والشخصية إيقاعات متناسبة، تجعل الطفل في حالة من التفكير والتأمل والتخيل والتصور لما يجري، وذلك عبْر لغة شفيفة، مختزلة، اعتمدت الوصف الخلاق، والحوار المونولوغي، والديالوغي، انطلاقاً من زاوية تبئير الراوي العالم بكل شيء، مما يجعل الطفل شريكاً متفاعلاً مع القصة، يتمثّل بطلها وقيمه الإنسانية، والوطنية، ومنها: «نحن كلنا جنود لهذا الوطن»، والتي ترسخها القصص، كنبض لهذه الكلمات: «رفرف العلم عالياً عزة وشموخاً، ثم قدم الطلاب عرضاً مسرحياً». ومن الناحية الفنية الإخراجية للكتب «المجسمة»، يلاحظ القارئ أهمية الألوان، واختيار الخط، والصور والرسوم، وبروزها بالشكل النافر، مجسداً لوحة ثلاثية الأبعاد.
وقالت د.فاطمة حمد المزروعي لـ«الاتحاد»: «القراءات القصصية المتنوعة للأطفال في الأماكن العامة فعاليات ثقافية مختلفة، جاذبة ومشوقة، وذات بعد تثقيفي جماعي واجتماعي، كما في هذه المكتبة، وكما في فعاليات أبو ظبي، ومنها مشاركتي في الاحتفاء بيوم الترجمة العالمي الذي أقامته دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي في دلما مول، إضافة إلى قراءتي القصصية في فعاليات ياس مول، وغيرها». وأجابت عن سؤال «الاتحاد»: ما أهم ما يميز الكتابة للطفل؟ وهل قصصك مدرجة في المناهج التعليمية؟ قائلة: «لا بد من الإمتاع والفائدة، لأن الكاتب يوصل رسالة إلى الطفل بطريقة غير مباشرة»، واسترسلت: «لأن الطفل ذكي جداً، ولا يريد استغفاله، وهو شخصية استكشافية، ولذلك فهو قادر على استكشاف الهدف البعيد عن الخطابة والمباشرة»، وتابعت: «أدرجت بعض فقرات الثلاثية في منهاج التربية الأخلاقية».
وقرأت تريسي جونز القصة باللغة الإنجليزية بأسلوب تعبيري مناسب، محافظة على الأسلوب التوصيلي، وعن أدائها، أخبرت «الاتحاد» قائلة: «أتمنى أن أساعد الأطفال المستمعين على رسم صور الكلمات والأحداث في مخيلتهم، وأن أجذبهم بإيقاع دافئ ومناسب». بينما أكدت موزة الشامسي، مديرة جائزة الشيخ زايد للكتاب: «إنها أنشطة تعزز قراءة الكتب لدى العرب والأجانب بلغات مختلفة، وبداية الغيث قراءة قصص للأطفال». واختتمت الجلسة بأسئلة أجاب عنها الأطفال الحاضرون مع عائلاتهم بجو من التفاعل والتشارك، وكانوا سعداء بالثلاثية كهدية قيّمة. نذكر أن أعمال الدكتورة فاطمة حمد المزروعي مترجمة للغات عدة، منها الإنجليزية والأوردو والألمانية والصينية.
