معتز الشامي (دبي)
يجري الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني، بقيادة الإيطالي زاكيروني، بعض التعديلات البسيطة على تفاصيل خطة الإعداد الأخيرة لمنتخبنا الوطني، قبل انطلاق كأس آسيا «الإمارات 2019»، بمباراة الافتتاح 5 يناير المقبل بين «الأبيض» وشقيقه «الأحمر» البحريني، باستاد مدينة زايد الرياضية، وهناك قناعة كبيرة بزيادة حجم المكاسب الفنية والمعنوية والنفسية التي حصدها المنتخب من تجمع دبي الذي استمر أسبوعين، وشهد مواجهة بوليفيا واليمن وانتهى 20 نوفمبر الجاري، وأبرز ملامح التغيير التكتيكي في استراتيجية التحضير الفني، تتمثل في اقتناع المدرب بضرورة مواجهة منتخب أو اثنين من ضمن الفرق المشاركة في نهائيات كأس آسيا 2019 التي تستضيفها الدولة يناير المقبل، ويشهد وقوع منتخبنا ضمن المجموعة الأولى مع البحرين، تايلاند، والهند.
وكان الجهاز الفني يرفض مواجهة منتخب من الفرق التي تأهلت إلى البطولة، في ظل تمسكه بالاحتكاك مع مدارس مختلفة عن المشاركة في كأس آسيا، ولكن حاجة «الأبيض» لتجربة أو اثنتين إضافيتين، قبل انطلاق البطولة، نظراً للغيابات والإصابات بين الصفوف، بجانب رغبة الجهاز في زيادة الانسجام بين عناصر التشكيل الأساسي والبدلاء، ورفع المستوى الفني والبدني والذهني قبل انطلاق المحفل القاري، وكلها عوامل تضاف إلى عدم وفرة منتخب قوي، يمكن أن يفيدنا فنياً لتنفيذ الأفكار الفنية والمتطلبات الخاصة بالمنتخب في ديسمبر المقبل، لأن توقيت التجمع خارج «أيام الفيفا»، وبالتالي لن يتوافر منتخب على الأقل من المنتخبات الجيدة فنياً، وكل هذه العوامل، كفيلة باقتناع زاكيروني بضرورة التخلي عن موقفه السابق، والتفكير في مواجهة منتخبات آسيوية تشارك في البطولة.
وحدد الجهاز الفني بعض الشروط التي تكشف بعضاً من ملامح الوديات المنتظر أن يخوضها في تجمع ديسمبر المقبل، خاصة أن هناك تغييرات ربما تطرأ على البرنامج، حيث يدخل المنتخب تجمعه في دبي 15 ديسمبر، ويستمر حتى الأول من يناير، قبل أن ينتقل إلى أبوظبي لدخول أجواء البطولة قبل 4 أيام على الأقل من الافتتاح.
وأول تلك الشروط أن لا يقع المنتخب المرشح لـ «ودية» ديسمبر، مع منتخبنا في مشواره بالبطولة، وهو ما يعني ضرورة أن يكون أحد منتخبات المجموعات الخامسة أو السادسة، على أن يكون ذا تصنيف أقل، وقريباً من المدرسة الآسيوية التي تضم الهند وتايلاند، كما يجب ألا يكون من المنتخبات التي تلعب بـ «خشونة»، خوفاً من تعريض اللاعبين للإصابات في وقت حرج.
ووفق تلك الشروط يكون خيار اللعب أمام فيتنام، ولبنان وتركمانستان أو كوريا الشمالية، أحد الحلول المطروحة على طاولة النقاش، حيث ينتظر أن يرفع الجهاز الفني تقريره الذي يتضمن توصياته للمرحلة المقبلة، إلى لجنة المنتخبات التي تجتمع خلال الأسبوع الجاري، كما ينتظر أن تتوافر المنتخبات المشاركة في البطولة مع النصف الأخير من ديسمبر. وسادت حالة من الاطمئنان الشارع الرياضي، بعد المستوى المميز الذي قدمه المنتخب أمام بوليفيا واليمن في آخر تجمع، وذلك رغم الغيابات والإصابات التي أبعدت أكثر من 13 لاعباً من التشكيلة الأساسية، ورغم ذلك كسب «الأبيض» وجوهاً جديدة، أثبتت قدرتها على المستوى الدولي، وأبرزها بندر الأحبابي، سيف راشد، بالإضافة إلى عودة إسماعيل الحمادي لسابق مستواه وخطورته الفنية.
من جانبه، أكد سليم عبدالرحمن، المدرب الوطني المساعد، أن الجهاز اطمأن إلى درجة كبير، على جاهزية اللاعبين نفسياً وبدنياً وفنياً للبطولة، خاصة العناصر التي تألقت في التجمع الأخير، وكانت بمثابة اكتشاف فني يضيف الكثير للمنتخب، ويشعل المنافسة على كل المراكز، قبل التجمع النهائي والأخير لكأس آسيا، وقال: هناك إيجابيات عديدة خرج بها المنتخب الوطني في مرحلة مهمة بالنسبة لتحضيرات كأس آسيا، أبرزها أن سياسة استدعاء اللاعب الجاهز أثمرت تماماً، وأصبحت تشعل منافسة مستمرة في كل المراكز، بعدما أثبت البديل قدرته على تعويض الأساسي، وهذا الأمر مهم لزيادة الثقة.
وقال: اللاعب المجتهد يكتسب مكانه بالفعل، حتى لو ظهرت مواهب وتألقت في الجولات القليلة المقبلة، وهو أمر يشعل التنافس على جميع المراكز في تشكيلة المنتخب، وأوضح أن المنتخب وصل إلى مرحلة متميزة من حيث الأداء والمستوى، وقال: الآن وصلنا إلى 80% من الجاهزية الفنية والبدنية والنفسية للاعبين مع المحطة قبل الأخيرة للبطولة، ونعمل على الـ 20% المتبقية خلال تجمع ديسمبر المقبل، الثقة كبيرة في اللاعبين ونثق بأنه مع انطلاق البطولة سيكون للمنتخب شكل أفضل وأقوى وسترون ذلك بالفعل.
وعن عودة بعض العناصر، خاصة حبيب الفردان الذي أصبح يشارك مع النصر، وسجل في آخر مبارياته، قال: عودة الفردان للمشاركة إيجابية للغاية، وهو لاعب أي فريق يتمناه، وفي حالة استعادته لقدراته الفنية، بالتأكيد سيكون إضافة متميزة في تشكيلة المنتخب، حال اجتهد خلال الجولات المقبلة.
وفيما يتعلق بدور إسماعيل مطر مع المنتخب قال: «سمعة» أسطورة بالفعل، قائد وقدوة لزملائه اللاعبين، يمتاز بالاحترام والالتزام والانضباط، والتأثير الإيجابي على زملائه في المعسكر، وله دور كبير بالفعل والجهاز الفني يسعى لاستغلال ذلك، حتى يقوم بدور «همزة» الوصل بين اللاعبين والجهازين الفني والإداري، وجميع اللاعبين يحترمون وجوده، وكل أفراد الجهاز الفني والإداري يحبون إسماعيل، وتواجده مع المنتخب أصبح ضرورياً، ليس فقط لدوره الكبير كقائد، ولكن لفائدته الفنية، فهو يقدم الكثير خلال الفترة التي يشارك فيها، كما أنه سيكون أحد الأوراق الفنية التي يستغلها الجهاز الفني خلال البطولة بالتأكيد.
وحول غياب الجماهير عن المدرجات خلال وديتي بوليفيا واليمن، قال: هذا الأمر كان متوقعاً، مشهد المدرجات الخالية لن يقلقنا، لأن جمهورنا يتواجد وقت ما يحتاجه المنتخب في البطولات والمشاركات الرسمية وخلال البطولات، هو الأمر نفسه الذي حدث في «خليجي 18» وما قبلها، وأعتقد أن الجماهير الإماراتية ستكون على العهد، وتتواجد بقوة وكثافة خلال البطولة. وختم مدرب المنتخب بالتأكيد على التواصل المستمر بين جميع عناصر الجهاز الفني، والتنسيق المستمر مع الجهازين الإداري والفني ولجنة المنتخبات، من أجل مراعاة التفاصيل الخاصة بمرحلة الإعداد الأخيرة قبل كأس آسيا.