محمد عبدالسميع (الشارقة)
تواصلت عروض الدورة الخامسة عشرة، من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل الذي تنظمه جمعية المسرحيين في الإمارات، حيث عرضت أمس الأول، مسرحية «بائعة الورد»، لفرقة مسرح بني ياس، من تأليف وإخراج مرعي الحليان.
تبدأ المسرحية، بمشهد ملاحقة الحراس لفتاة دخلت حديقة قصر الأمير، بحثاً عن من يشتري منها الزهور، وكان الأمير يكره الزهور والأشجار والفراشات والطيور، ويمنع بيعها في القرية، ويقبض الحراس على الفتاة، ويأتون بها إلى الملك ليقرر عقابها، فيأمر بحبسها، لكنّ كبير الحرس يشفق عليها، فيهربها خارج البلدة، فتقرر بائعة الورد ترك بيع الورد بسبب ما واجهته، وفي الغابة تلتقي بامرأة ضخمة الجسم، تحمل آلة عزف، وتكسو جسمها النباتات، فتشجعها المرأة على ما قامت به، وتطلب منها الصبر، والتحلي بالأمل، وأن تتفاءل لتتجاوز الصعاب التي تواجهها.
ثم تطلب المرأة من الفتاة أن تغني لها، على أن تعطيها عن كل أغنية وردة، وتحصل منها على ثلاث وردات، سرعان ما يتحولن إلى شخصيات حقيقية تتعاون مع بائعة الورد لكي تحل مشكلتها، فيحتَلْنَ على الأمير حتى يتيه في الصحراء، ويواجه الموت، ثم يأتينه على هيئة طيور وفراشات وزهور وينقذنه، لكي يعلمنه أن تلك المخلوقات جميلة كثيرة الخير والفائدة والجمال، وأنها تستحق أن يحبها ويزرعها، ويكثر منها في مدينته وقصره.
تقوم فكرة المسرحية، على إشاعة مبادئ السلام والحب والوئام والجمال بين الجميع، وتقبل الاختلاف كيفما كان شكله، ذلك أن انتشار الحب والسلام يساهم في التعايش وتقبل الآخر وتكاتف الجميع، ليحل الأمن والاستقرار والجمال في العالم.
وظّف المخرج مرعي الحليان عناصر السينوغرافيا بذكاء، فقد استطاع من خلال مشاهد الطبيعة أن يجعل الحضور في قلب الحدث، ويلهب فيهم روح الدهشة لما هو قادم، وخلق تعاطف الجمهور مع بائعة الورد، وقد لعب المخرج بالإضاءة بشكل موفق، ووزعها توزيعاً جميلاً خدم المشاهد، هذا فضلاً عن توظيف الأزياء والديكور توظيفاً جيداً.