انتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، العقوبات الأميركية على شركات أوروبية تشارك في إنجاز مشروع أنبوب «نورد ستريم 2»، الذي سينقل الغاز الروسي مباشرة إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.
وقالت فون دير لاين، في مقابلة مع مجلة «دير شبيجل» الألمانية في عددها المقرر صدوره غدا السبت، إن المشروع له «بعد سياسي» من ناحية، وأن المفوضية الأوروبية تحمي بوسائلها مصالح دول الاتحاد الأوروبي الشرقية، «لكن من ناحية أخرى، ترفض المفوضية الأوروبية بحسم فرض عقوبات ضد شركات أوروبية تشارك في مشروعات وفقا للنظام القانوني».
ووقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، حزمة تشريعات متعلقة بميزانية الدفاع، تتضمن قانون العقوبات ضد «نورد ستريم 2» بغرض عدم إتمام المشروع.
وتبرر واشنطن هذه الخطوة بأن ألمانيا تعرض نفسها، عبر هذا المشروع، للاعتماد على روسيا.
ومن المقرر أن ينقل «نورد ستريم 2» الغاز الروسي العام المقبل إلى ألمانيا مباشرة دون المرور بأراضي بولندا وأوكرانيا. وقد تم الانتهاء من الجزء الأكبر من أعمال مد أنابيب الغاز.
وترفض بعض الدول في الاتحاد الأوروبي هذا المشروع، مثل بولندا. ورحبت أوكرانيا بالعقوبات، حيث تخشى على موقعها كونها الدولة رقم واحد في نقل الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي.
وبخصوص بريطانيا، ذكرت رئيسة المفوضية أن الفترة الانتقالية لخروج لندن من الاتحاد الأوروبي (بريكست) ربما تحتاج لأن تمدد إلى ما بعد نهاية 2020.
وقالت فون دير لاين، في تصريحات لصحيفة «ليز إيكو» الفرنسية، إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يسعى إلى الانتهاء من إبرام اتفاق تجاري طويل المدى مع الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية 2020.
وأضافت وزيرة الدفاع الألمانية السابقة، التي تولت مؤخرا رئاسة المفوضية الأوروبي الذراع التنفيذي للتكتل الأوروبي، أن هذا الموعد ينطوي على «تفاؤل».
وتابعت «أشعر بقلق بالغ بسبب الفترة القصيرة المتبقية... يبدو لي أنه يتعين على الطرفين التساؤل بشأن ما إذا كان من الممكن إتمام كافة هذه المفاوضات خلال هذه المهلة القصيرة من الوقت».
وقالت رئيسة المفوضية إنه يتعين على المفاوضين تقييم موقفهم بحلول منتصف العام، مضيفة «إذا ما استدعت الضرورة، يمكن التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد الفترة الانتقالية».