الثلاثاء 15 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 36 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

يد تبني.. ويد تدمر.. كيف حفر "الحوثي" قبور الرياضة؟

يد تبني.. ويد تدمر.. كيف حفر "الحوثي" قبور الرياضة؟
4 ديسمبر 2018 00:07

تحقيق يكتبه من اليمن : عمران محمد

تقف على الأطلال وتسأل.. قد لا تجد الإجابة كلها، وقد تصل إلى الحقيقة وتزيدك الصدمة صدمة!.. يا ترى ماذا حدث، ماذا يجري هنا ولماذا هذا الدمار؟.. إنها اليمن المغدورة في قلبها.. تقف على قمة الجبل، تراقب المشهد، وتنهال الأسئلة، فتصاب بالذهول والحيرة.. كيف رحل الضياء.. كيف غابت الابتسامة وحلت مكانها القبور.. كيف غابت الضحكة وحلت مكانها الدموع، هل نسي من دمرها من هي.. هل جحد من حطم أرضها كيف نسي أنه احتمى بها وعاش تحت ظلالها.. لمن باعوها، لمن تركوها ؟.. لا تستغربوا، فهناك من يفرح للدمار.. يخطط لانهيار الدول وسقوط الأمم.. يفرحون ببكاء الأمهات وقهر الرجال.. هناك من يريد قتل البراءة في الأطفال.. ومن يسعى لأن يحول كل اليمن إلى مجرد كومة من الرمال!
ومهما امتدت أيادي الشر وأسقطت الشهداء ودمرت الملاعب واغتصبت أجمل القيم الإنسانية لن تنال أبداً من حلم الشباب والأجيال داخل ملاعب الرياضة أو خارجها، طالما هناك من يغرس الأمل ويوزع أغصان الزيتون وينشر السلام و الخير والحب صباح كل يوم.


وما بين الخير والشر، البناء والهدم، اليأس والأمل، الأمان والخوف، شاهدنا كل الصور ونحن نتجول من مكان إلى مكان ومن ملعب إلى آخر، وامتزجت الدماء بإرادة البقاء، والذكريات بقصص البطولات، والشجاعة بالكبرياء. ولكن في النهاية، يبقى صوت الرياضة بقيمها النبيلة ومبادئها السامية أقوى من كل رصاص عصابة «الحوثي» التي حطمت منشآت وملاعب وأندية، ولكنها لن تحطم أبداً إرادة الحرية أو تحجب خيوط الشمس عن شعب اختار أن يواصل للنهاية، ليحيا بكرامة وعزة وشموخ.
ذهبنا إلى قلب المأساة، نرصد صور الدمار، ونبحث عن مشاهد الأمل، ولحظات الانتصار، فكانت الصورة أقوى من كل الكلمات.
صور تهز المشاعر، وراءها بطولات وأبطال، وتحرك الحجر وتطلق صرخة للعالم بكل اللغات في وجه الظلم لإنقاذ اليمن من قبضة عصابة انقلابية لا تعرف إلا لغة القتل والرصاص والدمار.

رائحة الموت وأصوات الرصاص.. وبقايا الذكريات!
بيوت الشباب.. سجون ومعتقلات
الاتحادات.. مطاعم واستراحات
الاستادات.. أنقاض وذكريات
الأندية.. معسكرات لتدريب الإرهابيين
الملاعب .. ثكنات عسكرية ومخازن للسلاح
..والصورة توجع القلوب..وتمزق الصدور.. وتدمع العيون
وما بين الصورة وخلف الصورة .. ألف صورة وصورة .
هذا هو حال الرياضة اليمنية اليوم تحت قبضة ميلشيات الانقلاب الحوثي.
خراب من هنا.. ودمار من هناك.. ملاعب كانت مخصصة لركل الكرات وباتت اليوم لرمي القنابل والرصاص.. مدرجات هتف منها عشاق كرة القدم وأصبحت اليوم تشم منها رائحة الدم والموت، تستغيث طلباً للنجاة فقد باتت هي أيضا تحتضر.. فلم يكن يظن الأطفال أو حتى الكبار يوماً أن تتحول ذكرياتهم إلى مجرد ثكنات.. وأن تنقلب شعارات أنديتهم إلى صرخات ألم أو عويل فراق.. هكذا أصبحت استادات اليمن مجرد تراب وغبار وحطام.. مجرد ملاعب ممزقة وصالات هوت على الأرض.. كنت هناك حين استضافت عدن وأبين كأس الخليج قبل ثماني سنوات فقط، شاهدت بعيني فرحة الجميع.. كانت المدينة كلها تحتفل وكانت الملاعب تهتز من أصوات المحبين وكانت الكرة بين أقدام اللاعبين.. واليوم وكأني في كابوس لم أستيقظ منه بعد.. وكأني أرى الشمس تشرق دموعا وكأني أرى السحاب تمطر لهبا.. كيف تحولت كل هذه الذكريات في غمضة عين إلى مجرد دمار.. إلى لقطة خالية من الحياة.. أستعيد الذكريات وأسمع أصوات التصفيق على الأهداف.. لأعود للواقع وتضرب أصوات الرصاص في كل اتجاه!

 هكذا كانت الصورة في «خليجي 2010»

 .. وهكذا أصبحت اليوم
هنا سطر المايسترو أبو بكر الماس أجمل فصول الإبداع الكروي، وهناك سجل علي النونو أروع الأهداف، وعلى هذا الملعب كان المدافع سالم سعيد يقاتل بفدائية على كل كرة، وداخل هذا المرمى كتب الحارس العملاق أمين السنيني لوحات الشجاعة، ووراء زجاج الدولاب الزجاجي يسكن الفخر والكبرياء مع الكؤوس والميداليات والدروع.
نجوم وأسماء وملاعب وأجيال وقصص وحكايات وبطولات تحولت إلى بقايا ذكريات داخل إطار خشبي بزجاج محطم تحت أنقاض مقرات الأندية ومدرجات الملاعب.
أنها الصورة التي تلخص كل الحكاية
حكاية لها أكثر من بداية .
الأرقام والحقائق تضغط على كل مناطق الوجع بداخلنا، وترسم ملامح الصورة المؤلمة التي تحاصرنا من كل اتجاه.
.. هكذا حفروا قبور الرياضة في اليمن!
الحوثيون خربوا ما يزيد عن 90% من المنشآت الرياضية في اليمن، وتحولت الملاعب ومقرات الأندية إلى ثكنات عسكرية لإيواء المليشيات وتخزين الأسلحة والمعدات الحربية ودروع لحمايتهم، وعندما خرجوا منها دمروها، وأصبحت مقرات الاتحادات الرياضية البالغ عددها 30 اتحاداً مطاعم واستراحات للجماعة الانقلابية.
وطالت الانتهاكات استاد الثورة الدولي في صنعاء (الشهيد المريسي)، كما حولت أيضاً، ملعب الظرافي في صنعاء إلى مركز لتدريب العناصر الإرهابية، فيما استخدمت صالة 22 مايو، وبيوت الشباب في صنعاء، كسجون تمارس فيها وحشيتها، وأصبح ملعب 22 مايو بعدن ثكنة عسكرية، في الوقت الذي حولت فيه ملعب مدينة عمران إلى سجون خاصة بها. وامتدت يد الدمار لتشمل ملاعب إب الشهير، واليرموك في صنعاء، وحقات في عدن، والوحدة في أبين، والصقر في تعز.


وفي حرب الكرامة والدفاع عن الأرض والعرض والوطن سقط 11 شهيداً من أبطال الرياضة على يد «عصابة الحوثي»، كان آخرهم عبدالله البزاز، لاعب نادي الهلال الساحلي المنتمي لمدينة الحديدة، بالإضافة إلى اعتقال العديد من اللاعبين.
عندما نلقي نظرة دقيقة على حجم الدمار الذي لحق بالأندية والملاعب اليمنية، في مدينة عدن والذي يقدر بحوالي 5.5 مليار ريال يمني« 25 مليون درهم» سنجد أن أكبر الضرر لحق باستاد 22 مايو باعتباره من أكبر الاستادات الرياضية في اليمن، وتم إعادة تجديده لاستضافة خليجي 20 حيث كان الافتتاح في مدرجاته مبهراً وأيضاً حفل الختام ووداع آخر بطولة خليجية استضافها اليمن.
في حفل افتتاح خليجي 20 عام 2010 كنت هناك وشاهدت ستاد 22 مايو وهو في أجمل صوره تزينه الجماهير وأعلام الدول وينبض بالحب والحياة والأمل، وشاهدت نفس الملعب في 2018 وهو حطام تزينه طلقات المدافع والرصاص بلا مقاعد ولا ملامح ولا حياة ورائحة الموت تحاصرنا من كل اتجاه.
هكذا تدفع الرياضة دائماً ثمن الحرية والحياة، وما أقسى هذا الثمن عندما يفرض الصمت كلمته على المكان وتتبخر الأحلام ويصبح اليأس عنوان في ميادين البطولة والفرسان.

وزير الرياضة اليمني لـ «الاتحاد»: الحوثي.. لا قيم ولا أخلاق !
وهو يجلس أمام كل هذه المشاهد من تدمير وخراب وقتل لم يفقد نايف البكري وزير الشباب والرياضة اليمني الأمل، ومازال يرى أن الرياضة أقوى رسالة للحب والسلام والتلاحم والترابط بين كل أبناء اليمن.
ويقول لـ«الاتحاد»: «الرياضة هي آخر ما تبقى لنا كيمنيين أن نتوحد أو نجتمع حوله في ظل الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجهها البلاد، فالرياضة ترسم الفرحة على وجوه الجميع حين تفوز منتخباتنا ويحزنون حين تخسر، ويمتد تأثير الرياضة لكل مناحي الحياة، ولهذا سيكون للشباب والرياضيين دور فعال في إعادة البناء واستعادة الأمل مثلما كان لهم أدوار وبطولات في مقاومة الحوثيين وطردهم من أكثر من محافظة».
وأضاف وزير الشباب اليمني أن كثيراً من هؤلاء الشباب والرياضيين قدموا تضحيات كبيرة من أجل الوطن سواء الذين استشهدوا أو الذين تعرضوا لإصابات، وبالتالي طموح الشباب لإعادة البناء يحتاج أيضا لدعم كبير، ونناشد كل من وقف معنا وساندنا وعلى رأسهم دول التحالف لاستمرارية ذلك الدعم لإخراج اليمن من أزمته الحالية والمساعدة في إعادة البناء مرة أخرى.

 نايف البكري
وأضاف أن الأشقاء في التحالف العربي بقيادة السعودية وبمشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية لهم مواقف بيضاء في الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية لليمن من السقوط في أيدى المليشيات الحوثية ولن ننسى ما حيينا حجم التضحيات التي يقدمها الأشقاء واختلط الدم بالدم في اليمن، من أجل دحر هذه الجماعة المارقة التي قضت على الأخضر واليابس حيث تستخدم حالياً المنشآت الرياضية وبيوت الشباب، لتخزين الأسلحة وتدريب منتسبيها، خاصة في المناطق التي تحت سيطرتها، ونحن لا نستطيع القيام بدورنا حالياً في المناطق التي تسيطر عليها، خاصة في مدينة صنعاء، ونحاول بقدر الإمكان دعوة الرياضيين إلى التفاعل والمحافظة على تلك المنشآت، لاسيما وأن جماعة الحوثي لا تمتلك الأخلاق ولا القيم، وتعمل على تكريس مفاهيم الحرب وتدمير الرياضة».
وكشف نايف البكري عن أن ميليشيات الحوثي دمرت حوالي 90% من المنشآت الرياضية سواء التي تضررت بشكل جزئي أو بشكل كامل في كل المدن اليمنية، أبرزها ملعب 22 مايو الدولي في عدن، وستاد الوحدة في أبين ومعه ملعب الشهداء في أبين أيضا ، وكل منشآت نادي التلال في عدن، وكذلك ملعب نادي الصقر، وملعب الشهداء في مدينة تعز، ومعهم المدينة الرياضية وملعب الكبسي في مدينة إب، التي ما زالت تحت سيطرت الحوثيين، كما أن المدينة الرياضية وملعب العلفي في مدينة الحديدة، تضررت هي الأخرى إضافة إلى ملعب معاوية في لحج، وملعب الظرافي، وبيت الشباب وقصر الشباب في مدينة صنعاء، «. إضافة إلى عدد من الصالات الرياضية في عدن وأبين وتعز وصنعاء
ووجه وزير الرياضة اليمني رسالة استغاثة لإنقاذ اليمن من جرائم الاحتلال الحوثي، وقال:» اليمن تحتاج إلى الاستقرار وإلى عودة الشرعية وذلك لن يتحقق إلا بهزيمة الانقلابين، وفي حال تحقق هذا المطلب فإن الرياضة اليمنية ستعود كما كانت مع بعض المتطلبات الضرورية، أبرزها إعادة إعمار الملاعب والمنشآت وتوفير ملابس ودورات رياضية وإقامة معسكرات داخلية وخارجية للمشاركة في بطولات تحتاج لمباريات ودية وكل هذا يحتاج إلى دعم مادي سخي، ولن يتوفر لك الدعم المادي في أجواء الحرب لكننا نعمل في الحد المتاح لنا، وهناك خطط واسعة في تأهيل المنشآت الرياضية وتطويرها في المناطق المحررة وخلال ذلك سيتم تأهيل الصالة الدولية في عدن، وتأهيل ملعب الحبيشي، وترميم منشآت نادي التلال الرياضي، وكل المنشآت في تعز، ومنها ترميم نادي الصقر الرياضي وتأهيل ملعب معاوية في لحج، وهنالك ملعبان جديدان قيد الإنشاء في كل من مدينة سيئون والآخر في مدينة مأرب».

مشروع «الحلم الضائع» !
كشف علي يسلم باشعيب مدير مكتب الشباب والرياضة في وادي حضرموت عن توقف المشروع العملاق الذي يقع في مدينة سيئون عاصمة وادي وصحراء حضرموت، وقال: «يعد مشروع استاد سيئون الأولمبي في محافظة حضرموت من أكبر المشروعات الرياضية على مستوى البلاد حيث يسع 30 ألف متفرج، وبدء العمل فيه من عام 2011، إلا أن العمل شهد بالمشروع توقفاً في مرحلته الأولى بنسبة إنجاز أكثر من (60%) والتي بلغت ملياراً وثلاثمائة وخمسين مليون ريال يمني.


وأضاف: تعثرت الأعمال في مرحلته الثانية بسبب أوضاع البلاد وارتفاع الأسعار وعدم مقدرة الحكومة على استكمال مرحلته الثانية التي قدرت كلفتها الإجمالية بحوالي 6 مليارات ريال يمني وذلك حسب الدراسة المعدة من قبل وزارة الشباب والرياضة، ولم يكن أمامنا سوى تجهيز ملعب كرة القدم فقط وفق للمواصفات الدولية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وبناء الأسوار وتكلفت حوالي 260 ألف دولار، بتمويل من السلطة المحلية بالمحافظة، وهناك أعمال أخرى لم تستكمل في الاستاد كالمضمار والمنصة والغرف الداخلية إضافة إلى مقاعد الجماهير والشاشة الرئيسية والإنارة».


وأشار إلى أن الإسراع بالانتهاء من الملعب نتيجة أن وادي حضرموت لا يوجد به ملعب عشبي في ظل إقبال الشباب على ممارسة النشاط الرياضي، وطالب الحكومة ودول التحالف العربي الاهتمام بالبنية التحتية لرعاية الشباب والرياضة على صعيد وادي حضرموت، وأكد على ضرورة استكمال مشروع استاد سيئون الأوليمبي بعد أن توقف بسبب الانقلاب الحوثي الذي أنعكس على كل مناحي الحياة.

20 مليار ريال فاتورة دمار منشآت اليمن الرياضية
دفعت المنشآت الرياضية ثمن وحشية ميليشيات الحوثي التي رفعت شعار «التدمير والتخريب»، وتصل إلى 20 مليار ريال يمني على الأقل، ووفق دراسة وإحصائية دقيقة من وزارة الشباب والرياضة اليمنية، بلغت خسائر استاد 22 مايو 4.8 مليار ريال يمني «24 مليون درهم»، والصالة الرياضية بمديرية خورمكسر 400 مليون ريال نحو «مليوني درهم»، بعد أن تعرضت الصالة بأكملها للتخريب، بما فيها المقاعد والأرضية والسقف وغرف الملاعب والحمامات، وهو ما تكرر في صالة أسعد مثنى بحي المنصورة في عدن، وتصل الأضرار إلى 120 مليون ريال، والملاعب التي كانت مخصصة لتدريبات منتخبات «خليجي 20»، إلى 35 مليون ريال.
وامتد الدمار إلى استاد نصر شاذلي بنادي التلال في عدن، لتصل إلى 100 مليون ريال، بسبب أضرار المدرجات والمنصة الرئيسية والمقاعد والغرف.
ومن عدن إلى محافظة أبين، التي تملك واحداً من أجمل الاستادات الرياضية في اليمن، وهو ملعب الوحدة الذي تم انشاؤه خصيصاً لاستضافة مباريات «خليجي 20» عام 2010، إلى جانب استاد 22 مايو في عدن، ويعادل الدمار الذي لحق بالمنشآت الرياضية في عدن 7.5 مليار ريال «40 مليون درهم».


ونظراً لتعرض استاد الوحدة للدمار بالكامل من أرضية ومدرجات ومنصة رئيسية وغرف للملابس وحمامات، فإن قيمة الأضرار وفق إحصائيات دائرة المشاريع تقدر بـ6 مليارات ريال «30 مليون درهم».
وبلغت أضرار ملعب الشهداء بمدينة زنجبار في محافظة أبين مليار ريال، والصالة المغطاة في أبين والتي تعرضت للدمار التام 300 مليون ريال، وبيت الشباب في أبين 200 مليون ريال، بجانب تدمير ملاعب وأبنية ومنشآت رياضية في أندية زاره والمحفد وشقره وعرفان والبيتي والصرار، وبلغت الخسائر 60 مليون ريال.
وامتد الدمار إلى محافظة لحج، خاصة ملعب الشهيد معاوية، ولحق بجزء كبير من المنصة الرئيسية، ومدرجاته والمقاعد وأرضية الملعب، إضافة إلى الغرف وملحقات الملعب، وبلغ الضرر وفق والإحصائيات 750 مليون ريال، فيما قدرت خسائر الصالة المغطاة في لحج وملعبي الحسيني والوهط بـ 40 مليون ريال، والملاعب الرياضية في لحج فإن فاتورة الدمار تبلغ 790 مليون ريال «4 ملايين درهم».
واختلف الوضع في تعز التي لا زالت ميليشيات الحوثي تقصفها إلى الآن، من داخل الجبال المطلة عليها، وهي الرحلة الأصعب للدخول إلى الأندية والمنشآت الرياضية، ولم نستطع دخول نادي الصقر، الذي لا زال تحت قبضة قوات المقاومة.
ويعتبر الصقر من أكبر الأندية في تعز، من حيث ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة، ويملك فرقاً رياضية بالفئات العمرية كافة، تم حرمانها من العودة إلى النشاط نتيجة الدمار الذي طال ناديهم، رغم وجوده داخل حي بير باشا المزدحم بالسكان، ويملك النادي أيضاً ملعبين آخرين لكرة القدم، وملعباً للسلة والطائرة، وكذلك صالة مغطاة مجهزة بالإمكانيات كافة.


ويدخل ملعب الشهداء الصرح الرياضي الوحيد في محافظة تعز الذي تقام عليه أغلب الدوريات والبطولات الرياضية في كرة القدم، ضمن قائمة الملاعب التي تعرضت للضرر، نتيجة تعمد الحوثيين قصفه من مواقع تمركزهم شرق المدينة، ما تسبب في إحداث أضرار مختلفة في المنصة والعشب الصناعي والمدرجات.
كما شمل التخريب المدينة الرياضية وملعب الكبسي في مدينة إب، والمدينة الرياضية، وملعب العلفي في مدينة الحديدة، إضافة إلى ملعب معاوية في لحج، وملعب الظرافي وملعب الشهيد العلفي، وبيت الشباب وقصر الشباب في مدينة صنعاء، كما لم يسلم استاد ذمار الدولي.

«العميد».. «تلال» وأطلال!
عمره 113 عاماً، تأسس 1905، ورصيده عشرات البطولات والكؤوس.
لقبه العميد ومكانته في القلب بلون الدم.
كل هذا ضاع تحت أنقاض يد الدمار والخراب، دمروا كل شيء الملاعب والمنشآت والصور والكؤوس.
ولكن يبقي التلال رمزاً للكبرياء والعراقة والصمود في الكرة اليمنية.

 التلال في سنوات المجد والبطولات والنجوم
ويؤكد عارف يريمي رئيس نادي التلال الرياضي أن ما تعرض له النادي كان مأساوياً، فقد فقدنا كل شيء بعدما نالت منه أيادي العابثين وغزاة الوطن، ولم يتبق لا كأس ولا ميدالية ولا الصورة التاريخية التي كانت معلقة على الجدران، وما يشغلنا كيف نعيد عميد أندية الوطن والجزيرة والخليج وثالث أقدم نادي عربي، وأصواتنا بحّت ونحن نطالب كل الجهات لتعيد إلى ناديهم الروح من جديد.
ويضيف: رسائلنا لم تتوقف ويعرف الكثير أننا النادي الوحيد الذي أصبح لا يمتلك حتى حافلة ولا يمتلك مبنى وهو التاريخ والعراقة، فقد فقدنا كل استثمارات النادي، وأصبحنا ننتظر بعض هبات تمنح لنا لنقف إلى جانب شبابنا وأنشطتهم، والمؤسف أننا لا نستطيع الذهاب إلى ملعبنا إلا بصعوبة بالغة نظرا للظروف الأمنية، وهو ما يزيد من صعوبة ممارسة النشاط، والحقيقة أن دول التحالف وقواتها تساهم في تحرير الأرض من قبضة الحوثيين، ولكن لنا أمل أن ينظروا إلى نادينا كونه الوحيد الأكثر تضرراً من الحرب وتبعاتها وحتى اللحظة.
واختتم: «عودة الرياضة إلى ما كانت تحتاج إلى الكثير من الدعم والمساندة لانتشالها من الدمار والخراب الذي طالها من حرب الحوثيين، وتحتاج أيضاً لسلوكيات من يقودها ومن ينظر إليها من جوانب قيمتها ودلالاتها وأهدافها وجمالياتها».

فقط بقايا الصور والذكريات على أنقاض التلال
ويقول عبد الكريم إسماعيل نائب رئيس النادي: «التلال دفع ضريبة كبيرة في هذه الحرب التي قضت على هويته من ملاعب وحافلات واستثمارات ومحلا ت وصالات، وأصبح في حال صعب ووضعية مخيفة لا يستطيع فيها أبناء التلال ممارسة أنشطتهم فهم بلا ملاعب ولا يمتلكون مواصلات، فضربت الحرب كل معالم التلال ومبانيه وملاعبه».
وأضاف: التلال تمسك بتاريخه وظل رغم قسوة الظرف باق وحاضر في أنشطة عدن، بل إنه كسر قيود الحرب وكان أول نادي يغادر خارج الحدود ليشارك في البطولة العربية لكرة السلة في الإمارات، واليوم لا زال يتمسك بالأمل، ونبعث برسائل لكل الجهات ليس في الوطن بل وخارجه أيضا، من أجل الالتفات إلى نادينا وبث روح الحياة في أنشطته ومبانيه وألعابه في ظل ما يعانيه من حالة مؤلمة وقاسية لا تلبي طموحاته ورغبته في إثبات حضوره.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض