عمرو عبيد (القاهرة)
خطفت أزمة برشلونة الجديدة، التي اندلعت بين ليو ميسي وإريك أبيدال، كل الأضواء في وسائل الإعلام الرياضية حول العالم، وبدا أن الفرنسي في طريقه للخروج بعيداً عن جدران «القلعة الكتالونية»، لأنه من الجنون معاداة أو تحدّي الأرجنتيني الأسطوري داخل «البارسا»، لكن الفترة الحاسمة التي يمر بها الفريق في مختلف بطولات الموسم الحالي، جعلت إدارة «البلوجرانا» تتدخل للتهدئة، وبحسب صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية، قد يضمن أبيدال الاستمرار في منصبه، حتى إشعار آخر، وهو ما يفتح ملفاً شائكاً، يحيط بكرة القدم العالمية، ويكشف عن كيفية إدارة الأمور داخل الأندية الكبرى، خاصة التي تملك نجوماً من العيار الثقيل، يعتبر إعلان التحدي أو إثارة أي أزمة معهم، بمثابة جنون وانتحار!
وتثير الصحف العالمية الحديث أيضاً، حول علاقة الثنائي الكتالوني الحالي، ميسي وجريزمان، برغم تأكيدهما في أكثر من مناسبة على عدم وجود أي مشاكل بينهما، لكن الإحصائيات الفنية تؤكد عكس ذلك داخل الملعب، لأن المهاجم الفرنسي لم يسجل سوى هدفين من صناعة «البرغوث»، في جميع البطولات، بل إن «ليو» صنع هدفاً لجريزمان، متساوياً مع حارس برشلونة، تير شتيجن، وكشفت الإحصائيات أن عدد التمريرات بين الثنائي، كان ضئيلاً للغاية في أغلب المباريات، وأشارت آخر التقارير الصحفية الإسبانية، إلى أن المشادة التي حدثت مؤخراً، ربما تمت بين الثنائي، وإذا ثبت صحة عدم رغبة ميسي في استمرار جريزمان داخل الفريق، فإن بطل العالم مع «الديوك» لن ينجو من مقصلة الأرجنتيني أبداً وقتها!
الوضع لا يختلف كثيراً مع «الدون» البرتغالي، رونالدو، الأيقونة المماثلة لميسي في هذه الحقبة، الذي كان يُعامل مثل الملك داخل قلعة ريال مدريد، بسبب تأثيره الهائل على نتائج الفريق وحصده البطولات، بجانب أهدافه التي لم تتوقف على الإطلاق، ووضعته فوق القمة التاريخية، برصيد 450 هدفاً، بفارق كبير جداً عن أقرب ملاحقيه، راؤول جونزاليس، لكن تغير طريقة إدارة «الملكي» في التعامل معه، بحسب تصريحات «صاروخ ماديرا»، التي قال فيها إن الرئيس، فلورنتينو بيريز، بدا غير مكترث ببقاء أسطورة الفريق، مثلما كان الحال في سنوات ماضية، وهو ما دفعه لاتخاذ خطوة لم تكن متوقعة على الإطلاق، عندما طلب الرحيل والانتقال إلى يوفنتوس الإيطالي قبل عامين، وعانى «الميرنجي» كثيراً في الموسم الماضي بسبب ذلك، وهو ما ظهر من خلال الانتقادات الحادة التي وجهتها جماهير الريال لإدارة النادي، بسبب التفريط في كريستيانو، الذي فاز بحفر اسمه في تاريخ الريال، بينما لن ينسى عشاق الملكي تحدي بيريز الخاسر في هذا الأمر.
ريال مدريد كان على موعد مع أزمة مشابهة قبل ما يقارب 7 سنوات، عندما اندلعت حرب باردة غير معلنة، بين مدرب «الملكي» آنذاك، جوزيه مورينيو، وبين النجمين الكبيرين جداً داخل قلعة «البلانكوس»، إيكر كاسياس وسيرجيو راموس، وبدأت فصولها عندما ظن «سبيشيال ون» أن الحارس الإسباني الأسطوري يخونه ويسرّب أخبار الفريق الفنية من أجل الإطاحة به، وظهر وقتها دعم كامل من راموس لزميله ومواطنه، ليدخل الريال في أزمات متلاحقة، انتهت بخسارة البرتغالي المعركة، والرحيل بعد 3 سنوات فقط من توليه القيادة الفنية للعملاق الإسباني، التي حصد خلالها 3 بطولات محلية، تمثل واحدة من أسوأ فتراته التدريبية.
وقبل أيام قليلة، تلقفت الصحافة المدريدية بسعادة بالغة، أخبار المشادة بين مدرب باريس سان جيرمان، توماس توخيل، ونجم الفريق، كليان مبابي، أثناء خروج الأخير للتبديل في مواجهة «بي إس جي» المحلية أمام مونبلييه، وأشارت صحيفة «ماركا» أن ما حدث يُعد إشارة لما يمكن أن يحدث في الميركاتو الصيفي القادم، في ظل رغبة الريال في التعاقد مع صاروخ «الديوك» الموهوب، وبرغم محاولات المدرب الألماني لرأب الصدع، والتأكيد على أن بطل العالم الفرنسي، لا يتعمد إثارة الأزمات من أجل الرحيل، لكن إدارة فريق العاصمة ستكون مستعدة للتضحية بتوخيل في أي وقت، من أجل الإبقاء على كبير هدافي سان جيرمان في الفترة الحالية، وأعاد هذا المشهد إلى الأذهان، الأزمة المشتركة بين نيمار و كافاني، خلال الفترة الأولى لجناح البرازيل في العاصمة الفرنسية، وبدا واضحاً أنها محاولة فرض السيطرة من جانب نيمار، الذي اعتبر وقتها النجم الأول في صفوف «بي إس جي»، وفاز البرازيلي في نهاية الأمر بالفعل، بعد تقلُّص دور الأوروجواياني، وإدراكه أن أي محاولة لتحدي نجم «السليساو»، ستعلن نهاية مشواره مع الفريق، ومنذ ذلك الحين، لم تعد مكانة كافاني داخل الفريق مثلما كانت من قبل، حيث تراجعت معدلاته التهديفية بصورة واضحة في الموسم الماضي، مقابل هبوط حاد في الموسم الحالي، وكاد أن يرحل مؤخراً عن الفريق.
أخيراً، كانت الكرة الفرنسية في عام 2010، على موعد آخر مع مسلسل صراع المدربين والنجوم، عندما سقط «الديوك» في المونديال الأفريقي وخرج من الدور الأول برصيد نقطة واحدة فقط، بعد أزمة حادة كان بطلها، المهاجم نيكولاس أنيلكا، الذي تعدي لفظياً على مدرب «الديوك» آنذاك، ريمون دومينيك، خلال الهزيمة أمام المكسيك في الجولة الثانية، وقرر المدرب طرد أنيلكا من المعسكر الفرنسي، إلا أن نجوم الفريق رفضوا التدريب في اليوم التالي، اعتراضاً على قراره، وتمردوا عليه، بقيادة أبيدال وريبري، وكانت النتيجة هي الإقصاء المهين من المونديال وإقالة دومينيك، واستمرار بعض النجوم في تمثيل المنتخب لاحقاً!