الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تخفف تداعيات الحرب على 6 آلاف سوري في "مريجيب الفهود"

الإمارات تخفف تداعيات الحرب على 6 آلاف سوري في "مريجيب الفهود"
5 ديسمبر 2018 02:37

بشاير المطيري (مريجيب الفهود، الأردن)

«الإماراتيون يخففون عنا وطأة الحرب». تقول سيدة سورية تتدرب في مشغل للخياطة، في المخيم الإماراتي الأردني «مريجيب الفهود» الذي أقيم في مسعى لتخفيف تبعات اللجوء على أكثر من ستة آلاف لاجئ سوري، وتوفير خدمات إنسانية شاملة لهم.
تدير المخيم هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، وقد استضافت الأسبوع الماضي وفداً ضم إعلاميين وفنانين ومسؤولين من شركة أبوظبي للإعلام، برئاسة مدير عام الشركة سعادة الدكتور علي بن تميم، الذي أكد أن «الشركة تعمل على منتج إعلامي يسعى إلى تقديم هذا العمل الإماراتي الحضاري المهم» مشيداً برسالة «هيئة الهلال الأحمر» ودورها في توفير أقصى مستويات الإيواء الكريمة للأشقاء السوريين.
الجهات الإماراتية العاملة في الأردن تتابع شؤون المخيم، وفي مقدمتها سفارة الدولة، وقال القائم بأعمالها في عمان فيصل الشحي، إن «جميع زائري المخيم يلمسون انعكاسات الجهود الإنسانية الإماراتية على أحوال اللاجئين، ولاسيما الخدمات التعليمية والصحية، وغيرها».
علي بن تميم يستمع إلى شرح حول الخدمات المقدمة إلى اللاجئين

التعليم لكلا الجنسين
المخيم الذي شيدته الإمارات، يضم مدارس التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي لكلا الجنسين. ويبلغ عددهم الإجمالي نحو ألفي طالب. يقول مدير المخيم حميد الكتبي «تخصص الفترة الصباحية للإناث، والمسائية للذكور، وقد تم تعيين 144 معلماً من الجنسين مرخصين من وزارة التربية والتعليم الأردنية».
ويحرص القائمون على المخيم على دعم الطلبة وتشجيعهم وتحفيزهم على المضي قدماً في الدراسة وتوفير كافة احتياجاتهم، ولم يغفلوا عن تنسيق إقامة احتفالات تكريم المتفوقين. يقول طالب من المرحلة الثانوية «تبقت لي سنة واحدة كي ألتحق بالجامعة. أنا سعيد حقاً».
في هذا السياق، قال نائب الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر محمد الفهيم، إنه «يدرس حالياً في جامعة الزرقاء الخاصة 35 طالباً وطالبة، ستة منهم حصلوا على شهادة الثانوية العامة من مدارس المخيم، وتتكفل هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بنفقات دراستهم الجامعية»، وإضافة لذلك نجحت الهيئة في لم شمل عدد من الأسر السورية من مخيمات الشتات.

5 سنوات
خمس سنوات مضت على افتتاح المخيم، الذي خضع لأعمال توسعة في نوفمبر 2014، أي بعد عام من افتتاحه. يقول رئيس إدارة اللاجئين في المخيم عبدالله السويدي -الذي رافقنا خلال الزيارة- إن «المخيم يحتوي على منطقة إدارية، ومستودعات رئيسية، ومنظمات إنسانية، ومنطقة استقبال، ومركز طبي، ومدرسة مريجيب الفهود، ومجمع رياضي، فضلاً عن تخصيص منطقة ألعاب، وحديقة عامة، ومساجد، ومطابخ، ومشغل «أمنا فاطمة» للخياطة، ومكتبة القلب الكبير، وورش الأعمال الحرفية».
ففي مشغل «أمنا فاطمة» عبرت لاجئات عن سعادتهن الكبيرة لتعلم الخياطة، وضم المشغل فساتين مطرزة مشغولة بأيادي المتدربات من ساكنات المخيم. إحدى اللاجئات المتدربات قالت «هنا في المشغل.. نتسلى لننسى ما يحل ببلدنا سوريا من دمار. الإماراتيون يخففون عنّا وطأة الحرب. وهو معروف كبير لن ننساه».

سلطان العميمي وراشد المنصوري
أما مكتبة القلب الكبير، فقد صُفت على أرففها كتب لكافة المراحل العمرية، أحد الأطفال أشار إلى أنه يحرص على زيارة المكتبة لقراءة مجلة «ماجد» الأسبوعية، الصادرة عن «أبوظبي للإعلام». وزائر آخر للمكتبة حمل كتاباً عن إنجازات الأب المؤسس الشيخ زايد، وقال «لقد أحببت الشيخ زايد أكثر عندما قرأت عنه، ونحن هنا في المخيم بفضل جهود الدولة التي أسسها وحرص أبنائها على مد يد العون اقتداء بزايد».
ولم تقتصر خدمات المخيم على تقديم الاحتياجات الأساسية للاجئين فقط، بل ينسق القائمون عليه النشاطات والبرامج مع المنظمات الإنسانية الدولية: اليونيسيف، أرض البشر، وإنقاذ الطفل. حيث أقيمت داخله العديد من الاحتفاليات، مثل حفل زفاف جماعي لعدد من شباب وشابات المخيم، علاوة على غيرها من الأنشطة الاحتفالية في الأعياد وشهر رمضان، تتضمن فقرات ترفيهية للهو واللعب والمسابقات.

جابر نغموش وسلطان النيادي وأعضاء الوفد من الفنانين خلال الزيارة

مستشفى المفرق الميداني
على بعد أربعين دقيقة من مخيم مريجيب الفهود، يقع مستشفى المفرق الإماراتي الأردني- الميداني، الذي تديره أيضاً هيئة الهلال الإماراتية. ومضى على افتتاحه ست سنوات. وأفاد مدير المستشفى يوسف النعيمي أن «المستشفى يقدم خدماته عبر تسع عيادات هي (الأطفال، النساء، الباطنية، القلب، العظام، الجراحة العامة، العيادة العامة للأسنان، العيون، المجاري البولية)». مضيفاً «كما يضم المستشفى أقساماً عدة هي: الطوارئ، والمختبر، والأشعة، والإيكو، والصيدلية، والعمليات الصغرى، وعنبر الملاحظة، وقسم التوليد».
وبعد أن بدأ المستشفى في أغسطس 2012، بكادر طبي مكون من 37 متطوعاً يقدم خدمة لعشرة آلاف مراجع شهرياً، وصل الكادر الحالي الطبي والإداري إلى 90 متطوعاً، منهم 14 طبيباً، و49 ممرضاً وفنياً وصيدلانياً و27 إدارياً وعاملاً. يقدمون خدمات لأكثر من عشرين ألف مراجع شهرياً، أي بين 600- 700 مراجع يومياً، بحسب مدير المستشفى.
الوفد الزائر اطلع على كافة الأقسام وتحدث مع نساء في قسم الولادة، إحداهن قالت «طفلي بخير. هذا هو المولود الثاني لي في المخيم. يقدمون هنا كافة الخدمات الصحية والرعاية الطبية لنا».

فهد بن سلطان يقدم شرحاً حول خدمات المخيم بحضور علي بن تميم وحمد الكعبي وخليفة السويدي وسلطان العميمي
ووفقاً للأرقام، فقد بلغت حالات الولادة داخل المستشفى ما يقارب الـ4500 حالة خلال ست سنوات، أي نحو 750 مولوداً كل عام، تبعاً لإحدى الطبيبات المتواجدات في المستشفى.
كما قدمت إدارة المستشفى عرضاً، يشير إلى أنه «في مطلع العام 2016 تمت توسعة المستشفى وتزويده بالتجهيزات اللازمة، ويستقبل المستشفى المرضى من اللاجئين السوريين من جميع مناطق الأردن، وليس فقط من مخيم مريجيب الفهود».

الفلاحي: تكامل أدوار المؤسسات الإماراتية للتضامن مع اللاجئين
أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتية، أن دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة أولت قضية اللاجئين السوريين اهتماماً كبيراً، وعملت منذ بداية الأزمة السورية على تخفيف وطأة المعاناة عن كاهل الأشقاء، وقدمت كافة أشكال الدعم والمساندة لهم ووفرت احتياجاتهم الإنسانية في المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والإيوائية والخدمية.
الفلاحي
وقال الفلاحي، إن المخيم الإماراتي الأردني في مريجيب الفهود بالأردن يمثل قمة العطاء الإماراتي تجاه اللاجئين السوريين، ويعتبر محطة مهمة في جهود «الهلال الأحمر» الإماراتية بقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس «الهيئة» لرعاية وحماية اللاجئين. وقال أمين عام «الهلال الأحمر»، إن زيارة وفد «أبوظبي للإعلام» للمخيم مؤخراً تأتي في إطار تكامل أدوار المؤسسات الإماراتية للفت الانتباه لأوضاع اللاجئين والتضامن معهم في ظروفهم الراهنة، مشيراً إلى أن الزيارة سيكون لها مردود إعلامي كبير وصدى واسع لإبراز مبادرات الإمارات والهلال الأحمر في المجال الإنساني والتنموي. وأكد الفلاحي أن «أبوظبي للإعلام» تعتبر من شركاء هيئة الهلال الأحمر البارزين والداعمين الأساسيين لها في مجال الإعلام، وقال إن «الهيئة» تتطلع للمزيد من التعاون والتنسيق والشراكة الإنسانية بين الجانبين مستقبلاً.

اللاجئون في مخيم مريجيب الفهود
الرجال: 1727 النساء: 1857
الأطفال: 2338 الرضع: 454
إجمالي اللاجئين: 6376

الإحصاءات منذ بداية افتتاح مستشفى المفرق وحتى أغسطس 2018
المرضى أصحاب الحالات المزمنة لمستشفيات أخرى: 963 حالة
حالات الولادة: 4,448 حالة
حالات إدخال: 3,298 مريضاً
عمليات جراحية صغرى: 4,834 عملية

حصول المخيم والمستشفى لأول مرة في تاريخ المخيمات على:
- شهادة إدارة الجودة آيزو 9001
- شهادة الإدارة البيئية آيزو 14001
- حصول المخيم على جائزة أجفند (برنامج الخليج العربي للتنمية) 2016

توزيع الطلاب على المراحل الدراسية في المخيم
المرحلة           ذكور           إناث
الابتدائية          823           814 
الإعدادية         266            258
الثانوية              45             48
المجموع        1.134        1.120
المجموع الكلي      2.254

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©