عدد اليوم
عصام أبو القاسم (الشارقة)
دعت مؤسسة الشارقة للفنون صناع الأفلام إلى التقدم للفوز بمنحتها لإنتاج الأفلام القصيرة التي تبلغ قيمتها المادية الإجمالية 30 ألف دولار، سيتم توزيعها على الفائزين، على أن ينجز الفيلم كاملاً بحلول 20 نوفمبر 2020، وتجيء هذه المنحة في إطار البرنامج الذي أطلقته المؤسسة منذ ثلاث سنوات تحت عنوان «منصة الشارقة للأفلام»، ويهدف إلى دعم المشهد الفني في منطقة الخليج والمنطقة المحيطة بها، والعالم، وهو مكرس لصنّاع الأفلام المعروفين والناشئين، والمنتجين، والنقاد، والطلاب، وتتضمن أنشطته مجموعة من عروض الأفلام التي يتم اختيارها بواسطة «قيّم»، إضافة إلى برنامج جوائز وحوارات عامة، وورش عمل وجلسات نقاشية. وتعرض الأعمال القصيرة التي ستظفر بالمنحة الإنتاجية في إطار هذا البرنامج الذي تنظم دورته الثالثة في ديسمبر من العام الجاري.
بمناسبة إشهار المنحة، حديثة التأسيس، والتي يغلق باب التقديم لها في مارس المقبل، استطلعت «الاتحاد» ثلة من الفنانين السينمائيين المحليين حول رؤيتهم لهذه المبادرة من منظور الحاضر والمستقبل، ولقد اتفقوا على تثمين بادرة مؤسسة الشارقة للفنون، وسعيها إلى إنعاش المجال السينمائي، لا سيما التجارب ذات الطابع التجريبي، عبر تظاهرة «منصة الشارقة للأفلام» بما تقدمه من عروض وندوات ولقاءات تعريفية.
منحة أخرى
المخرج عبد الله حسن، امتدح توجه المؤسسة المعنية بالفنون البصرية إلى الإنتاج الفيلمي، وقال «هذا أمر جيد للغاية، وأفهم أن المؤسسة أتاحت المنحة لجميع الفنانين في أنحاء العالم، لأن ذلك يتماشى مع طبيعة أنشطتها ولكن ما نتطلع إليه كسينمائيين إماراتيين هو تأسيس منحة تخص الإنتاج الفيلمي المحلي، وفي تقديري أن الشارقة بما تقدمه من دعم للنشاط الثقافي يمكن أن تدعم السينما المحلية بإنشاء مثل هذا الصندوق. نشعر كسينمائيين بـ(اليتم)، فنحن بلا جهات مانحة يمكن أن تساعد المشتغلين بالسينما المحلية، خاصة الشباب، في تطوير قدراتهم وفي الإنتاج، كما لا توجد جمعية للسينمائيين على غرار جمعية التشكيليين والمسرحيين والمصورين.. ليس لدينا أية جهة تمثلنا».
حاجة ماسة
من جانبه، قال المخرج وليد الشحي: للأسف خلال العقدين الماضيين كانت هناك العديد من المبادرات المماثلة: منح، ومسابقات، فالإمارات كانت سباقة في هذا الجانب ليس على مستوى دول مجلس التعاون بل على مستوى العالم العربي، عبر مهرجانات مثل «دبي السينمائي»، و«أبوظبي السينمائي».. قدمت العديد من المشاريع الهادفة إلى الارتقاء بتجربة السينما المحلية، ولكن كلها تلاشت ولا نعرف كيف؟ لذلك عندما يُعلن عن إطلاق منحة كهذه فأنا كسينمائي أشعر بالغبطة، ولعل ما يميز هذا المنحة أنها تصدر في وقت يشهد غلبة للسينما التجارية في الساحة، ونحن نحتاج للإنتاج الفيلمي العميق، والشعري، والثقافي، وهناك تجارب إماراتية مهمة في هذا الجانب، وهي تحتاج لمبادرات كهذه تدعمها وتضيء عليها.. وتحسر الشحي على غياب مهرجان دبي السينمائي وقال: «إننا نريد أن نعرف متى يعود، لقد قيل لنا إنه سيعود بعد عامين.. ولكنه لم يعد!».
حضور متجدد
وقال المنتج السينمائي أحمد زين: «بصراحة، هذه بادرة مهمة، خاصة أن هذا النوع من الإنتاج صار له حضوره في الساحة المحلية، وبالتالي من شأن هذه المنحة أن تساعد في استمراريته وتطوره في المستقبل. أعرف أن هناك العديد من التجارب في إنتاج الأفلام القصيرة بالدولة خاصة وسط الجيل الجديد، تعتمد على مساهمات وتبرعات الأصدقاء.. وهي تجارب على قدر كبير من الطموح، ونأمل أن تساعد هذه المنحة في تقديم المزيد من الحلول، ولكن هذه المنحة وحدها لا تكفي طبعاً، ونتمنى أن تكون سبباً في إطلاق المزيد من المنح والمسابقات والجوائز الوطنية».
15 مارس آخر موعد لتقديم الطلبات
وجهت مؤسسة الشارقة للفنون، في بيان صحفي صدر أمس، الدعوة لصنّاع الأفلام إلى تقديم طلب المنحة متضمناً لمحة عامة عن نوع الفيلم، وموضوعه، وبنيته، وحبكته، وشخصياته، وموقع تصويره، وتحميل مقطع فيديو مكون من ثلاث دقائق على موقع «فيميو» أو «يوتيوب»، وإرفاق رابط الفيديو في المكان المخصص له في نموذج الطلب، حيث تكون المقاربة الفنية والشكل والمحتوى للفيديو متروكة للمتقدّم، وسيتم تقييم المتقدمين وفق الإبداع والمهارات التقنية التي يظهرونها في الفيديو الخاص بهم، سواء أكان المخرج يتحدث ويوضّح رؤيته، أو فيلماً ترويجياً «ترايلر»، أو مختارات من أعمال سابقة.
وذكر البيان أن التقديم للمنحة متاح دولياً، وأن الموعد النهائي لتقديم الطلبات هو 15 مارس 2020، لافتاً إلى أن الأفلام المنجزة ستعرض في الدورة القادمة من منصة الشارقة للأفلام في ديسمبر 2020.
يشار إلى أن «منصة الشارقة للأفلام»، مبادرة سينمائية سنوية أطلقتها مؤسسة الشارقة للفنون لدعم المشهد الفني المزدهر في منطقة الخليج والمنطقة المحيطة بها، والعالم، من خلال توفير منصة ضرورية لصنّاع الأفلام المعروفين والناشئين، والمنتجين، والنقاد، والطلاب.
وتتضمن المنصة برنامج عروض أفلام معدّاً من قبل قيّم، وبرنامج جوائز، وحوارات عامة، وورش عمل وجلسات نقاشية.
وتستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة.
وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية.
