السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

توقع غياب الجماهير العربية عن مونديال قطر

توقع غياب الجماهير العربية عن مونديال قطر
1 ديسمبر 2018 00:14

شادي صلاح الدين (لندن)

بالرغم من المليارات التي ينفقها «نظام الحمدين» على بناء الملاعب، وتوفير البنية التحتية، استعداداً لمونديال قطر 2022، إلا أن ذلك لا يعني أن الجماهير ستأتي من شتى أنحاء العالم، خاصة من المنطقة العربية، لمشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم التي قد تشهد غياباً شعبياً واسعاً. وقال تقرير لمجلة «الإيكونوميست» البريطانية: «إن قطر قد تستطيع بناء ملاعب لاستضافة المونديال بشكل سريع، ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه هل تستطيع الدوحة جذب الجماهير العربية لمشاهدة مباريات البطولة؟».
وأوضح التقرير أنه لا يوجد في استاد مؤسسة قطر أي مشجع أو عشب على أرض الملعب، لكن أعمال البناء والإنشاء جارية، حيث تعمل الرافعات الضخمة، مع وجود عشرات العمال، وبرغم ذلك كله يبقى السؤال من سيملأ هذه المدرجات؟ وأضاف أنه يمكن أن تعتمد قطر على جيش من العمال الأجانب، الذي يكدحون في ظروف صعبة، لكن بينما تستعد قطر لاستضافة البطولة، فإنها تواجه صعوبات مألوفة، والكثير من الصعوبات الجديدة.
وأشار التقرير إلى أن من المؤكد أن أعمال الإنشاءات في قطر قد يكون مبالغ فيها بالنظر إلى حجمها وعدد سكانها، حيث تتوقع أن تستقبل جماهير بنحو 200 ألف فرد يومياً، مما يؤدي إلى زيادة عدد السكان بنسبة 8%. ومن المنتظر أن تقضي الجماهير لياليها على متن السفن السياحية، بينما سيخيم آخرون في الصحراء. لكن معظم الغرف الفندقية الجديدة التي وعد بها القطريون، والبالغ عددها 100 ألف غرفة، ستكون في العاصمة وحولها.
وتابع التقرير: «إن قطر، في الواقع، دولة في حجم مدينة (ليست دولة كبيرة، مثل الدول السابقة التي استضافت البطولة)، وهو ما استغله المنظمون للإيحاء للجماهير بأن ذلك ميزة وليست عيباً خطيراً، وسيمكنها من حضور المزيد من المباريات، بسبب قرب المسافة بين الملاعب، وتجنب ساعات السفر بين الملاعب، نظراً لصغر مساحة قطر. كما ستتركز الإقامة في مكان واحد فقط، وهو ما سيتسبب في ازدحام كبير في الدوحة. وليس من الواضح ما الذي سيحدث لسبعة ملاعب جديدة بعد البطولة».
غالباً ما تواجه المدن التي تستضيف الألعاب الأولمبية مشاكل مماثلة، وفقاً للتقرير. لكن هناك مشكلة معينة بالنسبة لقطر، طبقاً للإيكونوميست، وهي ما سيفعله الجماهير عندما يستيقظون من النوم وقبل بدء المباريات. هناك بعض الترفيه مثل بضعة أميال من الشاطئ، وعدد قليل من المتاحف. ولكنها بعيدة كل البعد عن العروض الثقافية الغنية لروسيا، والتي استضافت بطولة هذا العام. وقال حسن الذوادي، الذي يرأس لجنة تنظيم المونديال: «إن كأس العالم نفسه يجلب فرحته الخاصة».
ويشد عشاق كرة القدم الرحال، كل أربعة أعوام، صوب بلد جديد حتى يتابعوا مباريات كأس العالم بشكل مباشر، لكن المباريات تجري غالباً في أكثر من مدينة، وهو ما يثير جدلاً بشأن العامل الجغرافي للدولة المستضيفة. واشتكى بعض مشجعي الكرة في كأس العالم التي أقيمت في روسيا من الحجم الشاسع للبلاد، لكن بطولة 2022 المقبلة في قطر ستكون أكثر سوءاً، بسبب الشكوك المثارة حول قدرة قطر على توفير إقامة للاعبي الكرة والمشجعين، بالنظر إلى صغر مساحتها، كما أن الدوحة لن تستطيع الاعتماد على جيرانها الذين قطعوا العلاقة معها بسبب الدعم القطري للإرهاب، والمحاولات الرامية لنشر الفوضى في المنطقة.
ولا شك في أن الحظر الجوى سيؤثر بالسلب على حركة الطيران التي ستكون قادمة من مختلف قارات العالم، خاصة القارة الأوروبية، على اعتبار أن أكثر المنتخبات المشاركة في المونديال تكون من تلك القارة، لاسيما وأن هذا الحظر سيزيد كثيراً من مدة رحلات الطيران. وأعرب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» جياني إنفانتينو عن رغبته في زيادة عدد منتخبات الدول المشاركة في المونديال المقبل من 32 إلى 48 منتخبا، وهو ما يعني إضافة 16 منتخباً جديداً يزيدون أحمالاً كبيرة على قطر، التي لن تستطيع استضافة الـ32 منتخباً بالأساس. وقال رئيس الاتحاد الدولي: «إن في حالة زيادة عدد الدول المشاركة فإنه من المؤكد أن تستضيف الدول المجاورة عدداً من المباريات، وهو ما لا ترغب فيه الدوحة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©