دبي (الاتحاد)
في الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور سليمان موسى الجاسم، نائب الأمانة العامة للعويس، تحدث الفريق ضاحي خلفان تميم، عن «زايد والبعد الثقافي»، انطلاقاً من شخصية زايد كقائد مثقف له بصمة مميزة وقوية جداً عبْر التاريخ، وكيف كانت نشأته الثقافية التي انعكست على حضوره كإنسان وقائد، وكيف كان متابعاً للأحداث والثقافة والعلوم والمعرفة، إضافة إلى امتلاكه القدرة على الإقناع والتأثير، منطلقاً من مختلف الجوانب المعرفية في الآداب والفنون والعلوم.
وأضاف: «زايد قائد مثقف، اعتمد على الثقافة المعرفية، حتى أنه كان حريصاً على تعميق معرفته بالفضاء، لذلك كان لقاؤه مع عالم الفضاء فاروق الباز عام (1967) لقاء استثنائياً، أدهش الباز، وكان مهتماً بالثقافة ونشرها، لا سيما ثقافة الاتحاد والتعاون والعمل الجماعي، وكان مسؤولاً أمام الله عن الشعب والناس، وكان أول من وقّع على قيام مجلس التعاون الخليجي وأول رئيس له». واختتم معالي خلفان: «جوانب أخرى نراها في شخصية زايد، منها ثقافة إنسانية، وثقافة بيئية، وثقافة قيادية، وثقافة مجلس، وثقافة عمل، وثقافة بناء، وثقافة الإبداع، وثقافة الاختلاف، وثقافة التسامح، فلا مستحيل مع ثقافة مثل ثقافة زايد».
كما تحدث بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم عن «زايد والتعليم»، وكيف تحدى قسوة الطبيعة والتخلف العام، وتعامل مع التحديات بفنية وإيجابية، فأصلح الأفلاج، وأعاد الأمن الغذائي، وجمع القبائل، وجعلها أسرة واحدة، وكافح التخلف بالتعليم، وأسس المدارس منذ (1954)، ورأى أن الثروة الحقيقية هي بناء الإنسان الذي سيبني الثروات الأخرى، وهذا ما جسده فعلاً وقولاً: «إن الثقافة والعلم أساس التقدم والحضارة، وتقدم الأمم يقاس بمستوى التعليم».
وبدورها، تساءلت الدكتورة فاطمة الصايغ عن «زايد والتاريخ»: كيف نظر زايد إلى التاريخ؟ وكيف نظر التاريخ إلى زايد؟ منطلقة من مقولة زايد: «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل»، موضحة أن زايد أسس للمستقبل بالقيم الأصيلة، فهو رجل مهمات، عمل بصمت دون إطلاق شعارات رنانة، احترم التاريخ وأسس لجنة التاريخ، فوثق الموروث الشفاهي، وتابعت الدكتورة الصايغ: «وبرز في هذا المجال أول مؤرخ عبد الله بن صالح المطوع، وتواصل زايد مع هذا التاريخ ليمدّه إلى المستقبل»، أمّا كيف ينظر التاريخ إلى زايد؟ فأجابت: «يرى التاريخ زايد قائداً وطنياً قومياً عالمياً، وكانت فلسطين قلب القضايا العربية، ويتذكر التاريخ زايد كأحد الرموز العالمية مثل غاندي، جمال عبد الناصر، وغيرهما، زايد ذاكرة ورواية ومقال». من جانبه، أكد الدكتور فالح حنظل على أن زايد شيخ المؤرخين الذي استشرف المستقبل، من خلال تعلمه من دروس الماضي، وأنشأ دولة مختلفة مبنية على ثقافة واعية.
بينما رأى ناصر حسين العبودي، أن العلاقة بين زايد والتراث، علاقة جذرية، اهتمت في البحث عن الآثار والوثائق والدراسات، لا سيما البحث عن حضارة «أم النار»، كما أن من صفاته الأساسية التشبث بالتراث المتنوع، ومن ماهية زايد الجوهرية بناؤه للإنسان والمكان، واهتمامه بالجوانب كافة، ومنها التراث الشعبي الجماهيري والفنون الشعبية، والموسيقى البحرية والصحراوية والبرية، وسباقات الهجن، والصقور، والتراث الحضاري والمخطوطات، والحصول على وثائق الجزيرة العربية وترجمتها من التركية إلى العربية، واختتم العبودي: «زايد تمسك بالتراث ليبني الحاضر والمستقبل».