السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفاصيل عملية اغتيال الحريري

تفاصيل عملية اغتيال الحريري
18 أغسطس 2011 13:03
بعد أكثر من 6 سنوات على اغتيال رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، تكشفت أخيراً تفاصيل المؤامرة، بعد ما نشرت المحكمة الخاصة بالقضية الجزء الأكبر من قرار الاتهام. وبحسب ما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية اليوم، فقد جاء في القرار: "في صباح 14 فبراير 2005، غادر رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، منزله في قصر قريطم، ببيروت، لحضور جلسة لمجلس النواب. وكعادته، تنقل في موكب له. واتخذ أعضاء مجموعة اغتيال، مؤلفة من عياش وأشخاص آخرين، مواقعهم في أماكن عدة يستطيعون منها تعقب ومراقبة موكب الحريري. وكانوا قد راقبوا الحريري في عدة أيام قبل وقوع الاعتداء تحضيرا له. وقبل الساعة الحادية عشرة من صباح ذلك اليوم، وصل الحريري إلى مجلس النواب. وعند الساعة الثانية عشرة غادر مجلس النواب وذهب إلى مقهى (بلاس دو ليتوال) القريب وبقي فيه 45 دقيقة تقريبا، قبل مغادرته عائدا إلى منزله. ونحو الساعة 12:49، صعد الحريري إلى سيارته يرافقه النائب باسل فليحان، وانطلق الموكب من ساحة النجمة. وبدأ الحريري وجهازه الأمني رحلة العودة إلى قصر قريطم في موكب مؤلف من 6 سيارات، سالكين طريقا بحريا مرورا بشارع ميناء الحصن. وفي الساعة 12:52، اتجه (فان ميتسوبيشي كانتر) ببطء نحو فندق الـ(سان جورج) الكائن في شارع ميناء الحصن. وقبل مرور الموكب بدقيقتين تقريبا، تحرك (فان الميتسوبيشي كانتر) إلى موضعه النهائي في شارع ميناء الحصن. وفي الساعة 12:55، عند مرور موكب الحريري مقابل فندق الـ(سان جورج)، فجر انتحاري كمية هائلة من المتفجرات المخبأة في الجزء المخصص للحمولة في (فان الميتسوبيشي كانتر)، فقتل الحريري و21 شخصا، وأصيب 231 شخصا». وكشف القرار أنه «بعيد الانفجار، أجرى (المتهمان) عنيسي وصبرا، وهما يعملان معا، اتصالات هاتفية بمكتبي وكالة (رويترز) للأنباء وقناة (الجزيرة) في بيروت. ثم اتصل صبرا بـ(الجزيرة) مرة أخرى ليعلمها بمكان شريط الفيديو الذي وضع على شجرة في ساحة الإسكوا في وسط بيروت. وعثر على الشريط والرسالة المرفقة به. وفي شريط الفيديو الذي بث في ما بعد على شاشة التلفزيون، أعلن رجل، يدعى أحمد أبو عدس، زورا، أنه الانتحاري الذي نفذ العملية باسم جماعة أصولية وهمية مشيرا إليها باسم (جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام)». وأشار القرار إلى أنه «نتيجة للتحقيقات التي أجريت بعد الاعتداء، جمعت كمية كبيرة من الأدلة، بما فيها إفادات الشهود، والأدلة الوثائقية، والأدلة الإلكترونية مثل تسجيلات كاميرات المراقبة وسجلات بيانات الاتصالات الهاتفية، وأدت هذه الأدلة إلى تحديد هوية بعض الأشخاص المسؤولين عن الاعتداء على الحريري. وعلى سبيل المثال، أظهر تحليل سجلات بيانات الاتصالات وجود عدد من شبكات الهواتف الجوالة المترابطة والمتورطة في عملية اغتيال الحريري. وتتكون كل شبكة من مجموعة من الهواتف، التي سجلت عادة بأسماء مستعارة، والتي كانت نسبة الاتصال بينها مرتفعة». وتوصل التحقيق إلى تحديد 5 شبكات سرية ومفتوحة رمزت بالألوان: * الشبكة الحمراء: وهي شبكة سرية استخدمتها مجموعة الاغتيال وتتألف من 8 هواتف اتسمت بكثافة الاتصال وكانت هذه الهواتف مستعملة من 4 يناير 2005 حتى توقف استعمالها كليا قبل دقيقتين من وقوع الاعتداء في 14 فبراير 2005. فيما يلي أرقام هواتف الشبكة الحمراء وأسماؤها المختصرة (أبقيت الأرقام والأسماء سرية). * الشبكة الخضراء: هي مجموعة مؤلفة من هواتف شكلت شبكة سرية من 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2004 حتى توقف استعمالها كليا في 14 فبراير 2005، قبل نحو ساعة واحدة من وقوع الاعتداء. وقد استعملت هواتف الشبكة الخضراء للإشراف على الاعتداء وتنسيقه. وكانت هواتف الشبكة الخضراء تشكل في السابق جزءا من مجموعة مكونة من «عدد من الهواتف أبقي سريا». وفي ما يلي أرقام هواتف الشبكة الخضراء وأسماؤها المختصرة (أبقيت سرية). * شبكة الهواتف الزرقاء: هي شبكة مفتوحة مؤلفة من (عدد أبقي سريا) هاتفا، استعملت بين شهر سبتمبر (أيلول) 2004 وشهر سبتمبر 2005 والهواتف الزرقاء استعملتها مجموعة الاغتيال لأغراض منها التحضير للاعتداء ومراقبة الحريري. * شبكة الهواتف الصفراء: هي شبكة مفتوحة مؤلفة من (أبقي العدد سريا) هاتفا شغلت للمرة الأولى ما بين عام 1999 وعام 2003 واستعملت حتى 7 يناير 2005. ثم استعيض بمرور الوقت عن معظم الهواتف الصفراء باستعمال الهواتف الزرقاء. * شبكة الهواتف الأرجوانية: هي شبكة مفتوحة مؤلفة من (أبقي العدد سريا) هواتف، استعملت استعمالا عاديا، وشغلت للمرة الأولى قبل عام 2003 واستعملت حتى 15 أو 16 فبراير 2005. وقد استعملت الهواتف الأرجوانية لتنسيق عملية الإعلان زورا عن المسؤولية عن الاعتداء. وأوضحت وقائع القرار أن بعض «مستعملي هواتف الشبكات يحملون ويستعملون عدة هواتف من مختلف الشبكات. ويظهر تحليل سجلات الاتصالات وجود حالات عديدة كان فيها هاتف من هواتف الشبكة الحمراء عاملا مثل هواتف أخرى، منها هاتف من الشبكة الخضراء وهواتف زرقاء، وذلك في المكان ذاته، والتاريخ ذاته، والفترة ذاتها. ومن المعقول الاستنتاج من تلك الحالات أن شخصا واحدا كان يستعمل عدة هواتف معا عندما يلاحظ، على مدى فترة طويلة، أن أنماط الاستعمال لكل هاتف لا تتغير أبدا تغيرا لا يمكن تعليله، وأن هذه الهواتف مسجلة في أبراج الاتصالات الجوالة تسجيلا يشير إلى وجودها معا على مساحات جغرافية شاسعة، وأن هذه الهواتف لا تتصل ببعضها البعض. وهذا يسمى اقترانا مكانيا». وخلص القرار إلى القول إن «الشبكة الحمراء هي شبكة مجموعة الاغتيال، بحيث شكل مستخدموها، الذين يضمون أشخاصا في حوزة كل منهم هاتف أزرق مقترن مكانيا بهاتف آخر، وقد قاد سليم عياش مجموعة اغتيال الحريري. المكونة من أعضاء، أما الأعضاء الآخرون فهويتهم مجهولة في الوقت الحاضر. وقامت مجموعة الاغتيال بالمراقبة وتنفيذ الاعتداء الفعلي. وكانت الشبكة الحمراء سرية، وعملت بنظام وانضباط بحيث تصل مستخدميها ببعضهم البعض حصرا، وبدأ تشغيل هواتف الشبكة الحمراء للمرة الأولى في منطقة طرابلس على فترات فاصلة بينها تبلغ كل واحدة منها 30 دقيقة، وذلك في 4 يناير 2005، مما يبين أن تشغيل الشبكة كان منسقا، كما سجلت جميع هواتف الشبكة الحمراء بأسماء مستعارة، ويبين مكان وتلازم تحركات هواتف الشبكة الحمراء والهواتف الزرقاء وجود مراقبة للحريري في فترة لا تقل عن 15 يوما قبل 14 فبراير 2005». وجاء في القرار أن «تحركات هواتف الشبكة الحمراء تعكس تحركات الحريري التي بدأت من جوار منزله في قصر قريطم صباحا، ثم اتجهت إلى جوار مجلس النواب، ثم إلى جوار فندق الـ(سان جورج) حيث وقع الاعتداء. والاتصالات الـ33 الأخيرة لهواتف الشبكة الحمراء بين الساعة 11:00 والساعة 12:35 جرت في معظمها في جوار مجلس النواب وفندق الـ(سان جورج)، وفي الساعة 12:50، اتصل مستخدم أحد هواتف الشبكة الحمراء الموجود في جوار مجلس النواب بمستخدم هاتف من الشبكة الحمراء موجود في جوار فندق الـ(سان جورج)، وهو الوقت ذاته الذي غادر فيه الحريري منطقة مجلس النواب في موكبه، وفي ذلك تزامن مع تحرك (فان الميتسوبيشي كانتر) إلى موضعه النهائي لتنفيذ التفجير». وأضاف القرار: «في 14 فبراير 2005، اتخذ أعضاء مجموعة الاغتيال المؤلفة من عياش وأشخاص آخرين أماكنهم في مواقع يستطيعون منها تعقب ومراقبة موكب الحريري من منزله بقصر قريطم في بيروت إلى مجلس النواب، وفي طريق العودة إلى منزله، مرورا بمنطقة فندق الـ(سان جورج). وبقي أعضاء المجموعة على اتصال متكرر ببعضهم البعض على هواتفهم من الشبكة الحمراء وهواتفهم الزرقاء وعلى وجه التحديد، سجل 33 اتصالا في إطار الشبكة الحمراء بين الساعة 11:00 والساعة 12:53».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©