خولة علي (دبي)
سعت المواطنة نعيمة الأميري لجلب المناحل وتربية النحل إلى فناء حديقة منزلها، واهتمت بوجود الزهور والنباتات، ليزيد ذلك من جودة العسل، فوجدت نفسها منطلقة مع النحل في نشاطه اليومي، تراقب عن كثب عالم فيه عجائب كثيرة.
وأقبلت على تربية النحل بشغف أكبر، فخبرة عشر سنوات في هذا المجال، جعلتها أكثر قدرة في التعامل وفهم أدق تفاصيل حياة وسلوك هذه الحشرة التي تعتبر ثروة حقيقة في تحقيق التوازن، حيث يلعب النحل دوراً حيوياً في الحفاظ على النظام البيئي، فالمحاصيل الزراعية في حاجة للنحل أو الحشرات الأخرى، لتتم دورة حياتها ويتزايد الإنتاج من الثمار والبذور، بالإضافة إلى تحسين مستوى المنتجات.
لم تكتف بوجود المناحل لديَّها، إنما سعت لنشر ثقافة تربية النحل بين الأقارب والأصدقاء، حيث حرصت على تزويدهم بعدد من الخلايا، وحثهم على إنتاج العسل، بعد أن استخرجت تصريحاً رسمياً من الجهات المختصة لمشروعها، وحصلت على شهادة الجودة.
التأمل والتفكر
وقالت: «لا أنسى تجربتي الأولى في استخراج العسل من طرود النحل، وأنا أشاهد عن كثب الخلية السداسية وما تحويه من حاضنات، وغذاء الملكات وحبوب اللقاح، هذا العالم الصغير، يصور لنا مدى عظمة الخالق، ويدعونا إلى التأمل والتفكر في خلقه، ويصور لنا منظومة حياة النحلة ودقة وعملها ونشاطها».
وأوضحت أن البداية كانت بسيطة لا تتعدى عبر خليتين، وكان إنتاج العسل جيداً، حققت به الاكتفاء الذاتي، وشاركت الأهل والأصدقاء حصيلة ما أنتجته، ثم جهزت خليتين جديدتين، ونتيجة للطلب المتزايد من قبل الأهل، زادت العدد إلى 12 خلية، فخرجت من دائرتها الضيقة في التسويق، إلى مشروع تجاري، يغطي عائده تكاليف فرز واستخراج العسل، بالإضافة إلى تخصيص جزء من الأرباح للعمل الخيري.
تنوع النباتات والمحاصيل في حديقتها والبساتين القريبة، ساهم في زيادة المواسم إلى أربع مرات في السنة، وتنوع العسل حسب الزهور والرطب والحمضيات، بعكس الأماكن التي فيها فقط سمر أو سدر، فيكون الإنتاج محصوراً في نوعية هاتين الشجرتين.
استمرار الخلايا
وأشارت إلى أنه لاستمرار إنتاج العسل، لا بد من توافر العناية والمتابعة اليومية، لحماية الخلية من أن تتعرض لهجوم حشرات الدبور والنمل، بالإضافة إلى الطيور المهاجرة كالوروار في بعض المواسم، والذي يجد متعته في التقام النحل، وبذلك قد نخسر الخلية تماماً، موضحة أنها فقدت 8 خلايا دفعة واحدة، بسبب مواد استخدمها الجيران، الأمر الذي اضطرها إلى شراء خلايا جديدة، ووضعها في الجهة الأخرى للحديقة.
الموقع الملائم
وتضيف: «قبل الشروع في وضع الخلية، لا بد من اختيار الموقع جيداً، من خلال توافر الهدوء والسكينة، وقلة الحركة والضوضاء، وفي مكان ظليل بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة، مع الحرص على عدم فتح الإنارة مساءً، حتى لا يختلف وقت عمل النحل، وضرورة توافر مصدر قريب للماء، وعدم وضع خليط من الماء والسكر أو الأغذية المصنعة، فالأصح أن يتغذى النحل من خلال جمعه لرحيق النباتات والشجيرات».
تحديات
وأوضحت أن أكثر التحديات التي واجهتها، هي كيفية التغلب على الخوف من التعرض لهجوم النحل.
وكيف يمكن التعامل وفهم هذا الكائن الحي، فمن خلال رصد سلوك ونشاط النحل والبحث المطول في الكتب الأجنبية المتخصصة والمواقع الإلكترونية، زادت حصيلتها المعلوماتية عن هذا العالم.
قواعد لمنع الدخلاء
حول مدى مشاركتها في المعارض، تقول: «أقيم مؤخراً ملتقى للنحالين في حتا، وهو خطوة رائعة نأمل أن تتكرر، مشيرة إلى أهمية إطلاق جمعية تعنى بالنحالين وهواة تربية النحل كمظلة لهم تقام فيها الورش والمحاضرات، عن مفهوم تربية النحل والتعامل معه، ووضع قواعد لمنع الدخلاء على هذه الحرفة، والذين يسببون ضرراً على النحل، وعلى البيئة».
وأوضحت أنه من أصعب الأمور التي يواجهها مربو النحل ومنتجو العسل، عدم وجود ثقة بالعسل المحلي نظراً لوجود دخلاء من مروجي العسل، لذا يصعب على المرء تحديد أو التفريق بين العسل الطبيعي والمغشوش، إلا من نقطتين، هما الفحص المخبري، وثقة الفرد بالنحال.