21 يناير 2011 20:55
وأوضح ممدوح بأن هذه النظرة تأتي في المرحلة التي يتمتع فيها المراهق بطاقة جبارة ويكون دائم الحركة للبحث عن هوية وإثبات استقلاليته بكل الوسائل مع رغبته الشديدة في لفت انتباه المجتمع، والذي قد يدفعه أحيانا إلى درجة التحدّي وكسر الأعراف الاجتماعية، مضيفا ان هذا ربما يفسر ما نشاهده اليوم من ممارسات يقوم بها المراهقون لم تكن موجودة من قبل مثل التقليعات الحديثة مثل: إطالة الشعر، ارتداء ملابس غريبة، التشبه بالجنس الآخر، الابتزاز الإلكتروني، وإدمان المشاهد الإباحية، والعيش مع الجماعات الافتراضية حتى وهم بداخل منازلهم.
إلى ذلك، أشار ممدوح إلى أن محاولة جعل المراهقين نسخة طبق الأصل من آبائهم تعتبر مصدرا للصراع الدائم بين المراهقين وبين المجتمع، مؤكداً أن مهمة الأسرة في الحفاظ على أبنائها باتت أكثر تعقيدا وصعوبة من العصور الماضية، وخصوصا لمن هم في سن المراهقة، حيث أنها تعتبر مرحلة حرجة يعيش فيها المراهقون صراعا داخليا مستمرا بين طاقاتهم غير المحدودة وبين الخضوع لمعايير الأسرة والمجتمع، مما يجعلهم يعانون كثيرا في هذه المرحلة.
وتابع الطبيب النفسي بقوله أنه عندما يكثر الوالدان من التقريع والتوبيخ والتأنيب وتوجيه الملاحظات للمراهقين، كلما أدى ذلك لتوسيع الفجوة بينهم وزيادة الشعور بالغربة لدى المراهقين حتى أثناء وجودهم في الأسرة، الأمر الذي يولد لديهم الحاجة إلى الانتماء لمجتمع آخر يتقبّلهم على ما هم عليه دون أن يرهقهم بكثرة الملاحظات والتوبيخ واللوم والتقريع.