12 نوفمبر 2010 21:08
تحل هذه الأيام الذكرى الثالثة لرحيل الفنان يونس شلبي، وسط تجاهل تام من الفضائيات وبرامجها، التي لم يخصص أي منها فقرة واحدة لتناول سيرته أو لعرض مقتطفات من أعماله السينمائية والتلفزيونية والمسرحية التي استطاع من خلالها أن يرسم البسمة على الشفاه.
لم يقتصر تجاهل يونس على الفضائيات فقط ، بل امتد إلى رفقاء دربه من الفنانين الذين انشغلوا بأنفسهم ومصالحهم وأعمالهم ونجوميتهم عن الاطمئنان ولو بالهاتف على أسرته وأبنائه، وهو ما فعله غالبيتهم في السنوات الأخيرة من حياته والتي شهدت صراعه الطويل مع المرض وابتعاده عن الأضواء.
تميز الراحل بدماثة الخلق والتواضع والتلقائية التي كان يلمسها كل من يتعامل معه، وعاش حياة بسيطة لا علاقة لها بالنجومية، حيث كان يتجول على قدميه في شوارع القاهرة بلا قيود، ويجلس على المقاهي يتحدث مع جمهوره ويستمد منه طاقات إبداعية جديدة يسخرها لخدمة أدواره لتكون معبرة بصدق. وحرص طوال مشواره الفني على إقامة جسور المودة مع أهله وعائلته في مدينة المنصورة بدلتا مصر، حيث كان يصطحب زوجته وأولاده الخمسة عمر وشيماء ودعاء وهاجر وأمينة في كل مناسبة إلى هناك.
وقد ولد يونس شلبي في مدينة المنصورة في 13 مايو عام 1941، وعشق الفن منذ صغره، وهو ما دفعه إلى الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1971، وقدم العديد من الأدوار الصغيرة أثناء دراسته في المعهد وكان من بينها مسرحية “الغول” من إخراج عميد المعهد وقتها نبيل الألفي.
وحين فكر المخرج جلال الشرقاوي عام 1973 في تقديم نص علي سالم “مدرسة المشاغبين” في عمل مسرحي اختاره ليؤدي شخصية “منصور” ابن الناظر الفاشل الذي لا يستطيع أن يتابع حديثه أو يرتب أفكاره، وهو أحد الطلبة الخمسة المشاغبين وجمعه فصل واحد مع سعيد صالح وعادل إمام وأحمد زكي وهادي الجيار أمام معلمتهم سهير البابلي وناظر المدرسة حسن مصطفى، وكانت المسرحية نقطة انطلاق كبيرة له إلى عالم النجومية، كما كانت التلقائية والعفوية والبراءة قاسماً مشتركاً في أدواره.
وبين عامي 1973 و1980، شارك يونس شلبي في بطولة نحو 20 فيلماً منها “الكرنك” و”مراهقة من الأرياف” و”غراميات عازب” و”سيقان في الوحل” و”حكمتك يارب” و”سقطت في بحر العسل” و”الزوج المحترم” و”شفيقة ومتولي” و”إحنا بتوع الأتوبيس” و”أولاد الحلال”.
وفي عام 1980، كان على موعد جديد مع محطة مهمة في مشواره الفني من خلال مسرحية “العيال كبرت” أمام سعيد صالح وأحمد زكي وحسن مصطفى وكريمة مختار ونادية شكري وإخراج سمير العصفوري وجسد فيها شخصية الابن الأصغر الأهوج غير الناضج عقلياً “عاطف” الذي لا ينشغل إلا بنفسه ويبدو تائهاً بين والديه.
بعد ذلك، شارك في بطولة أكثر من 50 فيلماً ساهم في إنتاج بعضها ولعب بطولتها، وإن أخذت الطابع التجاري القليل القيمة فنياً ومنها “العسكري شبراوي” و”ريا وسكينة” و”مغاوري في الكلية” و”سفاح كرموز” و”برج المدابغ” و”طابونة حمزة” و”الشاويش حسن” و”عليش دخل الجيش” و”رجل في سجن النساء” و”الفرن” و”محطة الأنس” و”هارب من التجنيد”.
كما شارك في بطولة عدد من المسرحيات منها “عيال بو عبود” التي عرضها في الكويت و”الدبابير” و”حاول تفهم يا زكي” و”بولتيكا” و”اولاد ريا وسكينة” و”خلف أسوارالجامعة” و”أولادنا في لندن” و”سداح مداح” و”آخر كلام”، إلى جانب عدد من المسلسلات التلفزيونية منها “مطلوب عروسة” و”الستات ما يعملوش كدة” و”أنا اللي أستاهل” و”أحلام مؤجلة” و”عيون” الذي يعد أشهر مسلسلاته وجسد من خلاله أمام فؤاد المهندس وسناء جميل شخصية “حيرم” المحامي تحت التمرين الذي جذب المشاهدين بأدائه العفوي حتى أنه أطلق عليه ولفترة طويلة لقب”حيرم”.
وكان للأطفال نصيب أيضاً في أعماله، حيث ارتبطوا به طوال عشرة أعوام متتالية من خلال مسلسل “بوجي وطمطم” الذي لعب بطولته أمام هالة فاخر، وهو ما كان سبباً في تكريمه من مهرجان القاهرة الدولي لسينما الطفل عام 2006؛ لأنه من أبرز النجوم الذين شاركوا في تنمية وعي الطفل المصري والعربي.
وعرف المرض طريقه إلى يونس شلبي بداية من عام 2000، حين أصيب بجلطة في المخ، تبعها إجراء جراحة قلب مفتوح ثم أكثر من جراحة لزراعة شرايين في ساقه التي أُصيب فيها بجلطة دموية وصاحب ذلك إصابته بمرض السكري، مما تسبب في قلة نشاطه الفني، حيث كانت آخر مشاركة له بدور صغير في فيلم “أمير الظلام” مع رفيق مشواره عادل أمام. وتوفي في 13 نوفمبر 2007 عن 66 عاماً.
المصدر: القاهرة