فاطمة عطفة (أبوظبي)
نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي، ندوة بعنوان «اللغة العربية التحديات وضرورة التطوير» شارك فيها كل من د. لطيفة النجار خبير مناهج اللغة العربية في وزارة التربية، ود. منى الساحلي الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية بجامعة الامارات، ود. نهلة الشلبي الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية بجامعة العين للعلوم والتكنلوجيا، وقدمتهنَّ الشاعرة نجاة الظاهري. بدأت د. الساحلي الندوة بالإشارة الى ان الموضوع ذو شجون، وأنها ستحاول أن تنظر بتفاؤل، وألمحت إلى أن المؤتمرات المخصصة للغة العربية تؤكد على أن الخطر يحيط بها، مشيرة إلى أن الخوف دائما على الأمة يبدأ حين تتخلى عن لغتها، لأن اللغة تشكل انتماءنا ووجودنا، وهي المادة التي نشيد فيها حضارتنا، فلا ثقافة من دون لغة. واستدركت الساحلي: لا خوف على العربية من الاندثار، وإنما الخوف على الأمة التي تتخلى عن لغتها. لذلك علينا أن نأخذ المسألة بجدية أكثر، لأن لغتنا هي نحن وواقعها من واقعنا، ولأنها لغة جامعة لكنها متفرقة، هي جامعة لأنها تجمع كل العرب الناطقين بها، لكن الجهود التي تبذل من أجل النهوض بها هي جهود متفرقة، وتواجه العديد من التحديات التي تبدأ من الأسرة والبيت، فالأبوان يسهمان بإضعافها عندما يتحدثان بلغة أخرى، أو باللهجات المحكية. رغم أن الأخيرة فيها الكثير من الروافد العربية، مشددة على أن البيت هو الأساس الرافد للغة.
وبدورها تبنّت د. نهلة الشبلي ما طرحت د. منى من أفكار وما يواجه اللغة من تحديات وضرورة مواجهتها، وقالت: كيف نواجه هذه التحديات ونعمل على تطوير اللغة من واقعنا، أترك السؤال للجمهور للإجابة على هذا.
وردا على هذا السؤال تحدث الروائي علي أبوالريش قائلا: أعتقد أن هذه مسألة مجتمعية كما أنها تخضع لإرادة سياسية واقتصادية في أي مجتمع كان. نحن نشعر الآن بخطر على أنفسنا وعلى اللغة العربية، لكن يجب أن نتقصى الأخطار التي أدت إلى هذا التراجع في لغتنا العربية، لأن أي مجتمع لا يمكن أن تكون لغته قوية وهو عاجز عن أن ينتج ما يحتاج إليه، مؤكداً أن قوة اللغة من قوة المتحدثين بها، تقوى بقوتهم وتضعف بضعفهم. وضرب مثلا باللغة اللاتينية التي كانت قوية عندما كان لديهم سيطرة على العالم ثم اضمحلت واختفت. نعم لغتنا في خطر وسوف يزول هذا الخطر عندما نستطيع أن ننتج ما نحتاج إليه.
وتحدث الكاتب محمد شعيب الحمادي، عضو مجلس الإدارة، رئيس الهيئة الإدارية في أبوظبي، قائلا: يجدر بنا العمل بشكل جدي على حواضن اللغة: المنزل، والتعليم، والعمل، فالأهل يتحدثون مع أبنائهم باللغة الأجنبية لأنها شرط للتوظيف. أما في المدرسة، فتخصص حصة واحدة في اليوم لتدريس اللغة العربية، وتدرس باقي المواد باللهجة العامية أو بالإنجليزية. وهكذا مع بيئة العمل التي تتطلب الإنجليزية، وهنا تكمن الفجوة الكبيرة بين العمل على تعزيز اللغة العربية والواقع العملي. لذا يجب أن نعمل بجدية لتهيئة الظروف لغرس حب اللغة العربية وتطبيقها على أرض الواقع.
واختتمت د. لطيفة النجار بقولها إن اللغة حامل ومحمول، تحمل أهلها وثقافتهم وتنقلها من الأجداد إلى الآباء، لغتنا حملتنا على مدى قرون طويلة، كما أن علماء العربية قدموا حياتهم للغة، وركزت النجار على ضرورة سماع اللغة، لأن أي لغة تكتسب عن طريق السمع، لأن لغة لا تُسمع ولا نتحدث بها ستبقى حديثة مهما بذل من جهود، لافتة إلى أن القضية تبدأ من البيت، وأن الحل عند كل شخص فينا. يجب أن نحدث أولادنا باللغة العربية وأن تظل حاضرة في يومنا.