أمين الدوبلي (أبوظبي)
تنطلق صباح اليوم فعاليات قمة أبوظبي للألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، بفندق ويستن أبوظبي، في الساعة التاسعة صباحاً، وتستمر حتى الرابعة عصراً، ومن المتوقع أن تكشف اللجنة المنظمة المحلية برئاسة معالي محمد الجنيبي، عن آخر المستجدات الخاصة بتنظيم واستضافة الحدث، خلال الفترة من 14 إلى 22 مارس المقبل برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ويتم اليوم الكشف عن بعض مقتطفات من حفل الافتتاح والبرنامج الزمني للمنافسات في الدورة التي تعد أكبر حدث رياضي لأصحاب الهمم من ذوي الإعاقات الذهنية، على ضوء عدد المشاركين فيه الذي يبلغ 7500 لاعب ولاعبة من 176 دولة حول العالم، وأكثر من 3000 مدرب وإداري وعضو بالأجهزة الطبية في كل بعثة، ويستهدف الحدث نحو 20 ألف متطوع يعملون على توفير كل الخدمات بأعلى جودة للمشاركين كافة في الحدث.
ومن المنتظر أن يتم أيضاً الكشف عن بعض المبادرات الرئيسة من الشركاء الحكوميين الذين تم الإعلان عن انضمامهم لرعاية الحدث وتعاونهم مع اللجنة المنظمة المحلية العليا، لإخراجه بأفضل صورة، وهم الاتحادات الوطنية والمجالس الرياضية والهيئة العامة للرياضة وشرطة دبي، فضلاً عن عدد من الشركات والمؤسسات الوطنية الحكومية وغير الحكومية، كما أنه ستتم إتاحة الفرصة أمام عدد من سفراء الأولمبياد الخاص، للحديث عن الدورة العالمية، وإلقاء الضوء على تجاربهم مع فئة الأولمبياد الخاص، والبعد الإنساني الذي انعكس على مسيرة كل منهم جراء ذلك.
ويحضر القمة التي تقام بمناسبة 100 يوم على انطلاق الحدث العالمي الكبير، كل أعضاء وفد الإمارات المشارك في الدورة بمختلف الرياضات، حيث إن الإمارات وللمرة الأولى تشارك في الـ24 منافسة، بعدد يتجاوز الـ500 رياضي بين أساسي واحتياط ومدرب وإداري ومسؤول، وينتظر أن يصعد كل أعضاء الوفد إلى منصة الحدث اليوم، فيما سيتحدث طلال الهاشمي المدير الوطني للأولمبياد الخاص بالإمارات عن برنامج إعداد الوفد الإماراتي للدورة، من أجل تجهيز اللاعبين واللاعبات للحدث، وتوفير أفضل بيئة تنافسية لهم، بشكل يرتقي بمستواهم إلى المعدلات الدولية، ويجعلهم مؤهلين للمنافسة على الميداليات.
وتأتي استضافة وتنظيم الأولمبياد الخاص ضمن رؤية الإمارات 2021، والتي تهدف إلى تطوير المجتمع عبر الاهتمام بأصحاب الهمم، ومنحهم فرصة الاندماج في المجتمع ليكون لهم دور فاعل، بالاستفادة من قدراتهم وإمكاناتهم، ويمثل الحدث أيضاً فرصة مثالية لتطوير السلوك الاجتماعي الإيجابي تجاه أصحاب الهمم، سواء في الإمارات أو خارجها، في أجواء تحتفي بالإنسان والأداء الرياضي، خاصة أنه سيتم إطلاق مبادرات متنوعة عدة، تهتم بهذه الشريحة المتميزة خلال الحدث.
وتعد الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019» حدثاً عالمياً فريداً، لا تنحصر أهميته في مجالات التنافس الرياضي، حيث يساهم في ترسيخ قيم العزيمة والتكامل والوحدة والاعتزاز بالنفس، وإيصال هذه الرسائل الإيجابية إلى الملايين الذين سيتابعون فعاليات الأولمبياد في دولة الإمارات والمنطقة، وعلى نطاق العالم. وتعتبر أبوظبي أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تفوز بتنظيم الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص الذي يعتبر أهم حدث رياضي إنساني في العالم.
وكانت اللجنة المنظمة قد أطلقت برنامج تسجيل المتطوعين الشهر قبل الماضي للعمل في دورة الألعاب العالمية، وتم فتح الباب لقيد أسماء الراغبين للتطوع في الدورة على أكثر من منصة تم تخصيصها لهذا الغرض.
وتتضمن مجالات العمل التطوعي، خدمات الاتصال والعمليات التشغيلية وخدمة الضيوف، والترجمة، والمراسم، ومرافقة الوفود، والخدمات الطبية، والفعاليات، والتكنولوجيا، والرياضة، وكان حضور الأسر لافتاً مع أبنائهم من أصحاب الهمم ومن المتطوعين والمتطوعات، بما يعكس استيعاب المجتمع لأهمية الحدث الذي سوف تستضيفه العاصمة، واستعداد الجميع للمساهمة في إخراجه بأفضل صورة.
خلفان المزروعي: نسخة تاريخية واستثنائية
تعد العاصمة أبوظبي أول مدينة عربية وخليجية وشرق أوسطية تستضيف الألعاب العالمية، والتي أقيمت نسختها الأولى عام 1968 بمدينة شيكاغو الأميركية لتحصل أبوظبي على هذا الشرف بعد 51 عاماً من تدشين النسخة الأولى للألعاب العالمية الصيفية.
ويعكس الاهتمام بتنظيم الحدث الإنساني والرياضي الأبرز، النتائج المشرفة التي حققها أبطالنا في المسابقات الدولية، فضلاً عن الاهتمام والعناية بشكل خاص بهذه الفئة وتكريمها ودعمها، لتحظى بمكانتها المستحقة وتقديرها في المجتمع، ونال ملف هذه الاستضافة العالمية إجماع الاتحاد الدولي، وهو ثمرة دعم القيادة الرشيدة الدائم للرياضة والرياضيين، والحرص على دعم وتعزيز مكانة الأولمبياد الخاص باستضافة أبوظبي للنسخة الجديدة في حدث تاريخي واستثنائي.
وقبل 100 يوم من انطلاق الحدث الكبير، كثفت اللجنة المنظمة على المستويات كافة استعداداتها وتحضيراتها، لتقديم حدث تاريخي واستثنائي، كون البطولة رهان العاصمة أبوظبي لإظهار قدراتها التنظيمية، وتقديم رسالتها الإنسانية عبر بوابة هذه الرياضة، وهي الرسالة التي تحمل عنوان التكاتف والتعاون، وروحها المحبة والتسامح، مع العمل على منح أصحاب الهمم الثقة بالنفس وتحفيز المواهب لتفجير طاقاتها وتحويل أصحاب الإعاقة الذهنية إلى أشخاص قادرين على التميز والإبداع، ورفع شعار «نعم نستطيع».
من جانبه، وصف خلفان المزروعي، مدير عام اللجنة المنظمة للألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019»، الحدث بأنه فريد في نوعه، وأنه الأكبر على مدار 50 عاماً، حيث تعد نسخة أبوظبي تاريخية في حركة الأولمبياد الخاص العالمي.
وقال المزروعي: «نرحب بضيوف العالم في مارس 2019، ونعتبر اللاعبين أسرة واحدة معنا في أبوظبي، من أجل تقديم كل ما عندهم في هذا الحدث الرياضي والإنساني المهم».
وأشار المزروعي إلى أن نسخة أبوظبي تجسد الكثير من المعاني الإنسانية، حيث يعكس الحدث قيمنا وغرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لترسيخ أسس الأولمبياد الخاص التي تسهم في أداء رسالتنا.
بينما أكد طلال الهاشمي، المدير الوطني للأولمبياد الخاص الإماراتي، أن «ألعاب أبوظبي 2019» هي الحدث المهم بالنسبة لنا، خصوصاً أنه يقام برعاية ومباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودعم سموه غير المحدود لشرائح المجتمع كافة، خاصة «أصحاب الهمم»، ومتابعة سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الفخري للأولمبياد الخاص الإماراتي، ومعالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، رئيس مجلس أمناء الأولمبياد الخاص الإماراتي، والدور الكبير الذي تلعبه اللجنة العليا لاستضافة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أبوظبي 2010، برئاسة معالي محمد الجنيبي، رئيس المراسم الرئاسية بوزارة شؤون الرئاسة.
وأشار الهاشمي إلى أن استضافة هذا الحدث المهم تجسد مدى استثمار الإمارات في «أصحاب الهمم» والطاقات البشرية، خصوصاً أن رياضة أصحاب الهمم تجد الاهتمام والدعم الكبيرين من القيادة الرشيدة، لتعزيز المكتسبات بنجاحات جديدة على الصعد كافة.
وقال: «الأولمبياد الخاص الإماراتي على قدر التحدي، فنحن نوجد في الحدث بأكبر وفد في تاريخ مشاركة الإمارات في الأولمبياد الخاص بشكل عام».
وأضاف: «العمل يسير وفق النهج المرسوم في إعداد الفرق، ونأمل أن يرسم جميع اللاعبين صورة طيبة عن أصحاب الهمم في هذا الحدث، من أجل تعزيز النجاحات على الصعد كافة».
الشيزاوي.. رسالة إرادة وإلهام
بطي محمد عبدالله الشيزاوي، لاعب منتخب الأولمبياد الخاص لكرة السلة، رسالة إرادة وإلهام جسدتها مسيرة عطاء اللاعب الذي قدمته المدارس إلى الواجهة العالمية بعزيمة وإصرار، حيث كانت الطاقة الإيجابية كلمة سر هذا النجاح والمحرك الأساسي للتغلب على التحديات وكسر أي حواجز.
إنها قصة نجاحات ملهمة بدأت منذ بداية مسيرته الرياضية التي كانت عبر بوابة نادي العين عام 98، بعد أن اكتشف مدرس التربية الرياضية بمدرسته طاقاته الكامنة، وقدمه إلى نادي العين، لتبدأ معه مسيرة النجاحات في كرة السلة التي أحبها، إذ كان يحلم منذ الصغر وعبر مشاهدة مشاهير دوري المحترفين الأميركي بترك بصمة في اللعبة.
وانضم الشيزاوي إلى الأولمبياد الخاص الإماراتي عام 2008، وكان الظهور الأول في العام نفسه في البطولة العربية التي أقيمت بأبوظبي، والتي فتحت المجال أمامه للسير على درب النجاحات، ما ضاعف من مسؤوليته لمواصلة مسيرة العطاء مع منتخب الأولمبياد الخاص. وجاءت بصمة سفير «الأولمبياد الخاص» في لوس أنجلوس، حيث شارك كأول عربي وخليجي في المباراة الاستعراضية لدوري المحترفين الأميركي لكرة السلة، وتبعه تحقيق العديد من الإنجازات خلال مسيرته، متحدياً الإعاقة الذهنية بعزيمة كبيرة، إذ كانت الإرادة سلاحه في جميع مشاركاته، ما جعله محل الإشادة خلال محطاته المختلفة.