20 أغسطس 2011 01:57
أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس أن الحكومة العراقية وافقت على بقاء قوات أميركية في العراق لتدريب القوات العراقية بعد موعد انسحاب الجيش الأميركي الكامل من البلاد في نهاية العام الحالي بموجب الاتفاقية الأمنية المبرمة بين واشنطن وبغداد أواخر عام 2008، ولكن مسؤولاً عراقيا نفى صحة ذلك.
وقال بانيتا في حديث لصحيفتي “ستارز آند سترايبز” و”ميليتري تايمز” العسكريتين الأميركيتين “لقد قال العراقيون أخيراً: نعم”.
وأضاف “سنوفي بالتزامنا سحب جميع القوات المقاتلة من العراق”.
وفي بغداد، قال مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الإعلامي علي الموسوي في تصريح صحفي “لم يتم الاتفاق حتى الآن على مسألة بقاء قوات تدريب، علماً أن المفاوضات جارية حولها ولم تحسم بشكل نهائي بعد”. وأضاف “الانسحاب الاميركي سيجري في نهاية العام، وفقاً للاتفاقية”.
في غضون ذلك، تظاهر المئات من العراقيين في “ساحة التحرير” وسط بغداد، مجددين المطالبة بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية وتحسين الخدمات ومكافحة الفساد الإداري والمالي والبطالة وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء في العراق وانسحاب جميع القوات الأميركية المتبقية هناك. كما طالب بعضهم بتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة على عدد من مسؤولي النظام العراقي السابق وإلغاء قانون العفو العام.
وتوعد المتظاهرون بتنظيم تظاهرة كبرى يوم التاسع من شهر سبتمبر المقبل تحت مسمى”لقاء الثوار” للمطالبة بالقضاء على الفساد وإصلاح النظام السياسي، واستنكار تدخلات إيران في الشأن العراقي.
وقال رئيس “حركة تحرير الجنوب” العراقية عوض العبدان “إن أبناء العراق يستعدون اليوم في كل مكان ليوم لقاء الثوار في التاسع من أيلول (سبتمبر) المقبل، وسيكون ذلك العرس الكبير شامخاً كالأيام الأخرى التي هتف فيها الشعب مطالباً بالإصلاح ومحاربة الفساد ومندداً بالتدخلات الإيرانية في الشأن العراقي عندما رفع شعار بغداد حرة حرة.. إيران بره بره”.
وأضاف “ليكن يوم التاسع من أيلول يوماً للتلاحم والإسناد والوقوف في ساحة التحرير، معلنين أن العراق لا يزال هو الفيصل والحكم في كل شيء ولا يمكن لأي أحد مهما كان منصبه أو مكانته تهميش دور الشعب تحت أي ظرف أو سند آخر”.
وتابع “لقد أصبحت البلاد مرتعاً للفاسدين والمرتزقة وتجار الدمار والقتل الطائفي والابتزاز تحت مسميات عديدة ولكنها في الأساس مسميات ضد الشعب منذ (الغزو الأميركي للعراق) عام 2003 وحتى الآن”. واستطرد قائلاً “وصل الأمر بالكثير من المسؤولين إلى تسلم الأوامر من إيران التي كانت وما زالت تحمل الحقد والكراهية للعراق والشعب العراقي”.
وقال العبدان، حسب تعبيره، “إن إيران دولة تؤمن بالعنف والتفرقة والاقتتال الطائفي لإشغال الرأي العام عن المشاكل التي تواجه النظام الإيراني في الداخل. فوجدت لها أتباعاً لا هم لهم سوى تنفيذ الأوامر من سيدهم الجالس في طهران”.
واتهم العبدان الحكومة العراقية بالتصدي للمتظاهرين بالرصاص الحي واعتقالهم والتنكيل بهم ليس لشيء سوى أنهم قالوا “كفى”. وتساءل”إلى متى نبقى أسرى تلك القيود التي أرادوا تقييدنا بها من أجل التخويف ونشر الرعب بيننا، بل وصل الأمر بهم إلى أن يكون القتل عنواناً لكل من يعارض أطماعهم”.
من جانب آخر تظاهر ناشطو حركة شبابية ضد الكويت داخل منفذ سفوان الحدودي بين العراق والكويت، فيما أعلن مجلس محافظة البصرة نيته عقد جلسة استثنائية لاتخاذ إجراءات ضد الجانب الكويتي.
وقال الناشط في “حركة شباب التغيير” مكي التميمي “إن العشرات من أعضاء الحركة تظاهروا داخل منفذ سفوان الحدودي احتجاجاً على استمرار التجاوزات الكويتية، وآخرها تنفيذ مشروع بناء ميناء مبارك في موقع يؤثر سلباً على الموانئ العراقية”.
وأضاف التظاهرة السلمية أدت الى تعطيل العمل في المنفذ الحدودي بشكل كامل ساعات عدة لم تدخل خلالها الشاحنات المحملة بالبضائع الكويتية إلى الأراضي العراقية.
وقال ناشط آخر في الحركة يدعى علي البهادلي إن التظاهرة تهدف إلى “تحذير الحكومة الكويتية، وكذلك الضغط على الحكومة العراقية من أجل دفعها باتجاه التعامل بحزم مع الجانب الكويتي”.
المصدر: واشنطن، بغداد