بيروت ـ رفيق نصرالله:
بعد يوم ماراثوني طويل من الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها الرئيس اللبناني اميل لحود مع النواب أعضاء البرلمان، كلف رسمياً المرشح الوزير السابق نجيب ميقاتي بالسباق لتشكيل الحكومة الجديدة· وأعلن ميقاتي أنه نال 57 صوتاً مقابل 52 صوتاً لمنافسه عبد الرحيم مراد وزير الدفاع، ولم تحتسب أصوات النواب الذين لم يشاركوا شخصياً في هذه الاستشارات وكلفوا زملاء لهم بإبلاغ الرئيس لحود باسم مرشحهم، وهم عشرة نواب من المعارضة يقومون بجولة أروروبية· كما أعلن رئيس البرلمان نبيه بري لدى مغادرته القصر الجمهوري أن كتلته البرلمانية 'التنمية والتحرير' امتنعت عن تسمية أي مرشح لرئاسة الحكومة· وقالت 'فرانس برس' إن المفاجئ هو أن المعارضة اختارت وزيرا سابقا من معسكر الموالاة· وجاءت هذه الخطوة بنصيحة من النائب وليد جنبلاط الذي يزور باريس مع وفد معارض في إطار جولة أوروبية والذي قال: 'يجب دخول اللعبة الآن، الهدف هو الانتخابات'· ووصفت مصادر سياسية مراد بأنه حليف قوي لدمشق وميقاتي بأنه معتدل ورجل أعمال ثري وعلى علاقة طيبة بسوريا· ولفت الانتباه أن النائب بهية الحريري حضرت إلى قصر الرئاسة بشكل منفرد ورشحت ميقاتي· وأرجع نواب المعارضة تسمية ميقاتي إلى تعهده بإقالة قادة الأجهزة الأمنية والمدعي العام وإجراء الانتخابات في مواعيدها المقررة (قبل 31 مايو) وعدم ترشيح نفسه للانتخابات النيابية، بينما تحفظ ثلاثة من المعارضين البالغ عددهم حوالى 40 هم : مصباح الأحدب وبطرس حرب ونائلة معوض، وقالوا: إن ميقاتي لايوحي بالثقة والالتزام بكلامه·
وقد يواجه الرئيس المكلف مهمة تشكيل 'أصعب حكومة' حيث سيلاقي شروطاً وتعقيدات خلال الاستشارات النيابية الملزمة للتأليف التي أعلن أنه سيبدأها بعد ظهر اليوم، حيث تؤكد المعارضة رفضها الاشتراك في هذه الحكومة، وتصر على شروطها المعلنة، في حين يتمسك الفريق الآخر بموقفه من الانتخابات باعتماد المحافظة دائرة انتخابية·
وقد انضم نواب كتلة الشمال برئاسة وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة سليمان فرنجية إلى المعارضة في تسمية ميقاتي، وخرجت هذه الكتلة بذلك عن توجهات لقاء المولاة 'عين التينة'· وقال فرنجية: 'إذا كانت المعارضة سمت نائباً من كتلتنا فهل نصوت نحن ضده؟' غير أن نائبين من كتلة فرنجية وهما: صالح الخير وجهاد الصمد رفضا تسمية ميقاتي وسميا عبدالرحيم مراد·