كثيراً ما نتحدث عن استراتيجيات التوطين في القطاع الخاص، ونطالب بأن يكون هناك تشريع من الدولة، وتحفيز القطاع الخاص بطريقة أو بأخرى دون المساس بجوهر العملية على أن يكون التوطين خياراً لا إجباراً.
ولا أريد الخوض قي غمار عملية التوطين في القطاع الخاص، على الرغم من الفوارق الكبيرة في القطاعين سلباً أم إيجاباً، لأن لكل قطاع ميزاته التي لا تتوافر في الآخر، مع إيماني المطلق بأن العمل في القطاع الخاص أكثر جدوى أحياناً، إن كانت الشركة من التي تحترم الموظف، مهما كان جنسه وجنسيته، وتكافئ كل مجتهد ومتميز ومبدع ومنتج ويستطيع العمل في ظل ضغوطات العمل في هذا القطاع.
ولكن تركنا أنديتنا واتحاداتنا الرياضية تسرح وتمرح في توظيف من هب ودب ومن حملة مؤهلات علمية لا تذكر، وبرواتب ومكافآت مجزية في الوقت الذي يعانى الكثير من أبنائنا الذين كانوا يوماً لاعبين ذا مكانة متميزة في ذلك النادي في سنوات التأسيس، وبعد ذلك عانوا شظف العيش لتقاعدهم المبكر، لعدم استكمال دراساتهم، أو من الذين ضحوا بمستقبلهم من أجل النادي، دون الحصول على مؤهل دراسي يمكنهم الالتحاق بسوق العمل بقطاعيه العام والخاص.
فالعمل في الأندية لا يعنى بالضرورة أن يكون المتقدم مدرباً أو فنياً في مجال من مجالات الاحتراف الذي يتطلب مهارة ومؤهل وإنما لشغل المئات من الوظائف التي لا تحتاج إلى ذلك، وإن استعرضنا تلك الوظائف فسنجدها كثيرة وكثيرة جداً.
إن مجلس أمناد هيئة تنمية التي يرأسها معالي صقر غباش وزير العمل الوزير الرياضي الذي شغل العديد من المناصب الرياضية يدرك تماماً ما أتناوله اليوم، ويدرك حجم استيعاب القطاع الرياضي لفئة غير قليلة من هؤلاء الذين ضحوا يوماً بمستقبلهم لإعلاء شأن رياضتنا، باتوا اليوم يستنجدون من ينصفهم بإيجاد عمل مناسب تكريماً لتضحياتهم، وهؤلاء موجودون بيننا إذا ما فكر المسؤولون احتواءهم والاستفادة من جهودهم، وشخصياً أعرف عدداً لا بأس به من هؤلاء الذين باتوا يشكون من تجاهل أنديتهم في مد يد العون لهم أو تنتشلهم من أزمتهم المالية التي أصبحت أسرية وباتت تلقي بظلالها على أولادهم الذين ينظرون إلى القطاع الرياضي بأنه لم ينصف آباءهم الذين كانوا يسمون يوماً بالرعيل الأول الذين تم تجاهلهم فهؤلاء لا ينتظرون التكريم بقدر ما يتمنون إنصافهم.
وكذلك الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة والمجالس الرياضية أن توجه الاتحادات والأندية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المواطنين الباحثين عن فرص العمل في بيئة تستهويهم وتجذبهم وتنسجم مع رغباتهم التي تقودهم إلى الإبداع والتميز.
ففرص العمل في القطاع الرياضي كثيرة وتستوعب العديد من لهم طموح الارتقاء بمهاراتهم، وينتظرون الفرصة لرد الجميل لوطنهم من خلال الالتحاق بالأندية التي لعبوا فيها والاتحادات التي لعبوا لمنتخباتها.
لذلك يجب وضع استراتيجية لاستيعاب بعض هؤلاء وتأهيلهم وآخرين جدد، ممن تنطبق عليهم شروط الوظيفة، وأقول الوظيفة التي تدخل ضمن مخرجات التعليم، حتى المنقوص والهواية والحب في العمل واستكشاف الذات، حيث يستطيع هؤلاء أن يبدعوا في العمل الذي يحبونه ويعتبرونه امتدادا لعطاءاتهم السابقة.
أعتقد أن المئات من الوظائف المتاحة في مؤسساتنا الرياضية تستوعب بعض هؤلاء بجانب العديد من أصحاب المؤهلات العلمية التي تواكب العملية الاحترافية فالنظر إلى هؤلاء مسؤولية مشتركة ومن صميم عمل المؤسسات الرياضية في دولتنا.
Abdulla.binhussain@wafi.com