القاهرة (الاتحاد)
شهد عام 2019، العديد من الكوارث الطبيعية بين زلازل وبراكين وأعاصير وسيول وحرائق خلفت وراءها القتلى والمصابين والمشردين، كان أبرزها حرائق غابات الأمازون في أغسطس الماضي التي أثارت الرعب في العالم، باعتبار أن هذه الغابات تنتج 20% من الأكسجين على كوكب الأرض.
وكان لهذا العام أيضاً النصيب الأكبر من الأعاصير التي كان أبرزها إعصار «إيداي» الذي ضرب دول جنوب شرق أفريقيا، ومنها موزمبيق وجنوب أفريقيا، وأسفر عن نزوح أكثر من 10 ملايين شخص بتلك المناطق، وقتل ما يقرب من 2000 شخص آخرين. وفي مايو الماضي، ضرب إعصار «فاني» المدن الهندية، وهو أقوى إعصار يضرب الهند منذ 20 عاماً، بحسب الأرصاد الجوية الهندية، وخلف مئات القتلى والمصابين وشرد ملايين الهنود الذين يسكنون الساحل الشرقي للهند، وأيضاً إعصار «دوريان» وهو أشد إعصار يضرب جزر الكاريبي هذا العام، فيما تسبب زلزال إندونيسيا في 14 نوفمبر الماضي، في تشريد الآلاف من العائلات.
وكان الإعصار الأعنف «بلبل» الذي ضرب الجزر في بنجلاديش، وتسبب في احتجاز 102 ألف سائح في جزيرة سانت مارتن.
وفى المنطقة العربية، تسببت حرائق لبنان في زعر كبير، خاصة بعد أن سجلت لبنان هذا العام حرائق امتدت لأكثر من 105 مناطق تكسوها الغابات، واستغرقت وقتاً طويلاً لإخمادها، بالإضافة إلى حرائق كاليفورنيا التي أسفرت عن تشريد ملايين الأميركيين، وتسببت في قطع الكهرباء عن أكثر من 1.6 مليون شخص في الولاية.
وانضم إلى قائمة الكوارث الطبيعية هذا العام، بركان «سترومبولي» في مدينة صقلية الإيطالية، الذي اندلع في صباح يوم 28 أغسطس، وأيضاً بركان «نيراجونجو» في الكونغو في أغسطس الذي أطلق حممه على سكان مدينة جوما في الكونغو، مخلفاً وراءه مئات القتلى والمصابين.
خبراء متخصصون وعلماء قالوا إن الكوارث الطبيعية التي لها صلة بالمناخ كان عددها يتراوح ما بين 80 و100 كارثة في سبعينيات القرن الماضي، وارتفع هذا العدد إلى أكثر من 400 أزمة أو خطر جسيم أو كارثة على صلة بالمناخ سنوياً خلال السنوات القليلة الماضية، وتدل هذه الأرقام بالطبع على تضاعف الكوارث الطبيعية أكثر من أربع مرات خلال الأربعين سنة الماضية بسبب التغيرات المناخية والتي تنجم عنها مخاطر المجاعة والنزوح الجماعي للسكان.
الدكتور أسامة سلام، الباحث بالمركز القومي لبحوث المياه في مصر، أكد أنه خلال السنوات القليلة الماضية ألقت الكوارث الطبيعية بعواقبها السيئة وتأثيراتها الشديدة والتي ليس لها مثيل من قبل على العديد من دول العالم، مؤكداً أن الكوارث الطبيعية كانت السبب الرئيسي في هجرة العديد من سكان الدول التي تقع في مناطق تتعرض لتغيرات مناخية. فخلال القرن الماضي، شردت الكوارث الطبيعية ملايين الأشخاص حول العالم.