السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشروبات التقليدية تستعيد تألقها في رمضان

المشروبات التقليدية تستعيد تألقها في رمضان
23 أغسطس 2011 22:36
تحتل المشروبات الرمضانية مساحة كبيرة على مائدة الصائم الذي يتفاخر بها في العزائم والولائم، ويتلذذ بمذاقاتها التي تروي الظمأ وتفتح الشهية. وهي وإن كانت تقليدا تتوارثه الأجيال وتتفنن في إعداده وتزيينه وتقديمه، غير أن وجودها بشكل يومي عند موعد الإفطار يتخطى كونها جزءا من التراث الشرقي. إذ تدخل ضمن المشتريات الرمضانية وتحتل حيزا يسيرا من قائمة الإفطارات سواء في فنادق الخمس نجوم أو المطاعم أو حتى البيوت. عن أهمية تناول الصائم للعصائر والمرطبات خلال شهر رمضان، يقول وليد السيد، مسؤول الأطعمة الباردة والمشروبات في مطعم “سفرة” إن “تعلق الصائم بهذه المشروبات المنعشة بعد يوم كامل من الشعور بالجوع والعطش يعود إلى احتوائها على نسبة عالية من السكريات التي تعوض الجسم عن الغذاء المحروم منه أثناء الصيام”. ويشير إلى أن جزء أساسيا من الإبقاء عليها ضمن المنظومة الرمضانية التي تنتقل من جيل إلى آخر، مرده لكونها تذكر الصائم بأيام زمان. فقد نشأت في الأحياء الشعبية، ومنها انتشرت إلى أفخم الموائد، بحيث أن العصائر الأخرى لاتضاهي مكانتها عند الصائمين. ويذكر أنه بحكم وظيفته يحرص يوميا على تحضير المشروبات الرمضانية منذ ساعات الصباح حتى تجهز وقت الإفطار ويتم تقديمها طازجة. ويقول “معظم هذه المشروبات لا يمكن تخزينها لليوم التالي، ولابد أن يتم إعدادها في اليوم نفسه مع الانتباه إلى الإضافات الخاصة التي تزيد من طيب طعمها”. ويضيف السيد إلى قائمة المشروبات الرمضانية، “لبن العيران” الذي يتم مزجه بالماء البارد بعد تمليحه، ويقول “لا يمكن أن نغفل أهمية هذا الشراب وخصوصا في المجتمع الإماراتي، إذ أن معظم الصائمين يفضلون أن يختموا به وجبتهم لأنه يساعد على عملية الهضم ويمنح الجسم جرعة من الانتعاش”. وتشير الباحثة الغذائية سوسن القادري، إلى أنها وأسرتها يكسرون صيامهم يوميا بارتشاف كؤوس “الجلاب” التي تحضرها يوميا وتضيف إليها مكعبات الثلج والمكسرات. وتقول “قرأت الكثير عن فوائد هذا الشراب، وهو منشط ممتاز لحالات الخمول والإرهاق. وإن تناول كأس منه يكسب الشخص قدرا من السكريات ويدعم نشاط الدورة الدموية لديه ويزوده بالطاقة والحيوية”. وتضيف أن “الجلاب” غني بالفسفور، وهو مفيد لبناء خلايا المخ، كما يعتبر علاجاً للحموضة ومليناً طبيعياً ومادة واقية من التسمم. و”الجلاب” الذي يطغى عليه طعم البخور، مصنوع من دبس التمر ومرتبط بشكل وثيق بموائد الإفطار. وهو لا يعمل على إخماد العطش وحسب، وإنما يطفئ حرارة المعدة ويسكن حدة الحمى. يتحدث فراس الخوجة عن تعلقه بشراب “قمر الدين” الذي لا يستلذ بطعمه إلا خلال شهر رمضان. فيقول “هذا الشراب اللذيذ المشتق اسمه من هلال القمر ومن جماليات الدين، يمنحني شيئا من الفرح كلما تناولته. فهو يذكرني بالتمامي أنا وإخوتي حول مائدة الإفطار التي كانت تعدها الوالدة ويزينها الوالد بحضوره”. وهو يقوم بتحضيره بنفسه في البيت حيث يضعه في وعاء من الماء الدافئ ويتركه حتى يذوب داخل البراد ومن ثم يقوم بتصفيته وإضافة السكر إليه. و”القمر الدين” يصنع من المشمش الطبيعي المجفف، ولا يزال الشاميون يعصرونه بالطريقة نفسها، ومن ثم يغلونه على النار ثم يسكبونه فوق ألواح خشبية مدهونة بزيت الزيتون ويعرضونه للشمس حتى ينشف. ويحتوي “قمر الدين” بحسب أخصائيي تغذية على فيتامينات «أ» و«ب» و«ج»، وبعض المواد الدهنية والنشوية والمعدنية ومنها الفوسفور والمغنيسيوم والكالسيوم والحديد. ويساعد على تقوية الأعصاب وإزالة الأرق وزيادة مناعة الجسم، وهو مفيد في محاربة البكتيريا. وتعتبر أميرة صادق أن المشروبات الرمضانية تحولت إلى فولكلور سنوي تشتاق له بمجرد أن ينتهي شهر الصيام. وتضيف “أنا من محبي “العرق سوس”، وللأسف لا أجده متوفرا في السوق إلا في شهر رمضان”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©