23 أغسطس 2011 01:01
يستعد الفنان التشكيلي الشاب عبدالله عيسى البلوشي لإنجاز أكبر عدد من الأعمال التشكيلية لكي يقدمها إلى الجمهور في معرضه التشكيلي الشخصي الأول الذي سيقيمه في أبوظبي قريبا ويقدم فيه أعمالا تتناول في أغلبها الموروث المحلي.
ويرى عبدالله البلوشي في لقاء مع “الاتحاد” أن ما سيقدمه خلال معرضه الأول المزمع إقامته سيكون بمجمله أعمالاً زيتية تنطوي على طابع تراثي ـ بحسب قوله ـ بما يعكس حضارة الإمارات وحياة أجدادنا وواقعنا الذي عشناه.
وعن أقرب الأعمال التي أنجزها الى نفسه قال عبدالله البلوشي “نعم إن أعمالي تقترب مني بدرجات، وأجد أن أقرب عمل لي هو رسمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله مرسومة على خلفية لقصر الإمارات، وأحببت أن أجسد هذا الموضوع كون قصر الإمارات من أبرز معالم الدولة السياحية وهو إنجاز معماري وفني في آن واحد، ولهذا استخدمت هذه الخلفية لما تنطوي عليه من بعد جمالي ومعماري وفني”.
ويقول البلوشي “هذه اللوحة مع ما يجاورها من أعمال مثل عملي عن جسر المقطع كونه حلقة وصل بين أبوظبي والعالم وما يمثله من تراث الأجداد وجمالية هذا التكوين الذي يشبه الموجه استدعاني لكي أرسمه وأعرضه في المعرض الوطني للفنون التشكيلية لعام 2011 في دورته الخامسة التي تقام حالياً على قاعات نادي ضباط القوات المسلحة”.
وعن مشاركاته في المعارض قال “لقد خضت تجربة الاشتراك في معارض جماعية واكتسبت منها خبرات الآخرين وأساليبهم المتنوعة، هذا بالإضافة إلى ما أعطتني من انفتاح على تجارب الآخرين والاحتكاك بفنانين محترفين وبالضرورة فإنني كأي فنان أطمح إلى أن أقدم معرضي الشخصي الأول وبخاصة بعد أن صار لدي كم من الأعمال التي تؤهلني إلى إقامة هذا المعرض في مدينتي أبوظبي”.
ويضيف “سبق أن اشتركت في المعرض الوطني للفنون التشكيلية عام 2004 ومعرض في جامعة زايد عام 2007 ومعرض في جامعة الإمارات في العين عام 2009 ومعرض الصيد والفروسية 2009 كذلك، وقد حصلت فيه على المركز الثاني عن لوحتي التي جسدت فيها الفروسية”.
ونوه عبدالله البلوشي إلى انه سبق وان اشتراك في معرض أقيم في جاليري الغاف للفنون التشكيلية في أبوظبي مع عدد من الفنانين التشكيليين من مختلف الجنسيات.
وعن عوالم اشتغاله التي تستهويه قال البلوشي “لا تزال العوالم الواقعية والتراثية تستغرق أعمالي، إذ تمنحني الطبيعة كماً كبيراً من الخيال وربما أمازج هذا الخيال المفترض مع الصورة الواقعية للأشياء، وبهذا أخلق الجانب الانطباعي لديّ، هذا بالإضافة إلى أنني مغرم بالبورتريه الذي أجد فيه مجسداً لمهارة الفنان ومن خلال البورتريه يحكم على براعة الفنان إن كان بارعاً أم لا حيث يقاس مدى اقتراب الفنان من الواقع”.
وأضاف “إن عملي التشكيلي بمجمله يندرج تحت الاشتغال بالزيت على القماش، حيث تتجلى الألوان وقوتها ووضوحها، وأجد أن أغلب الفنانين المبدعين حقاً هم الذين يستخدمون الزيت في أعمالهم بالرغم أنني لا أبخس الاشتغال بالمائيات أو المكس ميديا”.
وعن عوالمه الفنية قال البلوشي “بالطبع نحن نعيش على تراث محلي مغرق بالتقاليد والعادات، ومن ضمن ما تعلمنا عليه هو حبنا للخيول والذي ترسخ في قلوبنا، ولهذا تجد أن أغلب الفنانين الإماراتيين من يقترب من عوالم الخيول لما فيه من جمالية أولاً وإنسيابية جسدية ثانياً، وتكوين تشريحي ثالثاً، هذا بالإضافة إلى أن الخيول جزء من موروثنا المحلي، وعليه كان اتجاه الفنانين إلى هذا العالم طبيعياً ومن هنا اقتربت إلى أجواء هذا التكوين الجميل فرسمت الخيول بحركات طبيعية واستعراضية.
وكان للبحر جزء من أعمال عبدالله البلوشي الذي قال فيها “البحر بزرقته الشفيفة وبعالمه وأسراره الموغلة في القدم، والذي نجاوره من فجر التاريخ الإنساني على هذه الأرض، والتي امتدت عبر أجيال بعيدة رسخ في ذهني كيفية اصطياد زوايا النظر إليه، فرسمت البحر في أوقات متعددة أغلبها وقت شروق الشمس على وجه البحر، حيث يتراءى لك النور من خلال الظلام الذي بدأ ينحسر وهو منظر شعري في غاية الجمال”.
ويتمنى البلوشي أن يترك بصمة في الفن التشكيلي المحلي وأن يؤسس لفنه الخاص به عبر إيجاد مسحة ذاتية تجسد فنه المغاير عن فنون الآخرين.
وكان عبدالله البلوشي قد اتجه للفن التشكيلي منذ ثماني سنوات وتعلم على أيدي محترفين في الورش التي تقيمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث واستفاد من الدروس التعليمية فسار على نهج فنانين معروفين في ساحة الفن التشكيلي الإماراتي.
المصدر: أبوظبي