الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وسائل إعلام عالمية: خروج قطر من "أوبك" بلا تأثير على أرض الواقع

وسائل إعلام عالمية: خروج قطر من "أوبك" بلا تأثير على أرض الواقع
4 ديسمبر 2018 00:22

دينا محمود (لندن)

على الرغم من نفي قطر وجود أي بعد سياسي لقرارها الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) اعتبارًا من يناير 2019، إلا أن وسائل إعلام عالمية أجمعت على ارتباط القرار المفاجئ باشتداد وطأة المقاطعة المفروضة على الدوحة من جانب الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) منذ يونيو 2017، وأكدت في الوقت نفسه أن الخطوة القطرية لن تحدث تأثيراً يذكر على أرض الواقع في ظل محدودية إنتاج الدوحة من الإنتاج الإجمالي للمنظمة.
وأشارت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية المتخصصة في شؤون المال والأعمال إلى أن إعلان قطر قرار الانسحاب يأتي في ظل تفاقم التوتر في العلاقات بينها وبين دول الجوار الخليجي، التي أعلنت مقاطعتها على خلفية سياساتها التخريبية والطائشة. وقالت في تقرير إن تحرك الدوحة يتزامن مع استمرار تدهور علاقاتها بمحيطها الإقليمي، وتحديداً مع الدول الأربع.
وشدد التقرير على أن النظام القطري يبذل محاولات يائسة لتعويض جانب من الخسائر الفادحة التي ألحقتها به المقاطعة، ما أجبره على إنفاق نحو 200 مليار دولار على مشروعات للبنية التحتية، والسعي لفتح طرق تجارية جديدة بدلاً من تلك التي أوصدت في وجه وارداته، فضلاً عن اقتطاع ما يربو على 50 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية لإنقاذ قطاعه المصرفي والعملة المحلية من الانهيار. وأكد على محدودية تأثير قرار قطر الذي يبدو دعائياً بشكلٍ كبير، مشيرًا إلى أن هذا البلد لا يضخ سوى 609 آلاف برميلٍ من النفط يومياً من أصل قرابة 33 مليوناً للدول الأعضاء في المنظمة، ما يجعل الدوحة تندرج على قائمة أصغر هذه الدول.
وقالت صحيفة «بيزنس ستاندارد» المتخصصة في الشؤون الاقتصادية إن لا تأثيرَ فعلياً يذكر للخطوة القطرية على أسواق النفط، بل من المرجح أن تجني دول «أوبك» بعض المكاسب على المدى القريب، لافتة إلى أن أي أثر على الأسعار سيظل طفيفاً بسبب محدودية الإنتاج القطري. ونقلت عن محللين في مجال النفط قولهم «إن انسحاب النظام القطري من أوبك يمثل تطوراً إيجابياً بالنسبة لأسعار النفط الخام، مشيرةً إلى أن الأسعار زادت بنسبة 5% بالتزامن مع قرار الدوحة.
واتهمت صحيفة «الجارديان» البريطانية النظام القطري بالسعي لإثارة البلبلة والاضطراب في الأسواق النفطية. ونقلت عن نعيم إسلام المحلل في مؤسسة «ثينك ماركيتس» قوله إن التحرك الذي أقْدَمَتْ عليه الدوحة «لا يشكل خبراً جيداً بالنسبة لسوق النفط، كما أنه يعني مزيداً من الاضطراب في العلاقات القطرية السعودية». وحذر من أن تكون الدوحة تسعى إلى خلق سابقةٍ تدفع دولاً أخرى لمحاكاتها، وهو ما سيؤدي إلى فقدان السيطرة على حجم المعروض والطلب، لأنه سيكون بوسع كل دولةٍ أن تقوم بما يحلو لها».
واتهمت وكالة «بلومبرج» الأميركية النظام القطري بالسعي لإفشال الاجتماع المقرر بعد غدٍ الخميس في فيينا لبحث تقليص المعروض من النفط في الأسواق في الفترة المقبلة، وحذرت في تقرير من أن الإعلان القطري يشكل خطوةً تهدد بشق الصف الموحد للمنظمة، كما يضر بالجهود التي تبذلها دول المنظمة وحلفاؤها لإرساء الاستقرار في سوق النفط. ونقلت عن أمريتا سين كبيرة محللي النفط لدى «إنرجي اسبكتس للاستشارات» إن الانسحاب من أوبك يمثل خطوة رمزية إلى حد كبير بالنسبة لقطر، فإنتاجها النفطي كان ثابتاً، مع احتمالات محدودة فحسب للزيادة، وبالتالي فإن الانسحاب لا ينال من قدرة المنظمة على التأثير إذ أن قطر لاعب صغير جدا».
من جهتها، وفي تكذيبٍ واضح لمزاعم وزير الطاقة القطري حول عدم ارتباط قرار انسحاب الدوحة من «أوبك» بأزمتها الراهنة مع جيرانها، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤول قطري لم تسمه قوله: «هذه خطوةٌ سياسيةٌ ، فنظام تميم لا يريد أن يتلقى أوامر من أي دولة على صعيد تحديد سياساته النفطية. فيما أبرزت صحيفة «نيويورك تايمز» كون قطر واحدةً من أقل الدول الأعضاء في »أوبك» إنتاجاً، وألمحت إلى اعتزام الدوحة مواصلة بث الفتنة بين الدول الأعضاء في المنظمة ، لافتةً إلى ما قاله وزير الطاقة القطري عن اعتزام بلاده حضور اجتماع الخميس. بينما رأت صحيفة «يو إس آيه توداي» الأميركية أن انسحاب الدوحة المفاجئ يستهدف «الإساءة لمنظمة أوبك»، واعتبرت أن ما يفعله القطريون يرمي إلى إثارة الشكوك حول المنظمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©