السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

قدرات الإنسان تهزم «سوبرمان»!

قدرات الإنسان تهزم «سوبرمان»!
23 ديسمبر 2019 00:09

عمرو عبيد (القاهرة)

قد لا يكون الإنسان الكائن الأقوى جسدياً، أو الأسرع أو القادر على الطيران، أو غير ذلك من القدرات التي تمتلكها كائنات أخرى، لكنه طوّع عقله وقدراته لتوفير سبل تجعله قادراً على فعل الكثير من الأمور، بوساطة أدوات آلية ابتكرها وطورها، ليستطيع الطيران والغوص في أعماق المحيطات وبلوغ أبعد نقاط الفضاء.
وإذا كانت السينما الأميركية جعلت «سوبرمان»، نموذجاً خارقاً، يستطيع فعل كل الأمور التي تبدو مستحيلة للإنسان العادي، فإن القدرات البشرية لا تعترف بحدود أو نقاط توقف، وهو ما نراه جلياً في عالم الرياضة، التي يتبارى فيها البشر لتحطيم الأرقام القياسية الخيالية، وتجاوز كل قواعد الطبيعة، ليصبح الإنسان قادراً على هزيمة أسطورة «سوبرمان»!
ولم يكن غريباً أن تصف الصحف العالمية، لاسيما الإيطالية، البرتغالي كريستيانو رونالدو، بأنه يطير، بعد هدفه الأخير الرائع، في شباك سامبدوريا، خلال الجولة 17 من «الكالشيو»، ليحصد به اليوفي نقاط المباراة الكاملة، لكن الصحف لم تتوقف عن الانبهار بقفزة الدون الهائلة، التي تجاوزت ارتفاع مترين ونصف، وقالت إنه وقف في الهواء، محطماً القواعد الفيزيائية الأساسية للطبيعة، ولم تكن تلك المرة الأولى، التي يقوم فيها صاروخ ماديرا، بمثل هذه الوثبات الأسطورية، حيث سبق له القيام بقفزات أعلى ارتفاعاً، مثلما حدث في مواجهة منتخب بلاده أمام ويلز في عام 2016، إذ بلغ ارتفاعه وقتها 2.61 متر، وفي عام 2013، خلال مباراته أمام فريقه القديم، مانشستر يونايتد، في دوري أبطال أوروبا، وصل الدون إلى ارتفاع يقارب 3 أمتار!
المؤكد أن رونالدو يقدم حالة فريدة جداً من نوعها في عالم كرة القدم، لأن الوثب العالي ربما يكون أمراً معتاداً في المنافسات الأوليمبية ومسابقات ألعاب القوى، لكن المثير أن الأرقام القياسية المسجلة الحالية، تشير إلى أن الدون لو غير مهنته وتوجه إلى الملاعب الأوليمبية، قد يحصد الرقم القياسي بسهولة، لأن الكوبي، خافيير سوتومايور، يمتلك الرقم العالمي الذي لم يُحطّم حتى الآن، بوثبة بلغ ارتفاعها 2.45 متر، سجّلها في إسبانيا خلال عام 1993، وكان الرقمان السابقان يحملان اسم سوتومايور أيضاً، بـ 2.43 متر في عام 1988 بإسبانيا أيضاً، وبعدها في بورتريكو خلال عام 1989، بـ 2.44 متر، وتشهد مسابقات كرة السلة الأميركية، قفزات مشابهة لأساطير اللعبة هناك، تصدرها الأسطوري الراحل، ويلت تشامبرلين، بـ 1.22 متر، وتلاه معجزة ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، مايكل جوردان، صاحب وثبة هائلة بلغ ارتفاعها 1.17 متر.
ولا تتوقف قدرات الجسد البشري عند أي حدود ثابتة، فإذا كان العمود الفقري للإنسان يمتلك مواصفات فسيولوجية، تحد من قدرته على الانثناء حتى درجات معينة، إلا أن الكولومبي رينيه هيجيتا حارس المرمى الأشهر في تاريخ كولومبيا، كان له رأي آخر، في عام 1995، عندما استضاف ملعب ويمبلي الإنجليزي التاريخي، مباراة ودية بين إنجلترا وكولومبيا، ويومها، قام هيجيتا المثير للجدل بالتصدي لإحدى كرات الأسود الثلاثة، بطريقة خيالية، حيث قفز في الهواء إلى الخلف، موجهاً قدميه إلى الأعلى، ويضرب الكرة بكعبيه، في وضع يشبه العقرب، ليبعد الكرة بالفعل، ويدخل قائمة أعظم 100 لحظة في تاريخ الرياضة، وسُمّيت تلك الوثبة باسم عقرب هيجيتا، ولم تتكرر نظراً لصعوبتها، لكن المتابع الجيد لألعاب الجمباز والمنافسات الأكروباتية، يعتقد في كثير من الأحيان، أن هؤلاء الأبطال، لا يمتلكون العمود الفقري العادي في أجسادهم، نظراً لليونة الشديدة والمهارة الفائقة، التي تبدو عليهم أثناء ممارسة حركاتهم، المستحيلة في كثير من الأوقات، كما يوجد العدّاء الجامايكي الأسطوري، يوسين بولت، صاحب لقب أسرع رجل في العالم، بحصاده الكبير من الميداليات الذهبية الأوليمبية وبطولات العالم المختلفة، الذي سجل الرقم القياسي في منافسات عدو 100 متر، بزمن قدره 9.58 ثانية، لينافس بولت كائنات حية أخرى، تشير الإحصائيات العلمية إلى أنها أقل منه سرعة.
وبعيداً عن التفوق الجسدي، لن تنسى كرة القدم، من حطموا الكثير من القواعد الفيزيائية العلمية، ويُعد البرغوث الأسطوري، ليو ميسي، أبرز من قاموا بذلك خلال السنوات الأخيرة، وخضع ليو للكثير من الأبحاث العلمية، التي اهتمت بدراسة طبيعة جسده الفسيولوجية، التي تمكنه من المراوغة المستمرة السريعة، في اتجاهات مختلفة غير متوقعة، وكذلك وُضِعَت تسديداته العبقرية، لاسيما الركلات الحرة المباشرة، تحت المجهر، لبحث أسباب تفوقه الدائم فيها، وخلص التحليل الحركي لتسديدات ميسي إلى أنها تعتمد على مساحة القوس الذي تتحرك خلاله، وقوة تسديد الكرة بما يجعلها تنحني بسرعة فائقة، وهو ما أعاد إلى الأذهان، ما قام به الرائع، البرازيلي روبرتو كارلوس، في عام 1997، عندما سجل هدفاً خارقاً في شباك فرنسا، حطم الكثير من القواعد الفيزيائية، بسبب سرعة وقوة واتجاه الكرة، التي لُقّبت باسم «الموزة»، بعد انحرافها الواضح خارج الحائط البشري، ثم عودتها إلى مسارها الصحيح نحو المرمى، قبل أن يحرز هدفاً أكثر غرابة من ركلة ركنية، بقميص كورينثيانز، في عام 2011، إلا أن مقاطع فيديو حديثة أوضحت تدرب ميسي على تسديد كرات من خلف المرمى، لتدور حول نفسها وتسكن الشباك، من زوايا مستحيلة بالفعل!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©