عدد اليوم
أزهار البياتي (الشارقة)
تعيد مجموعة من الحرفيات صياغة الموروث الشعبي ضمن مبادرة تنموية تسهم في إثراء الثقافة الإنسانية للمجتمع المحلي، حيث تجتمع على مدار أيام الأسبوع نخبة من الأيادي الماهرة لنساء من مختلف الأعمار والأجيال، ينسجن معا حكايات تحمل عبق الماضي ممزوجة برؤية الحاضر وطموح المستقبل.
وأشارت الحرفيّة بيّنة سيف الصريبي إلى أنه في الزمن القديم كنا نعتمد كليا على مهاراتنا اليدوية في مختلف متطلبات الحياة، وكانت النساء تفخر بمهن خياطة الملابس والحياكة والغزل والنسيج.
وقالت: تعلمت حرفة التلي من والدتي والتي تعتبر بدورها واحدة من أقدم الحرفيات، إذ نعمل يوميا على ما يعرف محليا بـ «الكاجوجة»، وهو عبارة عن حامل معدني تعلوه مخدّة أسطوانية الشكل تَجدل عليها خيوطا ملونة، وتتدلى من جوانبها البكرات، حيث نتفنن في خدمة هذه الحرفة المتميّزة، وننسج أمتارا من الشرائط المبتكرة والبراقة من التلي المعدني، يمكن استخدامها في تزيين الملابس والحقائب اليدوية وغيرها، وبهذا الأمر نحاول صيانة هذه المهنة من الاندثار وإعادة إحيائها لتواكب احتياجاتنا الآنية في مجالات الموضة وصناعة الأزياء والأكسسوارات.
وقالت شريفة الظهوري مديرة مركز «بدوة» التابع لمجلس إرثي في الشارقة: محافظة على تراثنا الغني وخصوصية ثقافتنا المحليّة، شكلنا فريقا إماراتيا نسويا متجانسا، بحيث يجمع خبرات الحرفيات المخضرمات مع نخبة من المصممات المواطنات من فئة الشباب، تكتسب كل منهن خبرات وتجارب وأفكار الأخرى، في سبيل صياغة منتج ابداعي مبتكر، يعكس ملامح التراث بصورة متجددة وعصرية، يرتقي بروافد الحرف والمهارات اليدوية ويعمل على استثمارها وفق متطلبات الأسواق.
وأشارت إلى أن المركز أسهم في تمكين أكثر من 60 حرفيّة مواطنة من مختلف الفئات العمرية، لصيانة ونقل وترقية أهم الصناعات اليدوية والحرف التقليدية المميّزة في بيئة الإمارات، مثل «صناعة السفيفة، شغل التلي، الغزل والنسيج، والتطريز اليدوي»، عبر تطويرها ورفعها لتنسجم مع اتجاهات الموضة العالمية في الأزياء والمجوهرات والديكور، إلى جانب ربط جسور التواصل بين جيلي الماضي والحاضر وتعاونهما معا في إثراء الحراك الثقافي والحضاري للمنطقة.
