تامر عبد الحميد (أبوظبي)
اتسمت الكثير من الأعمال الفنية في الإمارات بروح الوطنية، ولعبت الأغنيات الشعبية دوراً كبيراً في تعزيز الهوية، عبر استعادة مفردات المجتمع قديماً بمختلف مكوناته وبيئاته، وكان للمطرب الإماراتي الكبير حارب حسن الزعابي «1938 ـ 2008»، أثره الكبير في تطور الأغنية الإماراتية، بدءاً من أدائه الشلات لتعلمه العزف على آلة العود، ليسجل أولى أغانيه التي سرعان ما شاعت في منطقة الخليج، وأكمل المسيرة الفنان محمد سهيل بن هويدن الكتبي «1931 ـ 1978»، الذي أسهم في وضع اللبنات الأولى لظهور الأغنية الإماراتية. كما انتشرت العديد من فرق الفنون الشعبية التي قدمت على أنغام الحربية والعيالة والعازي استعراضات تمثل جزءاً من التراث الوطني حتى ظهر جيل غنائي استكمل المسيرة الغنائية، منهم ميحد حمد وفايز السعيد وأحلام وعيضة المنهالي وفايز السعيد.
الأوبريتات الوطنية
ساهمت الأوبريتات الوطنية التي شارك في تقديمها نخبة من الشعراء والملحنين والمطربين، في تعزيز الولاء والانتماء للوطن، حيث عبرت كلماتها عن حب الإمارات، وظلت تقدم في المحافل والمناسبات الوطنية من كل عام.
ومن أبرز صناع الأغنية الذين شاركوا في أعمال وطنية قدمت عبر مسارح الدولة وبثت عبر الإذاعات، ميحد حمد وعلي الخوار وحسين الجسمي وحسان العبيدلي وعيضة المنهالي وأحلام وفايز السعيد وأريام، ومن أبرز الأوبريتات التي قدمت في السنوات الماضية «أوبريت الوفاء» و«إمارات المحبة» و«كلنا الإمارات» و«الإمارات وطن التسامح» و«دارنا الإمارات».
أبوظبي للفنون
تميز مهرجان «أبوظبي للفنون» بتنظيم من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، باعتباره منصة للثقافة في قلب العاصمة الإماراتية، ويُعد واحداً من أبرز الفعاليات الفنية والثقافية العالمية والتي تُقام سنوياً في الإمارات احتفاءً بالتميز الفني والإبداع، ساعياً إلى تعزيز الدور الكبير للموسيقا والفنون في لقاء الثقافات وحوار الحضارات وإثراء الرؤية الثقافية للعاصمة أبوظبي كوجهة عالمية للمبدعين، ويمثل منبراً إماراتياً وعربياً متميزاً لإعلاء قيم الاحترام والتسامح، ويقدم أكثر من 100 فعالية تشتمل على أعمال العرض الأول إماراتياً وعربياً وعالمياً. ولتعزيز مكانة الإمارات كواجهة ثقافية وفنية عالمية، تم إنشاء «دبي أوبرا» التحفة المعمارية والجوهرة الأحدث في تاج المدينة الثقافي، حيث تستضيف هذه المؤسسة الثقافية الجديدة والتي تتخذ شكل مركب الدهو المستقبلي، أشهر الأسماء في عالم الأوبرا، والباليه، والمسرح والموسيقا الكلاسيكية، كما استضافت على مسرحها نخبة من النجوم الإماراتيين والعرب الذين غنوا على مسرحها أبرز الأغنيات الطربية.
ولتقديم تجربة فريدة في عالم الموسيقا الكلاسيكية، تم تأسيس مهرجان «موسيقا أبوظبي الكلاسيكية» لتعكس حفلاته التميز الذي حققته إمارة أبوظبي في مجال الثقافة، وذلك من خلال حفلات وعروض أداء لفنانين من الإمارات والمنطقة والعالم، تقام في أهم المواقع والقاعات في إمارة أبوظبي.
وجهة فنية
واهتمت القيادة الرشيدة منذ تأسيس الإمارات بأن تكون الدولة وجهة فنية وثقافية هامة، وخلال كل هذه السنوات ظلت الحركة الفنية في تطور مستمر، من خلال السينما والتلفزيون والمسرح والطرب، وظهر اسم الإمارات كدولة مهمة في صناعة الفن، خاصة بعد إنشاء تلفزيون أبوظبي عام 1969، ليكون أول محطة تلفزيونية في الإمارات، ليأتي بعده إنشاء تلفزيون دبي عام 1974، حيث ساهما وبشكل كبير في إنتاج وعرض أبرز الأعمال الفنية الإماراتية.
وبدأت أول تجربة سينمائية في الإمارات على يد المخرج الإماراتي علي العبدول بفيلم «عابر سبيل» 1989، الذي فتح الطريق أمام صناعة السينما، وكان الفيلم الروائي الأول الذي حاز شهرة البداية، وظل حتى اليوم يشار إليه على أنه بداية تاريخ السينما الإماراتية، وأن العبدول صانع أول فيلم سينمائي في ذاكرة الإمارات.
وزادت الحركة الفنية في الإمارات منذ أن انطلق مهرجان دبي السينمائي الدولي في ديسمبر 2004 تحت شعار «ملتقى الثقافات والإبداعات»، وبنيت الفكرة على الإرث التاريخي والجغرافي لدولة الإمارات، ومع تعدد المسارح في الدولة، وتأسيس قنوات تلفزيونية وشركات إعلامية مثل «أبوظبي للإعلام» و«دبي للإعلام» لدعم الإنتاجات الفنية المحلية، استطاع صناع الدراما والأعمال المسرحية تنفيذ العديد من الأعمال التي أصبحت محط أنظار الجميع، ومنافساً قوياً للأعمال العربية والخليجية الأخرى، فكان أول ظهور لعمل مسرحي في الإمارات، في إمارة الشارقة عام 1958 عندما عرضت أول مسرحية في النادي العماني وحملت عنوان «طول عمرك وأشبع طماشة»، وأعيد تقديمها عام 1972، من قبيل الاحتفاء بها كأول عمل درامي معترف به مسرحاً حديثاً في الإمارات.