دراسات II

ذكرنا في المرة السابقة خطورة مثل هذه الدراسات وتأثيراتها في إحداث تناقض في الأفكار والمعتقدات لدى الأشخاص، فعند البعض الدراسات الطبية لا تشكيك فيها بل لا يختلف على مصداقيتها اثنان·!! فكيف بالله عليكم أقول إن الشاي أو القهوة مفيدان اليوم ·· وفي الغد أؤكد أنهما سبب رئيسي لأمراض القلب·!! أي مصداقية وأي حقائق أستند اليها·؟ وكيف بوسعي إقناع الآخرين بذلك·؟ أنظروا مثلاً لهذه الأمثلة·· ''دراسة فنلندية أكدت أن تناول القهوة يزيد من مخاطر الإصابة بالتهابات المفاصل الروماتيزم'' نشرت هذه الدراسة في ديسمبر ،2001 ليأتي العالم الأميركي بيتر مارتن في يناير 2002 ويؤكد أنه يمكن أن يُستخرج من بعض الكيماويات التي اكتشفت في حبوب القهوة بعض الأدوية المؤثرة والجديدة''·! دراسة أخرى نشرت في مايو 2001 تؤكد أن استهلاك القهوة والشاي بمختلف أنواعه من أسباب الإصابة بهشاشة العظام·!! لتأتينا دراسة جديدة قام بها باحثان في تايوان أكدا فيها أن عادة شرب الشاي لسنوات طويلة تحافظ على كثافة العظام لدى الرجال والنساء على حد سواء'' مايو 2002 ، فيما أكد علماء بريطانيون أن الشاي الأخضر يساعد على الوقاية من التهابات المفاصل'' نشرت هذه الدراسة في يوليو 2003 !! من نصدق بالله عليكم·؟؟ باحثون في نيوزيلندا قالوا في دراسة علمية إن الإكثار من تناول الكافيين إثناء فترة الحمل يزيد من مخاطر وفاة المواليد'' نشرت هذه الدراسة في يناير ·1998!! في الحقيقة مثل هذه الدراسات وتناقضها بين دراسة وأخرى تضع القارئ أمام حيرة أيّ دراسة يصدق·؟ والعارفون ببواطن الأمور يقولون إن المسألة ليست بذلك التعقيد حيث تقوم شركات الأدوية العملاقة باستغلال مراكز الأبحاث العلمية وبعض الأطباء للترويج لصنف معين والتقليل من الصنف الآخر بهدف كسب ثقة السوق بأحد أصنافها المنافسة وهكذا تدور لعبة مكشوفة غطاؤها علمي وضحيتها المستهلك الغلبان على أمره وعلى عينك يا تاجر··!! إبراهيم الأحمد Ibrahim_alahmed@emi.ae