21 يناير 2011 21:05
اختارت المصممتان الصديقتان الهنوف الزامل وسارة الفلاسي التشارك بتصميم الجلابيات لإدراكهما مدى ارتباط المرأة الإماراتية بها، وكما هو معروف فإن الجلابية ترتبط بالنساء المتزوجات أما الفتيات فلا يعتبرنها مناسبة لأعمارهن أو متوافقة مع رغباتهن في ارتداء ما يتماشى مع الموضة لكن الهنوف وسارة استطاعتا بذكاء أن يقنعن الفتيات بجميع الأعمار بارتداء الجلابية لما تتسم به من قصات عصرية وشبابية.
شاركت المصممتان الهنوف وسارة في معرض “نيولوك الثالث للجمال والأزياء”، الذي اختتم عروضه مؤخرا في قاعة العين للمؤتمرات. وكان عرض الأزياء الذي قدمتاه هو أول عرض أزياء لهما على الإطلاق، لكنه أسفر عن بداية موفقة جدا لحصولهما على جمهور نسائي كبير شاهد العرض عن كثب وصفق لهما بحرارة ولجأت الكثيرات على إثره إلى شراء جلابيات من تصاميمهما.
وحي القصات
عن الأقمشة والألوان والاكسسوارات التي استخدمتاها في تصاميمهما، تقول الهنوف “عرضنا اليوم 15 جلابية من أساس 60 جلابية صممناها لربيع وصيف 2011، وتميزت باعتمادها الكبير على أقمشة شيفون الساري الذي نشتريه من الهند وهو مطرز وجاهز، فنقصه حسب الفكرة التي وضعناها ونبطنه من الداخل بقماش الجورسيه السادة الذي يتواءم معه في اللون، وقد نستخدم الجورسيه لوحده لكن من أنواع مختلفة لا تأتي ملاصقة للجسم لتناسب قصات أخرى”. وتضيف “نستخدم أيضا أقمشة إماراتية كانت تستخدم في الجلابيات القديمة التي كانت تلبسها جداتنا يعرف هذا القماش باسم “زري بوتيله” استخدمناه كما هو وبطناه بالجورسيه مع بوردر هندي (قماش هندي كالكلفة على الحواف الخارجية للجلابية وعلى الأكتاف)”.
وتتابع الهنوف “استخدمنا قصات مختلفة استوحيناها من الهند والكويت والبحرين والإمارات وسوريا، وفي كثير من الأحيان مزجنا بينها حيث استوحينا من الهند قصة الساري الهندي المعروفة منذ قديم الزمان، لكننا جعلناها أكثر حشمة حيث تأتي الجلابية مغلقة، ولعل وجه الشبه في التقاء القماش تحت حزام الخصر بصورة جانبية تماما كالمرأة الهندية التي يبدو أنها تربط تنورتها من جانب خصرها. وطبيعة الشيفون الذي استخدمناه لذلك ساعد في إبراز جمال القصة نتيجة لوجود التطريز اللامع على سطحه والتي تبدو وكأنها كرستالات مشعة لكنها خيوط ذهبية أو فضية جعلتنا نستغني عن استخدام الكرستالات”.
نساء شرقيات
تشير الهنوف إلى أنها استخدمت في بعض الجلابيات القصة البحرينية المعروفة بالإضافة إلى قصة أسمياها “علي بابا” لأنها تشبه فعلا سروال علي بابا العريض الذي يكون سرجه طويل جدا، ويحيط بنهاية الساقين من عند الكاحل اسوارتين، مبينة أنهما استخدمتا الجلابية المشمشية اللامعة التي زين محيط ياقتها وأكمامها وحزام الخصر بحبات لؤلؤ برتقالية، وأحجار تميل إلى اللون البني والبرتقالي.
وكان للتراث السوري نصيب في تصاميم الهنوف وسارة عبر استخدام نفس القماش السميك الملون الذي كان يلبسه الرجال السوريين (الفيزيت) قديما، ويثبتون سراويلهم بحزام منه تماما كالذي ارتداه أبطال مسلسل “باب الحارة”، حيث قصت منه المصممتان قطعا بشكل مربعات كبيرة الحجم وزينت بها صدر بعض الجلابيات وبالأخص ذات القصة الكويتية.
وتفيد الهنوف بأنها ابتكرت وصديقتها سارة قصة تخفي بها عيوب الورك والأرداف، التي تعاني منها أغلب النساء الشرقيات، وتبدو وكأنها قطعتين من جاكيت وتنورة لكنها في الحقيقة قطعة واحدة تبدأ عريضة منفوخة في الأكمام والظهر تنسدل على الورك والأرداف من الخلف والجانبين مع درابيه على الصدر لتجسيمه مع استقامة في قصة تنورة الجلابية.
وتلونت جلابيات الهنوف وسارة بالألوان المختلفة الهادئة والداكنة، مع تركيز واضح على درجات اللون الأخضر الذي جاء في أكثر من 4 جلابيات. وعللت ذلك الهنوف بأنهما يعشقتا الأخضر بكل تدرجاته وأنه يضفي على الجلابية ميزة جمالية.
جلابية شبابية
تقول المصممة الهنوف الزامل “استوحينا قصة الجلابية الكويتية التي تأتي قصيرة تحت الركبة بقليل، واستخدمناها بقماش سميك يعرف بالخيش، وأدخلنا عليه قماش ساتان هندي معرق أضفى لمسة شبابية فمثلا تكون الجلابية صفراء سادة ويتوسطها قماش ساتان عريض معرق، وفيه خيوط ذهبية مشعة تتناغم مع لون الجلابية، ويركب الساتان على شريط طولي عريض يمتد من منتصف الجلابية إلى آخرها، ويحيط بالأكمام التي تكون كلاسيكية عريضة مع حزام ستان بلون آخر معرق يحدد الخصر”، لافتة إلى أن “هذه الجلابية عادة ما تطلب من قبل الفتيات الإماراتيات عند السفر حيث يلبسن تحتها بنطلون جينز وشيلة فيبدو مظهرهن محتشم وعصري”.
المصدر: العين