رشا طبيله (أبوظبي)
كشفت «الياه سات» عن عزمها إطلاق خدمات الإنترنت الفضائي ذات النطاق العريض «الياه كليك» عبر قمرها الصناعي الثالث «الياه 3»، في جميع أسواق أفريقيا المستهدفة والبالغة 19 سوقاً بنهاية العام الجاري، بعد أن نشرت هذه الخدمة في 5 أسواق منها لغاية الآن، في وقت تغطي خدماتها عبر الأقمار الثلاثة أكثر من مليار نسمة في 140 بلداً حول العالم.
وقال فرهاد خان الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية لشركة «الياه سات»، لـ«الاتحاد»، إنه في عام 2012، أطلقت الشركة خدمة «ياه كليك» في أفريقيا، حيث تم توسعة خدماتها بعد الإطلاق الناجح للقمر الصناعي «الياه 3»، إلى 19 سوقاً إضافياً في أفريقيا. واليوم، أكثر من 60% من سكان القارة الأفريقية يستفيدون من خدمات «ياه كليك».
وأضاف: «بدأ القمر الصناعي الثالث بتوفير الخدمات التجارية العام الجاري، حيث يقدم خدماته حتى الآن إلى 5 دول أفريقية جديدة في غضون خمسة أسابيع، من أصل 19 دولة أفريقية تغطيها الخدمة ونعتزم الوصول لجميع الأسواق بنهاية العام الجاري».
وكانت «ياه سات» قد أطلقت القمر الصناعي «الياه 3» في يناير الماضي لتوسيع نطاق خدمات «ياه كليك» للإنترنت الفضائي عريض النطاق، بما يشمل السوق البرازيلي و19 دولة إضافية في أفريقيا.
وحول وصول خدمات الإنترنت عالي السرعة من «ياه كليك» إلى جميع المناطق في تلك الدول، أكد خان: «توفر خدمة (ياه كليك) اتصالاً موثوقاً بالإنترنت عالي السرعة حتى في المناطق النائية من الدول التي تتوفر فيها هذه الخدمة، حيث يمكن للعملاء الاتصال مباشرة بالإنترنت الفضائي ذي النطاق العريض عبر أطباق استقبال والمودم في كل دولة من الدول التي تتوفر فيها الخدمة، دون الحاجة للشعور بالإحباط من ازدحام الشبكات».
وأفاد خان: «نتيح خدمة الاتصال بالإنترنت في الأماكن التي لا تتوفر فيها حالياً بنية تحتية أرضية، حيث تتميز (ياه كليك) عن الخدمات الأرضية بموثوقية اتصالاتها، وذلك بفضل تكنولوجيا الاتصالات الحديثة عبر الأقمار الصناعية».
وأضاف: «تتوفر خدمات (ياه كليك) من خلال الشركاء، وهم من كبار مزودي خدمات الاتصالات داخل الدول التي تغطيها الخدمة، كما تقدم خططاً لخدمة مرنة ومتنوعة لمختلف القطاعات عبر شركاء الخدمة، حيث يتم تخصيص هذه الخطط حسب متطلبات محددة لكل عميل». وأشار خان إلى أن عملاء «ياه كليك» يتوزعون في عدد من القطاعات أبرزها الرعاية الصحية، والتعليم، والنفط، والغاز، والخدمات المالية، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، إلى جانب الشركات الصغيرة والمنازل.
وتتنوع القطاعات الرئيسية لـ«ياه كليك» من دولة إلى أخرى بحسب متطلبات السوق المحددة. ففي غانا على سبيل المثال، هي البنوك، والتمويل، والتعدين، والنفط، والغاز، بينما في زيمبابوي الزراعة والرعاية الصحية. كما ستفيد الخدمة المبادرات المدعومة من الحكومة، وخاصةً في مجالي التعليم والرعاية الصحية في جميع الأسواق الأفريقية التي تتوفر فيها، وفقاً لخان.
وفيما يتعلق بشركاء الخدمة الذين تعاقدوا مع «الياه سات» لتوفير خدماتها في هذه الدول، أكد خان: نعمل مع شركاء خدمة مرموقين يتمتعون بخبرة واسعة في الدول التي نوفر فيها خدمة «ياه كليك» لعملائنا. ونتبع عملية انتقائية دقيقة للغاية لاختيار شريك الخدمة الأنسب من مجموعة واسعة من مزودي خدمات الاتصالات، والعمل معه بشكل وثيق لضمان جهوزية استخدام «ياه كليك» في مناطقهم. وبين أن إجمالي عدد شركاء الخدمة في جميع الدول الأفريقية يبلغ 24 عميلاً، وستواصل هذه الشبكة النمو مع مواصلتنا التوسع والانتشار في الأسواق الحالية، وكذلك الجديدة، وتغطي خدمة «ياه كليك» في البرازيل أكثر من 95% من سكان الدولة.
وحول الدول التي توفر «الياه سات» خدماتها فيها، أكد خان أنها توفر حلول الأقمار الصناعية متعددة الأغراض حكومية وتجارية لخدمات تكنولوجيا النطاق العريض والبث والدفاع والاتصالات، ضمن مختلف أرجاء منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا والبرازيل ووسط وجنوب غرب آسيا.
وقال: «تغطي خدمات «ياه سات» ما يزيد على مليار نسمة في أكثر من 140 بلداً حول العالم عبر أقمارها الصناعية الثلاثة «الياه 1»، و«الياه 2»، و«الياه 3»، حيث نجحت من خلال إطلاق القمر الأول عام 2011 في توفير حلول حكومية آمنة للقوات المسلحة الإماراتية، فضلاً عن حلول البث التلفزيوني عبر خدمة Yahlive للبث التلفزيوني الفضائي». وأضاف: «ساهم القمر الصناعي الثاني الذي تم إطلاقه عام 2012 في توفير خدمة (ياه كليك) للإنترنت الفضائي ذي النطاق العريض، وذلك في أسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ووسط وجنوب غرب آسيا». وتتيح «ياه كليك» خدمات موثوقة وواسعة المدى بتكلفة معقولة من الإنترنت الفضائي ذي النطاق العريض ضمن قطاعات رئيسية تشمل الرعاية الصحية والتعليم. وتتبوأ «ياه سات» مرتبة الصدارة في السوق الأفريقي، متفوقةً على نظيراتها من شركات تزويد خدمات الاتصالات الفضائية عريضة النطاق، وفقاً لخان.
وحول أبرز الإنجازات التي حققتها الياه سات مؤخراً، أعلنت «ياه سات» عن اتفاقية للدخول في مشروع مشترك مع شركة «هيوز لأنظمة الشبكات» التابعة لشركة «يكو ستار» لتوسيع نطاق خدمات الإنترنت الفضائي عريض النطاق بشكل أكبر. وسيجمع المشروع الجديد بين الخبرات العميقة لشركة «هيوز» العالمية في تقديم خدمات الإنترنت الفضائي عريض النطاق مع المكانة الإقليمية المرموقة لشركة «ياه سات» في توفير الحلول ذاتها ضمن أسواق أفريقيا ووسط وجنوب غرب آسيا.
ومن الخطوات التوسعية التي قامت بها «ياه سات»، كان استحواذها خلال الربع الثالث من العام الجاري على حصة الأغلبية في شركة «الثريا» المشغلة لخدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية. وسيساهم هذا الاستحواذ بشكل كبير في توسيع محفظة حلولها الحالية للاتصالات الفضائية على الصعيدين التجاري والحكومي، فضلاً عن بناء منصة قوية لاغتنام الفرص المتنامية المرتبطة بتطبيقات إنترنت الأشياء IoT وحلول الاتصال بين الآلات M2M في كلا القطاعين. وسينضم القمران الصناعيان التابعان لشركة «ثريا» واللذان يغطيان أكثر من 160 بلداً حول العالم إلى قائمة أقمار «ياه سات» ليصبح عددها 5 أقمار.
وشدد خان: «نعتبر اليوم مركزاً للتميز في القطاع يقدم خدمات الأقمار الصناعية متعددة الأغراض لطيف واسع من العملاء الأفراد والقطاعين الحكومي والتجاري. ونتطلع لمواصلة هذا الزخم وتوفير قيمة مضافة لتجارب عملائنا وأصحاب المصلحة».
فرص للتعلم الإلكتروني والوصول إلى المعلومات في أفريقيا
تلمس خدمات الياه سات حياة ملايين الناس حول العالم، من خلال التأثير الإيجابي لخدمة الإنترنت الفضائي ذي النطاق العريض في التعليم، والتجارة، وحتى الاستخدام الشخصي.
وقال فرهاد خان الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية لشركة «الياه سات»: «بفضل الإنترنت الفضائي ذي النطاق العريض، سيتمكن المزيد من الأطفال من الوصول إلى مصادر أوسع؛ وفي بعض الحالات التعلم عبر المسافات، حيث يدير المعلم عن بعد صفاً أو محاضرة، من منشأة أخرى، ويعد التعليم أمراً حيوياً للبالغين أيضاً ويمكن دعمه من خلال التعلم المجتمعي والمكتبات».
وحول خدمات الياه سات للتعلم الإلكتروني في كينيا، قال خان: «يمثل الحصول على التعليم الجيد عقبة رئيسية في المناطق الريفية من كينيا؛ فنظراً لعدم كفاية البنية التحتية للمدارس والنقص الحاد في عدد المعلمين، فإن مشكلات المدارس تتفاقم مع وجود العديد منها في مناطق نائية يصعب الوصول إليها».
وأفاد: «وصل المدارس بالعالم الخارجي والمصادر التعليمية باستخدام إنترنت الطلب الهاتفي التقليدية ليس هو الحل المناسب على الإطلاق».
وتعاونت «ياه كليك» مع «صندوق الحفاظ على الحياة البرية في محمية ماساي» لتزويد أكثر من ألف طالب في مدرسة كانزاي الابتدائية بفرص التعليم الإلكتروني عبر خدمة الإنترنت الفضائي ذي النطاق العريض، حيث حفزت تلك الإنجازات رغبة الطلاب في الالتحاق بالمدرسة، كما مكنتهم من الوصول إلى المصادر التعليمية بشكل كبير، مما يعني امتلاكهم الفرص ذاتها التي يتمتع بها الطلاب المتعلمون في جميع أنحاء العالم. كما يتم تزويد المجتمع التعليمي المتنامي بمصادر تعليمية إضافية، مما يتيح تدريس منهج أوسع وأكثر ديناميكية.
أما في جنوب أفريقيا، فتغطي مقاطعة كيب الشرقية في جنوب أفريقيا مساحة 65 ألف ميل مربع. وتتميز المقاطعة، الواقعة خارج المدن الرئيسية، بتنوع مناظرها الطبيعية، وكونها موطناً للعديد من المجتمعات الريفية النائية التي تعتمد على المصادر المحلية لتحصل على المعلومات، حيث تلعب المكتبات المجتمعية دوراً رئيسياً في عملية التعلم. وكانت هذه المكتبات تفتقر إلى الاتصال، مما يعني أن التواصل بين المكتبات والدخول العام إلى الإنترنت لم يكن مضموناً على الإطلاق. وأكد خان: «تعدّ المكتبة الوطنية لجنوب أفريقيا أميناً ومزوداً لمصدر المعرفة الرئيسي في البلاد حيث في العام 2010، قررت دائرة الفنون والثقافة، التي تشرف على المكتبة، أن تأخذ على عاتقها مشروعاً طموحاً لتعزيز الوصول إلى خدماتها لأداء الأمانة الموكلة إليها، ألا وهي ضمان نقل المعرفة للأجيال القادمة وإتاحة المعلومات للجميع».
وأضاف: «نظراً إلى أن جنوب أفريقيا واحدة من أكبر 25 دولة في العالم، وتضم 9 مقاطعات، منها كيب الشرقية ثاني أكبر مقاطعة، فقد كان الربط بين المكتبات والمجتمعات الريفية تحدياً كبيراً لعدم وجود بنية تحتية على مستوى البلاد».
وقال خان: «في محاولة لدعم مشروع المكتبة الوطنية والمساعدة في دفع عجلة المعرفة في جميع أنحاء جنوب أفريقيا، تعاونت (فوكس للاتصالات)، و(ياه كليك) لتوفير خدمات الإنترنت الفضائي ذي النطاق العريض لجميع المكتبات العامة في مقاطعة كيب الشرقية، حيث وقع الاختيار على (ياه كليك) نظراً لسهولة التركيب، وعدم وجود قيود أرضية».
وأضاف: «ومنذ ذلك الحين، وفرت الخدمة الحل المثالي لوصل المكتبات مع بعضها بعضاً ومع العالم الخارجي بطريقة موثوقة وبتكلفة معقولة»، مبيناً أن هذه الشراكة للمجتمعات تتيح سهولة الوصول إلى المعلومات والمعرفة، بما يعزز تجربة التعلم حتى في أكثر المناطق النائية من خلال ربط 207 مكتبات ببعضها البعض، إلى جانب أنها عززت رغبة الأفراد مجدداً بالقراءة، حيث شهدت المكتبات زيادة في أعداد المترددين عليها.
وحول سد الفجوة الرقمية في المناطق الريفية في نيجيريا، دخلت «الياه سات» مؤخراً في شراكة مع مزود الإنترنت «هيبيريا» وشركة تكنولوجيا الاتصالات «زيتا-ويب» لسد الفجوة الرقمية لدى المدارس في المناطق الريفية في نيجيريا.
وقال خان: «ستعمل ياه كليك وشركاؤها في تزويد الخدمة جنباً إلى جنب، لدعم صندوق الخدمة الشاملة لتوصيل الإنترنت إلى أكثر من 300 مدرسة في المناطق الريفية في نيجيريا».