9 فبراير 2010 01:07
يبدأ فخامة الرئيس قربان قولي بردي محمدوف رئيس تركمانستان زيارة رسمية للدولة اليوم الثلاثاء يلتقي خلالها فخامته مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وبعدد من كبار المسؤولين في الدولة ورجال الأعمال والمستثمرين.
ويرافق فخامته خلال الزيارة وفد رسمي واقتصادي رفيع المستوى.
وتسعى الإدارة السياسية التركمانية إلى تعزيز وتطوير علاقاتها السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية مع دولة الإمارات العربية المتحدة والاستفادة من الإمكانات الكبيرة والرائدة التي تمتلكها في إنشاء وإقامة المناطق الاقتصادية الحرة والتعاون في مجالات إدارة الموانئ والمنافذ البحرية وتعزيز علاقات الشراكة بين رجال الأعمال في البلدين بالإضافة لبناء شراكات اقتصادية في مجالات استكشاف النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية والصناعات الغذائية.
العلاقات بين البلدين
شهدت العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين الصديقين خلال السنوات الأربع الأخيرة وبعد تولي فخامة الرئيس قربان قولي بردي محمدوف مقاليد الحكم تطورات متلاحقة ساهمت في نمو الناتج المحلى الإجمالي وزيادة مستوى دخل الفرد وقد سعى فخامته خلال السنوات القليلة الماضية لتعزيز مكانة بلاده على المستوى الإقليمي والدولي.
وتبني تركمانستان علاقاتها مع مختلف دول العالم وفقا لسياسة الحياد تقوم على تطوير العلاقات في الاتجاه السياسي وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاحترام المتبادل وكذلك عدم التدخل في شؤون الآخرين، مما يساهم في خلق ظروف مواتية لنمو الدولة وتوسيع فرص إقامة علاقات سياسية واقتصادية طويلة المدى مع دول العالم.
ويجري في الوقت الحاضر بناء علاقات الشراكة والمنفعة المتبادلة بالإضافة لمشاورات نشطة مع العديد من المستثمرين من مختلف دول العالم حيث أدى الاستقرار السياسي في البلاد والتنمية الاقتصادية العادلة واستقرار سعر صرف العملة الوطنية والضمانات الاقتصادية في اجتذاب اهتمام المستثمرين إلى تركمانستان.
وتسعى تركمانستان لتطوير قطاعاتها الاقتصادية والصناعية والسياحية بما يساهم في بناء وتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والصناعي مع الشركات الإماراتية وتوسيع دائرة العلاقات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية مع مختلف دول العالم حيث يتواجد على أرض الإمارات كبريات الشركات العالمية العاملة فى تلك المجالات وتنطلق من الإمارات لدول المنطقة. وقد طرأ تحسن كبير على الاستثمارات الأجنبية الضخمة في تركمانستان بفضل الاستخدام الفعال للإمكانات الاستثمارية التركمانستانية وتوظيف الاستثمارات الأجنبية فيها وتنمية الاقتصاد المحلي وذلك تحت إشراف الدولة وبمنظومة متطورة من القوانين الاقتصادية.
وخلال سنوات عديدة كان دور الدولة يتمثل في نقل الاقتصاد من الاقتصاد الموجه إلى اقتصاد السوق مع الحفاظ على القيمة الحقيقة للاقتصاد الوطني ومؤسساته. وكانت تركمانستان من أوائل الدول التي ركزت في جذب الاستثمارات التكنولوجية حيث إن هدفها هو الاستثمار والتنمية المستدامة في كافة المجالات.
العلاقة المتميزة
لا شك أن العلاقة الاستراتيجية والمتميزة التي تجمع بين الإمارات وتركمانستان وعلاقة الود والصداقة المتميزة بين قيادتي البلدين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه فخامة الرئيس التركمانستاني قربان قولي بيردي محمدوف أثمرت نتائجها في رفع مستوى العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية بين الإمارات وتركمانستان إلى مراتب متقدمة.
إن جهود دولة الإمارات في دعم مشاريع التنمية في تركمانستان كانت واضحة من خلال حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على مساندة هذه المشاريع في الدول الإسلامية والصديقة لما فيه مصلحة شعوبها خاصة مشاريع البنية التحتية والصحية والمياه والطاقة.
كما أبدى فخامة الرئيس التركمانستاني أيضا تشجيعا ودعما كبيرين لمشاريع الشركات الإماراتية في إطار علاقات الصداقة بين البلدين وفي المقابل تبدي الشركات الإماراتية رغبتها للاستثمار في قطاعي استكشاف وإنتاج النفط والغاز نظرا لما تتمتع به تركمانستان كرابع أكبر مخزون عالمي من الغاز الطبيعي من احتياطيات نفطية وغازية غير مستغلة وذلك بالتعاون والتنسيق والشراكة مع شركاء استراتيجيين.
وقطعت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية تركمانستان شوطا كبيرا في تنمية وتعزيز علاقاتها الثنائية في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية وإقامة مشاريع التنمية والتحديث بما يحقق الخير والمنفعة لشعبي البلدين فقد حرصت دولة الإمارات على أن تعطي لعلاقاتها مع تركمانستان الحجم اللائق والمكانة المميزة في إطار من الانفتاح الدولي الذي تعرفه سياسة الدولة خارجياً.
وتشمل فرص الاستثمار في تركمانستان مشاريع إنشاء السكك الحديدية وتكرير النفط وإنتاج الغاز وإنشاء مصانع لليود والبروم وإنشاء أنابيب الغاز وإنشاء المصانع الكيميائية وتطوير الصناعة النفطية الكيميائية وإنشاء الطرق وتطوير القطاع الزراعي والصناعي وتطوير إنتاج الصناعة الجلدية وتطوير صناعة النسيج وتقدم الحكومة التركمانية ضمانات وامتيازات للمستثمرين للعمل في البلاد مع تمتعهم بحقوق محددة في كثير من المجالات.
مذكرات تفاهم بين البلدين
ترتبط الإمارات وتركمانستان بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في العديد من المجالات الحيوية منها بروتوكول التعاون في مجال النفط والغاز والمعادن عام 2006 واتفاقيتا تجنب الازدواج الضريبي وحماية وتشجيع الاستثمارات.
وتتبوأ تركمانستان المركز 79 في الهيكل الجغرافي للتجارة الخارجية الإماراتية بقيمة تبادل تجاري بلغت 134 مليون دولار خلال عام 2008 والتي تراجعت بنسبة 3 ر10 في المائة عن عام 2007 إذ بلغت الصادرات الإماراتية غير النفطية لتركمانستان 4 ر3 مليون دولار بنسبة نمو 4 في المائة في حين بلغت قيمة الواردات الإماراتيـة منهـا 7ر7 مليون دولار أميركي بنسبة نمو 82 في المائة. وفي المقابل انخفضت قيمة إعادة التصدير من الإمارات إلى تركمانستان
بنسبة 6 ر13 في المائة لتصل إلى 113 مليون دولار ورغم الارتفاع في نسبة النمو السنوي في واردات الإمارات والانخفاض في قيمة إعادة تصدير الإمارات والارتفاع البسيط في قيمة الصادرات إلا أن هناك فائضا في الميزان التجاري بين البلدين.
المصدر: أبوظبي