أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)
عقد رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) وزعيم المعارضة بجنوب السودان رياك مشار لقاء تشاوريا أمس بالقصر الرئاسي بجوبا. وقال توت قلواك، مستشار رئيس الجنوب للشؤون الأمنية، إن اللقاء تركز حول ملف السلام بدولة الجنوب، وترتيبات استئناف المفاوضات بعد عطلة أعياد الكريسماس.
وأكد قلواك أن العام القادم سيكون عام السلام وتحقيق الاستقرار بدولة الجنوب. وفي الوقت ذاته، أعلنت الوساطة بجنوب السودان أنها بعد التشاور مع الجبهة الثورية والحكومة قررت رفع جلسات التفاوض حول مسار شرق السودان لمدة 3 أسابيع لتمكين ممثلي المسار من المشاركة في مؤتمر شرق السودان.
يأتي ذلك في وقت لقي قرار النائب العام السوداني تاج السر الحبر بتحريك ملف الجرائم في دارفور ترحيبا كبيرا في الشارع السوداني، واعتبره الناشط السوداني حسن نجيلة في تصريحات لـ«الاتحاد» الطريق المختصر لتسليم الرئيس السوداني المعزول عمر البشير وأعوانه المتهمين بجرائم الحرب وجرائم الإبادة إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ومن جانبه قال المحلل السياسي السوداني عمار عوض لـ«الاتحاد» إن قرار النائب العام السوداني ببدء التحقيقات مع البشير ووزير دفاعه وعدد من القادة الأمنيين حول جرائم الحرب التي ارتكبت في دارفور، يأتي في ظل مطالبات من المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، التي قالت إن على السودان إما محاكمة البشير أو تسليمه للمحكمة في لاهاي، وأوضحت أن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية هو تكميلي، بمعنى إذا عجزت الدولة المعنية عن محاكمة مرتكبي الجرائم.
وأضاف عوض أن إعلان النائب العام السوداني عن بدء التحقيق مع البشير وأعوانه تمهيدا لتقديمهم للمحاكمة يعطي انطباعا بأن السودان لن يسلم البشير، بل ستتم محاكمته على جرائم دارفور داخليا، ولكن قبول المحكمة الجنائية لذلك يعتمد على ما ستسفر عنه تحقيقات النيابة العامة في السودان، إضافة إلى أن بدء هذه التحقيقات سترسل رسالة إيجابية عن السودان الذي يسعى لرفع اسمه من اللائحة السوداء في العالم.
وفي هذه الأثناء حذر كتاب وخبراء سودانيون في تصريحات لـ«الاتحاد» من نشاط مكثف لفلول النظام السابق، قالوا إنه نشط في الأيام الأخيرة من أجل إجهاض الثورة والتغيير في السودان. وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني عبد المنعم سليمان لـ«الاتحاد» إن الإسلامويين وتشكيلاتهم المسلحة من دفاع شعبي وأمن شعبي وبقاياهم داخل الأجهزة الأمنية يخططون لإحداث فوضى، وهي محاولات انتحارية يائسة لن تنجح، وأضاف أن عناصر رئيسية في النظام السابق ما زالت مطلقة السراح، وأن الأجهزة الأمنية وقوات الدعم السريع ترصد تحركاتهم وستكون لهم بالمرصاد.
ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي السوداني الدكتور زهير السراج إن الفلول نشطوا في تنظيم أنفسهم لإجهاض الثورة وإغراق السودان في الفوضى، مستغلين سماحة الثورة وسلميتها.
وأشار إلى أنه ظهر في الآونة الأخيرة بعض التنظيمات الغريبة تملأ الصحف وأجهزة الإعلام بالحديث العنصري الجهوي البغيض عن حق أهل الخرطوم في المناصب، وتأليبهم للمواطنين وجمع توقيعاتهم وراء مطالبهم العنصرية، من أجل إثارة الفتن والنعرات الجهوية والعنصرية، واستفزاز الثورة وجماهير الشعب، والسعي بشتى السبل لإجهاض الثورة وإغراق البلد.